جاء توقيع عملاق الدفاع الهلالي الكابتن عبدالله الشريدة لعقد جديد مع فريقه، دون (ضجيج) او (مساومة) ليؤكد من جديد تعلق هذا النجم بفريقه، ورغبته في اختتام حياته الرياضية بين أروقته (وفاء) وعرفانا منه للنادي الذي أبرزه بشكل أكبر ومنحه المزيد من الشهرة كفريق كبير وجماهيري.
اذا كان (الشريدة) قد استفاد من انضمامه للهلال فإن الهلال حقيقة استفاد من امكانيات هذا النجم الكبير وحظي بضمه لتوفر مواصفات تميزه عن غيره جعلته يوقف معاناة خط الدفاع الهلالي الذي كان ساحة للتجريب منذ اعتزال النجم الجماهيري الكبير صالح النعيمة ورفيق دربه حسين البيشي لذا جاء انضمام (الشريدة) للصفوف الهلالية مضيفا لهذا الخط المزيد من القوة والثقة، ونجح الشريدة كنجم متمكن ان يعيد للدفاع الهلالي شخصيته وصلابته واصبح هذا الخط يعاني من ثغرات، وتبدو الطرق سهلة للوصول للمرمى الأزرق عند غيابه.
الشريدة وكما تشير تقارير مديري الكرة الهلالية الذين تعاقبوا على الاشراف على الفريق مثال للاعب المخلص الذي يعطي بدون حدود ومثال للاعب (المنضبط) الذي قلما يتواجد وسط اصحاب المطالبات والشروط العجيبة التي تركز على (المادة) رغم ان اللاعب الهلالي وهو ينتقل من منصة ذهب لأخرى يحظى بميزات (مادية) و(معنوية) قلما يحظى بها لاعبون في الفرق الاخرى اقتنع بها (الشريدة) ولم يقتنع بها غيره، و(انضبط) الشريدة في حضوره وانصرافه للتدريبات والمعسكرات في وقت يمارس فيه غيره (الغياب) و(التأخر) وهذا ما جعل الهلاليين يكرمون الشريدة كنجم قدوة في (سلوكه) وعطائه ،وذلك عندما منحوه جائزة افضل لاعب في الموسم قبل الماضي والتي فاز بها الموسم الماضي زميله محمد الدعيع.
الشريدة واثناء مشواره مع الهلال تعرض لاخطر اصابة له شخصيا، وفي الملاعب السعودية عندما تعمد مهاجم النصر الغاني (كنيدي) ضربه بالكوع في موقع حساس برأسه في لقاء الاياب للفريقين في المربع الذهبي للموسم 1417ه والذي انتهى بفوز الهلال بثلاثة اهداف لهدف سجل الشريدة هدف الهلال الثاني ،لكن فرحته المعبرة واللافتة للنظر لم تستمر فكنيدي الذي عجز عن تجاوز الصخرة الزرقاء بقدميه اختار ان يستعمل يديه وتحديدا (كوعه) لينقل الشريدة للمستشفى في حالة اغماء وسط تخوف الجميع على وضعه الصحي، لكن عناية الله انقذته ثم التدخل السريع للكادر الطبي المختص بمستشفى الملك فهد للحرس الوطني لتبدأ حالته الصحية في التحسن التدريجي رغم ان الاصابة حجبت تواصل (ابداعه) وهو الذي قدم في موسم 1417ه افضل مستوياته، ونال الترشيحات كأفضل مدافع سعودي ثم اختياره لتشكيلة المنتخب الاول، لم يستمر في التشكيل لقوة الاصابة وعدم تماثله للشفاء آنذاك.
اصابة المدافع الصلب كانت مؤثرة (فنيا على الفريق ومعنويا على زملائه) الذين كانوا على موعد مع مواجهة قوية امام الاتحاد على نهائي دوري كأس خادم الحرمين الشريفين في جدة ليكون التأثير واضحا استغله الاتحاد وكسب اللقاء بهدفين لجبرتي وجاري القرني.
غياب الشريدة دائما يكون مؤثرا على خط الدفاع ويربكه لعدم وجود البديل الذي بنفس (المستوى) فعندما طرد في لقاء الذهاب في المربع الذهبي موسم 1419ه وغاب عن لقاء الاياب في الرياض تأثر خط الدفاع الهلالي وتلقى الفريق الخسارة وخرج من المربع رغم تقدمه بهدف رد عليه الاهلي بثلاثة اهداف للسويد والقهوجي وعبدول.
الشريدة استحق ان يتسلم فيها شارة القيادة الزرقاء مرات عديدة واستلم كأس الصداقة كقائد للهلال موسم 1419ه، وكان اختياره خطوة ايجابية فهو يجمع بين الخبرة والصلابة وقوة الشخصية ويلعب بروح عالية وحماس توحي بانه بدأ الكرة في الهلال ولم ينتقل اليه من فريق آخر.
الشريدة الدولي السابق صاحب انتقاله للهلال تحولات غريبة فبعض الذين كانوا يشيدون بعطائه تحولت نظرتهم مائة وثمانين درجة فهو شأنه شأن مدافع يتعرض احيانا لضغوط ويخطئ لكن اخطاءه تجد بانتظارها (راصد) يضخمها ويتناولها تبعا للقميص الذي يرتديه، ورغم الحملات التي كان يواجهها الشريدة قبل وبعد المباريات الا ان ثقته بنفسه وبامكانياته جعلته يتخطاها بشجاعة وإرادة قوية، ولا يلتفت له ويكون رده بليغا في الملعب ساهم مع زملائه في بطولات وانتصارات الهلال وشارك في الكم الأكبر منها محليا وعربيا وآسيويا.