لو صنفت أفضل أربعة أو خمسة حكام سعوديين لكان الحكم عبد الرحمن الجروان أحدهم.. هذه توطئة لأسوق بعض الملاحظات حول أدائه التحكيمي في مباراة الهلال والاتحاد.. فالجروان يبدو أنه وقع تحت ضغط الصحافة الاتحادية التي شنت عليه حملة تخويف وترويع طوال الأيام السابقة للمباراة على طريقة (ولم العصابة قبل الفلقة).. فإذا نجحت الحملة أو على الأقل جعلها عذراً مبكراً للخسارة.. الجروان ساعدته ظروف المباراة فلم تحدث مشاكل من ناحية ضربات جزاء أو تسللات أو أهداف مشكوك بها.. ولكنه وقع في أخطاء تقديرية فادحة!! في شوط المباراة الأول طبق على لاعبي الهلال (قانون كرة السلة) فاحتسب عليهم أخطاء كثيرة لم يكن له مبرر.. في المقابل تساهل أمام الخشونة الاتحادية.. فاكتفى بالبطاقة الصفراء لتكر رغم أنه انبرش بعنف على شكل (كماشة) كاد يحطم بها ركبة كوماتشو.. أيضاً منتشري وفلاته قاما بانبراشة مزدوجة على التمياط كادت تجدد إصابته السابقة التي كانت في أصلها من صنع (فاعل اتحادي).. وسويد نفسه (دعس) بقدمه على لاعب هلالي ساقط على الأرض.. وأيضاً سويد (شات) وجه حارس الهلال الشمري كاد منها أن يكرر مسلسل إخراج الدعيع في مباراة الفريقين في الموسم المنصرم.. والتي بطلها (خاتم الطارقي).. إضافة إلى تساهله في انبراشة خطيرة لكريري ضد التمياط.أيضاً كان الجروان يتحاشى احتساب أخطاء حول منطقة جزاء الاتحاد خصوصاً في الشوط الثاني وفي دقائق المباراة الأخيرة.. رغم صراحة الأخطاء من إعثارات ولمس الكرة باليد بشكل لا مجال فيه للشك!! لهذا كان حقا على الاتحاديين أن يشيدوا ويثنوا على الجروان (شجاعته).. فهم يعنون بشجاعته أنه وقف متفرجاً على فواصل من استعراض (التراث الاتحادي العريق) الانبراشات وقصف الأقدام والسيقان.. ويكتفي بالكروت الصفراء.. أما بالنسبة لكريري وسويد فاكتفى بابتسامة صفراء.. ولو حاسب لاعبي الاتحاد كدقة محاسبته للغامدي لنال كل واحد منهم ثلاثة كروت حمراء. قانون جديد..!! عندما نال كالون لاعب الاتحاد كرتا أصفر سادس ليتوقف أمام الهلال والأهلي.. اتهم مدير مركز الاتحاد، كغيره من بعض الكتبة الاتحاديين، اتهم الحكم بأنه (تعمد) منح كالون كرتا أصفر حتى لا يشارك أمام الهلال.. وبالطبع لم يُحَل مدير المركز للتحقيق لإثبات التهمة أو معاقبته على قذفه للحكم في أمانته ونزاهته.. وهو (أي مدير المركز) من تراكمت الشكاوى والقضايا ضده حتى وصلت قاعات المحاكم بدءا من اللاعب حسين عبد الغني عندما شبهه بإحدى الممثلات، ونهاية بمجموعة من الصحفيين الاتحاديين شبههم ب(الحمير)!!.. ليس الاتحاد بل حتى النصر يعترضون على أي إيقاف للاعب من لاعبيهم يصادف غيابه مباراة الهلال. بغض النظر عن استحقاقه للإيقاف أم لا..! وفي مقابل هذه الانتهازية الاتحادية لم يعترض الهلاليون على إيقاف تفاريس أمام الاتحاد ولم يشككوا ويتهموا أحدا به. ولمعالجة هذه الإشكالية فمن الضروري مخاطبة (فيفا) ليصدر (قانونا استثنائياً) يطبق محلياً يحظر إيقاف أو إنذار أي لاعب في حالة أن يؤدي ذلك إلى عدم مشاركته أمام الهلال.. لكن قد يستدرك أحد العقلاء ويقول: (قانون جميل) وثورة بل و(بقرة) في عالم قوانين الكرة.. لكن الخطورة أن الإعفاء قد يدفع اللاعبين إلى استغلال هذه (المكرمة الفيفاوية) والاسترسال بالانبراشات وقصف الأقدام والسيقان وارتكاب الأخطاء والمخالفات.. ولكن أطمئن هذا العاقل وأقول له: هذه (محلولة).. فسيقترح على الفيفا معاقبتهم أثناء المباراة ولكن لا تسري العقوبة إلا بعد مباراة الهلال! ومن المفارقات أن كالون سيغيب أيضاً عن الأهلي (منافس الاتحاد).. ولكن الاتحاديين ركزوا على غيابه