مسيرة الفتى (( مايكل اوين))....
السلام عليكم ...
مايكل اوين :
أمي اسكتلنديه ونشأتي ويلزيه لكن عشق انجلترا يسري في عروقي ... في نادي مولد الكساندرا اطلقوا علي لقب السلاح السري.. كنت واثقا بأنني سأصبح محترفا ومشهورا...بدأت مشجعا لايفرتون انما بداخلي كنت احلم باللعب لليفربول.
لا يختلف اثنان على ان فتى انجلترا الذهبي مايكل اوين صاحب العشرين ربيعا قد اختصر المسافات ليصل الى شهره يحسد عليها ابناء جيله من اللاعبين، فهو في فتره قياسيه اصبح نجما فوق العاده تتهافت عليه اشهر الانديه العالميه، بالاضافه الى شركات الاعلان وحتى هوليوود سال لعابها امام نجوميته فقام بتمثيل ثلاثة اقلام لمصلحة شركة (( والت ديزني)) الشهيره.
ومنذ منتصف عام 1997 انقبلت حياة هذا المراهق رأسا على عقب مع تسجيله اول اهدافه في مرمى فريق ويمبلدون إذ من بعدها سرق الاضواء سواء في ليفربول او في المنتخب الانجليزي فتحول الى بطل قومي في الجزر البريطانيه وهو اللاعب الوحيد الذي تتفق على محبته جماهير الكره الانجليزيه المعروفه بتعصبها الاعمى لفرقها، ويبدو ان دموعه التي ذرفها بحرقه اذر خروج انجلترا الدراماتيكي امام الارجنتين في الدور الثاني لكأس العالم 1998 قد جلعت القلوب ترق له. وكان رئيس الاتحاد الدولي سيب بلاتر والاسطوره البرازيليه بيليه اول من تنبأ له بالمستقبل الباهر.
يقول مايكل اوين: مرت علي لحظات خلال طفولتي كنت اجد صعوبه في تحديد هويتي الحقيقيه هل انا انجليزي، ايرلندي لم اسكوتلندي وسبب هذه البلبله هو انني مولود في مستشفى تشستر وان الطفل الرابع من اطفال اوين الخمسه.
وبصراحه انحصر شعوري في اني انجليزي المولد والنشأه، اما الوالد ((تيري اوين)) المحترف السابق في اندية ايفرتون، وبرادفورد سيت، وتشستر وكامبردج فكانت امه اسكتلنديه وعاشت هناك سنوات طويله عندما كان شابا ولذلك تجده يعشق ويحترم كل ما هو اسكوتلندي كما انه من مشجعي منتخبهم المهووسين باشتثناء طبعا عندما يلعبون امام انجلترا.
نشأت في منزل العائله في مدينة هاواردن الصغيره على الحدود الويلزيه وعشت هناك حتى بلغت التاسعه عشره ثم انتقلت الى منزلي الذي انشأته على بعد ميل او اقل من منزل العائله وهذا سبب اخر من اسباب حيرتي التي بدأت بها القصه لاني اعتبر نفسي قد عشت معظم شبابي مواطنا ويلزيا، لكن عندما يتعلق الامر باختيار هويتي الكرويه فلا مجال للتردد كوني اعتبر نفسي لاعبا انجليزيا حتى العظم ومع احترامي لجذور الوالد الاسكتلنديه والنشأه الويليزيه فكل ما يستهويني هو زئير الاسود الانجليزيه الثلاثه رمز القوه والعظمه والغريب ان 80 في المائه من زملاء الدراسه الاولى كانوا يعتبرون انفسهم انجليزا رغم نشأتهم ودراستهم الويلزيه، وكنت على وشك اللعب لهم في المنافسات المدرسيه الدوليه عندما كنت طالبا بثانوية هواردن التي لعبت لفريقها الاول رغم اني كنت في الثالثه عشره، وأذكر ان فريق المدينه اجرى معي تجارب عده وطلب توقيعي لكني رفضت والسبب اني كنت اخطط للعب مع احد الفرق الانجليزيه.
وبعد ان اتضحت موهبتي الكرويه كنت واثقا من قبولي في اكاديمية الكره بليلزهول التي يتأهل منسوبوها للانتقال مباشرة لاحد الانديه الانجليزيه بالاضافه للعب ضمن منتخباتها في مختلف المراحل السنيه.
تميزت فترة صباي بالانغماس بشكل كامل في الرياضه خصوصا كرة القدم والحقيقه لم يكن امامي خيار سواها بسبب تأثير الوالد الذي احترفها فتره طويله، مع انه لم يجبرني على ممارستها قط.
