السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...

مساء أو صباح الخير للجميع ...

*****************************

في البداية أنا لست سياسي وليس لي بالسياسة ...

ولكني سأتكلم عن إنسان غلبت لديه مشاعر الخوف والرهبة ...

تلكم الكثير والكثير عن الإنفجارات التي أصابت أمريكا ...

ورأينا التهليل والتطبيل والفرح ...

ولكن من فرح لم يذق ولم يعرف طعم الخوف والبكاء ...

والله العظيم أنها من أصعب ساعات حياتي ...

قبل الإنفجار بنصف ساعة كان أخي ومن أعز الناس على قلبي في مطار جون كينيدي بنيويورك ...

قادماً من الرياض ...

وسائل الإتصال كانت معدومه ...

تفاجأت بالخبر كالصاعقة ...

وكان أول الصواعق على رأسي هي الطائرة التي وقعت في ولاية بنسلفانيا وفي عاصمتها مدينة بيتس بيرج ...

وهي المقر للوالد الغالي ...

وكانت هي المحطة التي متوجه لها أخي العزيز ...

وبسرعة إتصلت على الوالد الغالي ...

والحمد لله إرتحت قليلاً لسماع صوته ...

فقد أطمأن قلبي لسلامته ولكن لازال الخوف يسيطر على والدي الغالي وعلي أنا وعلى جميع أهلي في الرياض ...

فأخي وصل نيويورك وإنقطعت أخباره ...

والجميع في حالة خوف وترقب وقلق ...

وبعدها بساهة رجعت وأعدت الإتصال ...

والحمد لله إطمأن قلبي بعد أن أطمأن قلب الوالد الغالي بإتصال أخي من هناك ...

وإطمأن الجميع ...

ولكن كانت حالة الرعب في جميع العائلة ...

أسئلكم بالله كم مسلم تعرض هذا اليوم لنفس المشكلة ...؟؟؟

يا أخوان المسألة أكبر من أن تتوقعوها ...

أنا هنا لم أرضى بتفجير المبنى التجاري ...

لعدة أسباب ...

أهمها أن هذا المبنى كان فيه العديد من المسلمين ...

فما ذنبهم وما ذنب أهاليهم أن يبكوا الليلة عليهم ...

لا تقولوا أنهم فداء وأنهم شهداء ...!!

فأنا متأكد أننا كاذبون ...

فمن منكم يرضى أن يكون أحد أقاربه هناك ...

أنا أتمنى أن يتخيل أحدكم ذلك فقط ...

والله سيشعر بما شعر به الكثير في هذا اليوم ...

أنا لا أمانع من إنتصارات للمسلمين ...

ولكن ذلك يكون على حساب أماكن أخرى غير الأماكن العامة التي فيها نسبة كبيرة من المسلمين ...

لماذا لم تتوجه الطائرتين بدلاً من المركز إلى وزارة الخارجية مثلاً ...!!

أو إلا الكونجرس مثلاً ...

فهذه أماكن أمريكية بحته ...

ولكن أعيد وأقول الله لا يسامح من فجر المجمع التجاري ومن قصف أرواح مسلمين أبرياء دون التفكير في عواقب ذلك ...

وبإذن الله يكون الفاعل ليس مسلماً ...

والحمد لله رب العالمين على كل حال ...

ولكم تحياتي ...

أخوكم / سفر المرزوقي .