أمام الهلال وتناسوا الأهلي.. وهذه ليس لها تفسير إلا أن الاتحاديين يرون الخطر والخوف عليهم يأتي من الهلال.. ويعتقدون أنهم قادرون ولا خوف من الأهلي.. السبب الآخر هو الخوف من الإعلام الأهلاوي وكتاب الأخضر الذين نبتت لهم (مخالب وأنياب).. فتطور مستوى الأهلي وتفوقه في لقاءات الفريقين هذا الموسم جعلهم في موقف قوة وتفوق.. وأيضاً في حال مصادمتهم مع الإعلاميين الأهلاويين لن يجدوا من يدعمهم.. بعكس عندما يصادمون الإعلام الأزرق فسيجدون من هب ودب من (الفاضين) والعاطلين ومن (يقشرون بصلا) بعد خروج أنديتهم يدعمونهم بأقلامهم وكتاباتهم. هذه عاقبة المجاملات سبق أن حذرنا من التساهل في العقوبات أو الإسراف في العفو عن من لا يستحق.. وضرورة الضرب بيد من حديد على مثيري الشغب.. والآن فكل من سولت له نفسه ممارسة الشغب والضرب بالروح الرياضية عرض الحائط.. يجد الشجاعة لارتكاب ذلك إذا تذكر لاعبي الاتحاد ونجاتهم من العقوبات والإيقافات.. وكما تقول العبارة (اجعل بينك وبين العقوبة لاعبا اتحاديا) فأي لاعب يشاغب وتصدر ضده عقوبة سينتظر أي لاعب اتحادي يعاقب ثم يعفى عنه.. ليطالب بمعاملته بالمثل.. أحد الأندية استغل العفو عن لاعب الاتحاد أسامة المولد ليطلب رفع الإيقاف عن لاعبه الموقوف وهو ما تحقق. مساعدة غير مقصودة الهلال هو أكبر الأندية الداعمة للمنتخب.. وهو أكثر من يقدم تضحيات للمنتخب.. ولاعبوه هم خلاصة المنتخب وأعمدته وروحه.. الهلال قدم حالياً 12 لاعبا للمنتخب وكحد أدنى 9 لاعبين.. أيضاً الهلال قدم مدربه للمنتخب.. الهلال خاض مباريات هامة بدونهم وخسر نقاطاً.. وظهرت إشكالات تدريبية لم تكن بالحسبان.. أيضاً الهلاليون هم الأحرص على لاعبيهم وعلى راحتهم من غيرهم.. الهلال هذا العام لم يشرك خمسة من الدوليين أمام المنافس التقليدي النصر لمنحهم مزيدا من الراحة.. في العام المنصرم أبعد الهلال أبرز لاعبيه سامي والشلهوب بعد عودتهم من المنتخب أمام الرياض حتى خسر الهلال بالتعادل وفقد الصدارة.. والمواقف كثيرة تؤكد حرص الهلاليين على المنتخب وعلى لاعبيهم خصوصاً.. فلا أحد يزايد على ذلك. والأستاذ فهد المصيبيح لا شك اجتهد عندما منع مشاركة الدعيع أمام الاتحاد لإعطائه مزيدا من (الراحة).. رغم أن تقارير الأجهزة الطبية واللاعب نفسه تؤكد أنه سليم طبياً.. وإن كانت المفارقة أن يشارك لاعبو المنتخب في المباراة وهم لعبوا قبلها بـ48 ساعة مباراة العراق.. مع أنهم هم أولى بالراحة!.. وليس الحارس الذي يتحرك بمساحة محدودة.. ولم يكن تشبيه الأستاذ المصيبيح حالة الدعيع بحالة زايد وأسامة منطقية.. لأن هذين الاثنين مصابان منذ مدة، حتى التمارين بعيدان عنها ولو أعطى ناديهما الضوء الأخضر لمشاركتهما فلن يتمكن من إشراكهما لأنهما مصابان فعلياً وليسا في فترة نقاهة وراحة.. وإذا كان الاتحاد استفاد من عدم مشاركة الدعيع الذي يمثل ثقلاً معنوياً وفنياً في الهلال.. فهذه حدثت عفوياً وبشكل غير مقصود. إذا جيت رايح..!! يوردانيسكو مدرب الاتحاد المقال عقد مؤتمراً صحفياً يكذب فيه ما نسب له من تصريحات لصحيفة رومانية وجه فيه نقدا حادا لرئيس الاتحاد وتحدث عن الشللية في الاتحاد ومحاباة الرئيس للاعبين دون آخرين.. والطوارئ التي يشهدها الاتحاد قبيل مبارياته مع الهلال بحثاً عن التعادل.. وقوله إن عدم وقوع الهلال والاتحاد في مجموعة آسيوية واحدة خدم الاتحاد في الحصول على بطولة آسيا.. في المقابل أشار إلى تعامل الهلاليين مع مباريات الاتحاد بشكل اعتيادي.. يوردانيسكو نفى في المؤتمر وجود صحيفة رومانية بهذا الاسم.. الصحيفة السعودية التي نقلت تصريحاته ردت سريعاً