كان جميع افراد عائلتي من ممارسي ومشجعي الرياضه بشكل عام، ابتداء من شقيقي الاكبرين تيري واندرو وكانا يمارسان كرة القدم، كذلك كان العنصر النسائي في العائله نشيطا رياضيا، فقد كانت والدتي جانيت تمارس الكثير من العاب القوى عندما كانت بالمدرسه، واعتقد اننا ورثنا عنها السرعه في الركض فهي كانت عداءه سريعه جدا. اما شقيقتي الكبرى كارين فكانت تمارس رياضة الهوكي والعدو كذلك مع فريق المقاطعه، اما شقيقتي الصغرى ليسلي فهي لاعبة كرة طايره مميزه.
وخلال تلك الحقبه كنت اوصل احراز الاهداف بمتوسط ثلاثة اهداف بالمباراه الواحده وأعتقد ان موهبة احراز الاهداف قد بدأت معي منذ تلك الفتره، وأذكر اني كنت ضئيل الحجم بما لا يتناسب مع سني لكن الوالد علمني حركات عده اهمها التوقيت السيلم ومهارة وضع الكره داخل المرمى بهدوء بدلا من محاولة تمزيق الشباك بالضربات القويه وكل هذا لتعويض ضآلتي البدنيه.
وقد أحس الوالد ان بإمكاني ممارسة الكره المنظمه عندما كنت في السابعه من عمري فأخذني الى نادي مولد الكساندر المحلي الذي يبعد حوالي خمسة اميال عن المنزل وطلب من المدربين تقييم امكاناتي الكرويه وهل باستطاعتي اللعب في احد فرق الناشئين لديهم.
وكانت اصغر فئه سنيه لديهم هي تحت 10 سنوات ويبدو انهم لم يكونوا حريصين على اشراك لاعب صغير السن مثلي بالاضافه لضآلة حجمي لكن بعد تمارين عده معهم وافقوا على اعطائي الفرصة كبديل حيث لم تفضل الاداره حرمان احد لاعبيهم الاساسين من اللعب واشراكي بدلا منه.
مشجع ايفرتون
أذكر اني بدأت مشجعا لفريق ايفرتون ويبدو تأثير والدي واضحا على هذا الخيار والسبب انه كان يحصل على تذاكر مجانيه لحضور مباريات الفريق كونه احد لاعبيه القدامى، وكان يصحب جميع افراد العائله معه لذلك كان من الطبيعي ان نشجع ايفرتون كما ان عددا كبيرا من الاصدقاء استغرب توقيعي لليفربول. لكن للتاريخ اقول اني وجدت استقبالا منقطع النظير من ستيف هايواي المسؤول عن برنامج تطوير الناشئين والفريق المساعد له في ليفربول حيث قدموا لي احذيه مجانيه بالاضافه لاجهزه رياضيه كامله بالاضافه لعدد كبير من تذاكر المباريات. كل هذه الضيافه جعلتني اشعر بأني مرغوب فيي على ملعب الانفليد ولا اخفي انني كنت احلم باللعب لليفربول وليس لايفرتون
لاعب الكريكيت
وبعد ان التحقت بالثانويه عملت على توسيع دائرة نشاطي الرياضي فانضممت الى فريق الرجبي والكريكيت والعاب القوى واحببت المنافسه فيها جميعا خصوصا الرجبي الذي لعبت في مركز الوسط فيه واستفدت من سرعتي في احراز العديد من الاهداف، اما لعبة الكريكيت فمارستها بكثره خلال فترة الصيف، يبنما انحصر نشاطي في كرة القدم في عدد من المباريات الوديه مع فرق المدارس الاخرى، ثم اختارني المدرب كقائد لفريق الكريكيت تحت 16 سنه بالمدرسه.
وبعد ان اثبت تفوقي بالكريكيت من خلال 92 ركضه حصلنا على شهادة تقدير من قائد انجلترا السابق اليك ستيوارت وكانت افضل انجازاتي التي اعتز بها في رياضيه غير كرة القدم. والمدهش انها تحققت وانا ما زلت في الرابعه عشره وكان افضل معدل سجلته لمسافة 100 متر عدو هو 4.11 ثانيه لم تضعني في مصاف العداء لينفورد كريستي ومع ذلك كنت من اشرع العدائين.
