الإنسان مدني بطبعه و على هذا فهو يحب التواصل و الاتصال مع إخوانه البشر. هذا الإنسانُ المسكين بات لا يستطيع ممارسة ذلك الحق. على كل حال هذا ليس موضوعنا لكنني أحببت أن أثقل على صدوركم بذكر شركتنا العتيدة للاتصالات الحديثة و هي أبت إلا أن تستمتع برؤية طابور الإنتظار للحصول على خدمة DSL ، و هي خدمة لا نحتاجها بحسب و صف رئيس الشركة الموقر، هانذا أهرب من سيرة هذه الشركة إليها.

لكن ماهي قصة الغزو و الحروب و لا أظن أحداً يجذبه هكذا عنوان خاصةً و أن بوش الإبن و هو أذكى رئيس في العالم كفانا ذلك الهم بنشره للحرية و العدل في العالم و أنا أشكره على ذلك إلا أنني أدعوه أن يكتفي بنشر قيمه تلك في عالمه المتحضر لا لشيءٍ ، استغفر الله العظيم ، إلا لأننا لم نستوعب الصلة بين فوضى العراق و الحرية و العدل. و العلة ليست في بوش المتقد ذكاءاً و إنما في تخلفنا.

حسناً و ما علاقة الحرب و السلام بالمجلس؟ لا أعلم أو لن أخبركم لكن اسئلوا تولستوي يخبركم ، لكنني للتسهيل عليكم و أنتم أحبابي كما يفعل صاحب الملايين جورج قرداحي فأقول أننا يا سادة يا كرام أمام حربٍ ضروس لا هوادة فيها و لا رحمة من شقائق الرجال يريدون اسئصال شئفتنا و إبادة بيضتنا في مجلسنا العام.

كيف عرفت ؟ و ماهو الدليل ؟ لن أقول مثل ما قال الذكي بوش عن أسلحة الدمار الشامل في العراق لكنني أطلب منكم أن تذهبوا و تقرئوا مواضيع المجلس في الصفحة الأولى لترون بأم أعينكم تلك الحرب. و أعتقد أننا لن نلبث أن نرى مشرفينا و قد تحولوا إلى مراسلين هذا فضلاً عنا نحن الأشقياء في التطوير خاصةً بعدة عودة كادي.

محدثكم رجلٌ مسالم كما عهدتوني و اسألوا إن شئتم أبا حاتم أو أبا أسامة. لا تسألوا عني البارق فهو لا يزال ينسج قصيدة مدحٍ في رئيس شركة الاتصالات و وزير التربية و التعليم معاً ، وهو منذُ عرفته وهو يهيم بهما حباً. أقول أنا مسالمٌ لا كهلالي الظهران الذي اعتاد على سماع جرس السرعة في سيارته و كلما سمعه ظن أنه وضع للترفيه عن السائق و لست كالعنا الذي لم يسلم منه أحد في الهجوم و هجومه الأخير مدعما بالشواهد المسموعة و المرئية. بل إنني لا أعرف كيف أناور و أحاور كأبي عثمان الجاحظ كفانا الله و إياكم شر الأشرار.

نعود إلى هذا الاكتساح من سيدات الأعمال و على رأسهم الماسة الزرقاء لمجلسنا ، و معشر الرجال لا حس و لا خبر. و أنا هنا لا أدعو إخواني إلى المقاومة فهذا لا نحسنه و لا أعلم سبيلاً إليه. كل ما في الأمر أنني أريد أن نبدأ حملة استنكار و استهجان و استرحام و استعطاف و استجداء و كل ما يجري في عروقنا الأبية من أفعالٍ شبيهة حتى لا ينتهي المطاف بنا على قارعة المنتديات نطلب لجوءاً سياسياً انترنتياً من بطشهن فكيدهن عظيم ، أليس كذلك؟

و أعود من حيث بدأت إلى حبيبة البارق شركة الاتصالات لأقرر هنا أن أكثر عضوات المجلس يستعملن الـ DSL و الـ ADSL و غير هذا من التقنية الحديثة التي لا يتقنها كاتب السطور ( و بيني و بينكم و لا حتى أغلب قارئي السطور) و لا يرضين بغيره بديلا و هن فوق هذا و بعده و قبله لن يرحمن من لم يتفاعل مع مواضيعهن. و أظن ، و الظن أكذب الحديث ، أن لديهن قائمة طويلة تحوي بين جنباتها أسماء كل من لم يعرف الجادة و يتفاعل مع المواضيع تفاعلاً كيميائياً أو فيزيائياً لا فرق.

لا أريد أن أضيف أكثر حتى لا يغضب علي المجتمع المتحضر و سائقي التاكسي الذين سيفقدون وظائفهم و لقمة عيشهم بعد هذا الهجوم الكاسح.


دمتم بخير ...