بعرض موقع الصحيفة الرومانية على الإنترنت وتصريحاته عن الاتحاد التي كذبها.. لتصبح فضيحته فضيحتين. ضربات حرة * في استوديو الart بعد أن رأوا الانبراشات الاتحادية الخطيرة من لاعبي المنتخب.. صاروا يتحدثون على استحياء ويحذرون اللاعبين من ممارسة هذا العنف في كأس العالم.. ولكنهم لم يستنكروها بشكل صريح في ممارستها ضد لاعبي الهلال وهم من أعمدة المنتخب السعودي! * المحلل د. مدني رحيمي في رد حول الانبراشة على التمياط وأنه قد يصاب ويخسره المنتخب، قال: ممكن يصاب في بيتهم!! يا دكتور لكن في البيت لن يأتي أحد لينبرش عليه. * بعد أن رأى الانبراشة المزدوجة على التمياط.. قال: يا ناس خلوه يروح للاتحاد على الأقل يسلم من الانبراشات!! * الملاحظ كثرة الاحتجاجات الاتحادية على كل صافرة للحكم لإرباكه والضغط عليه.. حتى في المخاشنات الصريحة.. وهو ما يعني أنهم يحتجون بتوجيهات إدارية. * فقط عشرة دقائق لعبها الحارثي كانت كافية ليصبح نجم الاتحاد الأول.. هدف ثان أمام الأهلي سيجعل جمهور الاتحاد وإعلامه وصحفييه ينسون نور وحمزة.. الخ. * عمت الأفراح والليالي الملاح بعد فوز (تآلف الاتحاد والنصر) على الهلال.. فالفريق الاتحاد ومسجل الهدف لاعب من النصر والمشجعون من النصر.. وهذا رد اعتبار بعد خسارتهم الشهيرة على كأس التضامن ضد الإرهاب. * هذه إحدى المرات النادرة التي يفلح فيها فريق يشجعه جمهور النصر الذي اعتاد على جر أذيال الخيبة والخسارة في الكثير من المباريات أمام الهلال. * من الفرحة العارمة ورد الفعل الإعلامي واضح أن الاتحاديين لم يتوقعوا أن يكسبوا الهلال على ملعبه. * الاتحاد محظوظ فهو يتمتع بأخطاء الحكام لصالحه دون أن تواجه بأي صدى إعلامي.. وآخرها هدف الاتحاد في مباراته مع الاتفاق 1-1.. فقد أقر جميع محللو البرامج التحكيمية بأنه هدف غير شرعي بسبب التسلل.. والإعلام لا حس ولا خبر حتى إدارة الاتفاق لم نر منها أي اعتراض أو احتجاج! * إدارة الاتفاق أعلنت أنها لن تتعاون مع إدارة الاتحاد في أي صفقة قادمة بسبب عدم مصداقية إدارة الاتحاد ومماطلتها في حسم التعاقد مع صالح بشير من عدمه. * توقعي أن هذا التسويف الاتحادي ربما لتفويت الفرصة على الأهلي في تسجيل بشير وقطع فرصة مشاركته في مباراة الأهلي والاتحاد القادمة.. أقول ربما!! * هكذا الأندية الكبيرة والشهيرة وهذه إحدى سماتها هدف في مرماها يحدث ضجة وصدى إعلاميا كبيرا.. ويمنح مسجله شهرة كبيرة ويصبح أروع وأجمل الأهداف! * لاعب وفي أول مشاركة يسجل في الهلال هذا اللاعب لن يفلته الاتحاد ولو تكبد عشرات الملايين.. والآن فرصة النصر كبيرة.. فمن تعهد بدفع 50 مليونا مقابل القحطاني لن يرفض دفع ثلاثين مليونا مقابل الحارثي. * عمر الغامدي (جوكر) الهلال حالياً.. عمر يتألق كلما قلل الاحتفاظ بالكرة وترك الاستعراض غير المجدي. * المدرب الوطني يوسف خميس صرح أنه لم يجد التقدير حتى وهو ينقذ النصر من الهبوط للدرجة الأولى! * النصر مطالب بتحسين مركزه والتقدم خطوة للأمام إذا كان يرغب في مشاركة خارجية.. * أحدهم انتقد معلقا لأنه قال عن أترام وكافور (اثنين سود)!! مع أن هذا الواقع وليس فيه ما يعيب.. فهل كان يريد منه أن يقول (اثنين بيض)..؟! لا زال البعض يعتقد أن الإفريقي (يستعر) من لونه الأسود في حين أنهم يفتخرون بسحنهم السوداء.. بل بعضهم يرى (الزنوج) هم أرقى الأجناس البشرية.. والمهم أنه لا فرق بين أبيض وأسود إلا بالتقوى والإيمان. * نائب رئيس لجنة التحكيم يقول: الجروان قاد المباراة إلى (بر الأمان)!! كل هذه المخاشنات ويقول أمان!! ماذا لو خرج لاعبو المنتخب بعاهة، أي تبرير سيقول؟