وخلال هذه المرحله بدأت فكرة الالتحاق بالاكاديميه الكرويه بليلزهول في التحول الى حقيقه وذلك بعد ان اثبت اني ضمن افضل 16 لاعبا مدرسيا على مستوى الدوله وكان موضوع اختياري مع منتخب المدارس مسأله وقت ليس إلا وهذا يعني اقتراب موعد احترافي الكره رسميا.
وكان نادي ليفربول قد رشحني للانضمام للاكاديميه ومع ذلك كان لابد من اجتياز اختبارات القبول في منافسه مع مئات الناشئين بالدوله وكان اول اختبرا يتضمن المشاركه في اربع مباريات على ملعب ديفا التابع لشستر سيتي مع 100 ناشئ يؤدي كل منهم 20 دقيقه وكان البرنامج مزدحما بشكل لا يسمح بالحركه وكذلك الملعب مع هبوب رياح قويه يصعب معها ممارسة الكره او التمرير الصحيح ولا حتى ابداء اي نوع من المهارات وخرجت من التجربه يائسا من احتمال قبولي لكن يبدو انهم رجعوا الى سيرة اللاعب السابقه في اعتماد نتيجة الاختبار حيث سبق لي ان بدأت في تكوين اسم خاص بي مع مدرسة ليفربول الكرويه فطلب مني المسؤول عن الاكاديميه الحضور لاجراء المزيد من الاختبارات قبل ان يصلني القبول رسميا بالاكاديميه وهو شرف كبير لطفل في الرابعه عشره.
الاغتراب المبكر
كانت المشكله الاساسيه التي تواجهني بسبب الالتحاق بالاكاديميه هو الاغتراب المبكر عن المنزل والابتعاد عن عائلتي واصدقائي لمدة سنتين.
وكذلك كان الالتحاق بالاكاديميه يعني التفرغ كليا لكرة القدم من ناحيه بجانب مواصلة دراستي الاكاديميه. ولم اكن الوحيد الذي يعاني من الحنين الى المنزل والعائله بل شاركني عدد كبير من زملائي في الاكاديميه الى درجة البكاء قبل ان نتمالك انفسنا ونتأقلم على الحياه الجديده.
ومع اننا كنا في المركب نفسه تقريبا إلا اني نت اكثر حظا وكانوا يقومون بزيارتي اسبوعيا ثم تعودنا بعد ذلك على الوضع وبدأنا نستمتع حتى بقوانين الاكاديميه الصارمه تحت اشراف بيكرينج وزوجته، وعادة يبدأ البرنامج اليومي في 6:30 صباحا والافطار في تمام الساعه 7:30 قبل الانضمام لحصص الدراسيه بمدرسة ايدزهال الثانويه القريبه.
وكنا نعرف داخل المدرسه باسم الكروين لكننا لم نحظ بأي معامله خاصه بل كانت تعليمات الاكاديميه تنص على مراقبة أدائنا الاكاديميه بدقه اكبر رغم ان معظمنا كان مهتما بمستقبله الكروي اكثر من شهاداته الاكاديميه.
وأذكر ان السيد بيكرينج قد اخبرنا ذات يوم ان اثنين فقد من المجموعه سينجحان في الوصول الى النجوميه والاحتراف ومنت واثقا اني سأكون احد هذين الموعودين بالنجاح لكن اثبتت الايام ان تصريح السيد بيكرينج كان لمجرد تحفيزنا على النجاح.
ومن المجموعه التي التحقت بها احترف كل من ويس براون مع مانشستر يونايتد، مايكل بول مع ايفرتون وجون هاولي مع تشيلسي بالاضافه يكيني لنت لاعب فريق كرو المغمور.
وكان النجاح كرويا قد تم على حساب مستواي الاكاديمي لكني تمكنت من النجاح في 10 مواد بدرجة متوسط ودون الوسط ولم اهتم كثيرا لاني كنت اركز على الكره فقط، وكان لدي احساس قوي بأني سأحترف في صفوف ليفربول بالاضافه لمشاركتي للمره الاولى مع منتخب انجلترا تحت 15 سنه و 16 سنه واحرزت هدفا في المناسبتين. وبعد ختام فترة الدراسه لمدة سنتين في الاكاديميه وبنجاح، وكان اكبر وسام حصلت عليه اني تسلمت شهادة التخرج من يد لاعب انجلترا الدولي جيمي آرمفيلد وأصبحت جاهزا لدخول عالم الاحتراف مع ليفربول.
وانشاء الله عن قريب التكمله
مخلص
موضوع جميل جدا 
الوضع العادي
