اندرو هاموند من الرياض: يعقد شبان سعوديون يتوقون الى السينما في بلد ليس به دور للعرض ومجرد ارهاصات لصناعة سينما العزم على ادخال المملكة المحافظة الى عالم الفن السابع.
وستشارك سبعة افلام سعودية في مهرجان سينمائي في العاصمة الاماراتية ابوظبي في مارس اذار في أقوى ظهور للسينما السعودية الوليدة في أي مهرجان.
وقالت شركة روتانا للصوتيات والمرئيات التي يمتلكها رجل الاعمال الامير الوليد بن طلال انها تعمل على انتاج أول فيلم سعودي طويل سيعرض في دور العرض بالخليج هذا العام.
ويقول عبد الله العياف المخرج البالغ من العمر 28 عاما الذي يدير موقعا الكترونيا شعبيا يروج للثقافة السينمائية
نتمنى ان نقدم افلاما جيدة حتى وان كانت بميزانية قليلة تعجب مجتمعنا تساعد النهضة وايضا قبولها في الخارج. اتمنى صراحة ان تصل اصواتنا للعالم الغربي."
ويعالج فيلمه الوثائقي (سينما 500 كم) الذي يستغرق 45 دقيقة هذه المشكلة حيث يصور شابا سعوديا يتعين عليه السفر الى البحرين المجاورة كي يشبع رغبته في مشاهدة السينما.
وقال العياف "الفيلم يثير السؤال الذي تتحدث عنه الصحف.. لماذا لا توجد سينما هنا.. مجرد شرارة كي يتكلم العالم عن الموضوع."
واضاف "في البحرين قابلت مدير سينما يقول انه خلال بعض المواسم 80 الى 90 بالمئة من الرواد يكونون سعوديين. معناها ان الشعب السعودي يريد ان يشاهد السينما. وبعض اندية الفيديو بالرياض لديها 15000 عضو."
وسمحت السلطات في الرياض بعرض افلام كارتون للاطفال على شاشات ضخمة في نوفمبر تشرين الثاني وهي المرة الاولى التي تعرض فيها افلام بصورة عامة منذ السبعينيات عندما اتخذت المؤسسة الدينية القوية في المملكة موقفا صارما ضد السينما.
ويعتقد رجال الدين المتزمتين ان تجسيد الانسان محرم بموجب الشريعة الاسلامية ويعتبرون صناعة السينما التي تهيمن عليها الولايات المتحدة قوة غير اخلاقية يطغى عليها الجنس والعنف.
ويقول مراقبون انه كانت هناك عقبات تجارية في السبعينات في ادارة دور للعرض السينمائي. ويعتقد المخرجون انه مع عدد السكان الذي يبلغ 18 مليون نسمة 60 بالمئة منهم تحت سن 21 فان الاقبال في السعودية سيكون ضخما.
ويقول محمد بازيد (26 عاما) الذي يشارك بفيلم صامت في مسابقة (افلام من الامارات) التي تبدأ يوم الاول من مارس "الهدف الرئيسي ان يكون هناك تحريك للماء الراكد وتحريك للجو.. نوع من اعطاء الشرعية والقبول لصناعة السينما."
واضاف ان السعودية حيث يدعم الملك عبد الله اصلاحات حذرة يمكن ان تحذو حذو ايران الدولة الاسلامية المحافظة التي تنتج افلاما سينمائية تحظى باحترام عالمي.
وقادت المخرجة السعودية هيفاء المنصور الطريق وحظيت باشادة عالمية عن افلام وثائقية عامي 2003 و2004. وسيعرض احدث افلامها (نساء بلا ظل) الذي انتج عام 2005 في ابوظبي.
وتعيش المنصور وكثير من المخرجين الشبان في المنطقة الشرقية بالقرب من المجتمعات الخليجية الاكثر انفتاحا مثل البحرين والامارات والكويت.
وتقول المنصور "لدينا معارضة لقيادة النساء للسيارات ودخول المجالات الاخرى. انهم (رجال الدين) يعارضون المفاهيم الجديدة التي تفد للمجتمع والسينما احداها. لكن المعارضة ستتفانى مع الوقت."
وحتى الترتيبات المطلوبة لاستكمال تصوير فيلم صعبة في السعودية حيث تفرض القواعد الصارمة على النساء اصطحاب احد محارمهن في الاماكن العامة والفصل بين الجنسين في الاماكن العامة.
وتقول المنصور انها عادة ما تصور افلامها في الساعات المبكرة من النهار في مناطق هادئة لتجنب لفت انتباه المطوعين (رجال جماعة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر) الذين يجوبون الشوارع "كنت قلقة نوعا ما لكن لم يلحظ أحد."
وتشجع المخرجون السعوديون الشهر الماضي عندما قال رجل الدين البارز سلمان العودة في قناة ام بي سي التلفزيونية السعودية ان السينما تستحق دعما لانها يمكن ان تروج للاسلام.
واستخدم المسلمون المعتدلون في الماضي حججا مماثلة للفوز بقبول لاختراعات حديثة مثل التلفزيون الذي واجه يوما ما معارضة قوية من المتشددين.
ونقلت الصحف السعودية عن العودة قوله ان "السينما صناعة هائلة في الغرب وهي تستهدف الاسلام في كثير منها فقيام صناعة سينمائية تنصف الاسلام مطلب خير وأمر فيه خير."
وقال الداعية الاسلامي محسن العوجي ان التناقضات التي ينطوي عليها الحظر غير الرسمي للسينما ستقود في النهاية الى انهيار المعارضة الدينية.
وربما تكون السينما بعيدة المنال لكن الشبان السعوديين يمكنهم تحويل مؤشر التلفزيون من المحطات الدينية الى التلفزيون الرسمي الى محطات الترفيه التي تقدم البرنامج الحواري للمذيعة الامريكية الشهيرة اوبرا وينفري والمسلسلات الكوميدية الامريكية.
وقال العوجي "اذا كانت السينما ممنوعة فماذا عن الافلام السيئة (اخلاقيا) التي تقدمها القنوات التي نستقبلها من الخارج.. او تلك التي يملكها ويمولها سعوديون مثل ام بي سي او قنوات الامير الوليد.. الافلام التي تعرض علانية اكثر تحفظا من قنوات التلفزيون الخاصة التي تبث في غرف النوم."
رويترز http://www.elaph.com/ElaphWeb/Reports/2006/2/130733.htm