فوائد لغوية ونحوية للجميع أطرحها هنا لنستفيد جميعاً ؛ أنا ، وأنت ، وهو ، وهي ، وستطرحون أنتم - مشكورين مأجورين - ما عندكم لتعم الفائدة ، وسيدور النقاش - بإذن الله - ، وسنتطارح القول حول هذه الفوائد وغيرها مما يدور في محيطها ، وسنقبل رأي المحسن ، ونصوب خطأ المخطئ ، وقد أجهل أو تجهلون الإجابة ؛ حينئذ سنقدم الاعتذار بلا حرج ، فما منا من يدّعي أنه سيبويه عصره ، ولا خليل زمانه ، بل نحن مجتهدون ، مستفيدون من طرح علمائنا الأجلاء ، لا فضل لنا في شيء مما نسوقه عنهم غير أننا تشرفنا بقراءة ما كتبوا. الشهر الخامس من السنة الهجرية مؤنث ، وصواب نطقه : " جمادى الأولى " ، ولذا لا يجوز فيه ( جماد الأول ) ولا ( جماد أول ) كما يظن الكثيرون . أما الشهر السادس ؛ فهو " جمادى الآخرة " ، ولا يجوز أن نسميه " ( جمادى الثانية ) ، ولا ( جمادى الثاني ) ؛ لأن العرب لا تسمي الثاني إلا ما كان له ثالث ورابع ، أما الاثنان ؛ فيسمونهما الأول والآخر للمذكر ، والأولى والآخرة للمؤنث . ومن ذلك قوله تعالى : ( له الحمد في الأولى والآخرة ، وله الحكم ، وإليه ترجعون ) . * إن شاء الله : تكتب جملة ( إن شاء الله ) بفصل ( إن ) عن ( شاء ) ، وقد شاعت كتابتها هكذا ( إنشاء الله ) ، وهذا خطأ ظاهر ؛ لأن ( إن ) هنا شرطية منفصلة عن ( شاء ) ، وليست من بنية الكلمة . ولكننا نقول : " تم إنشاء مدرسة جديدة في الحي " مثلاً ؛ لأن ( إن ) ليست منفصلة عن الكلمة ؛ بل هي من بنيتها . * توَاجَد : يقال : " على اللاعبين التواجد في الملعب " ، ويقصد به الوجود ، وهذا خطأ ، والصواب أن يقال : " على اللاعبين أن يوجدوا في الملعب " ، أو " عليهم أن يكونوا موجودين في الملعب " . لأن الفعل ( تواجد ) يعني تكلف الوجد ، أو المحبة ، أو الفرح ، وليس معناه الوجود . * بلى ، ونعم : إذا كان السؤال منفياً ، أي مسبوقاً بأداة تفيد النفي كـ ( ليس ، أما) فالجواب في حالة الإثبات : بلى ، وفي حالة النفي : نعم . نحو : " أليس محمدٌ حاضراً ، أما زرتَ بيت الله الحرام " ، السؤالان منفيان ، فكيف يكون الجواب عنهما ؟ تقول إن أردتَ الإثبات : بلى محمد حاضر ، بلى زرتُ بيت الله الحرام ، فيفهم من هذا تحقق الأمر . وإن أردت النفي ؛ فقل : نعم ، فيفهم منه أن محمداً لم يحضر ، وأنك لم تزر بيت الله الحرام . * خفي : كثيراً ما تتردد على ألسنتنا عبارة " لا يخفاكم " ، وهذا الاستعمال غير صحيح ،لأن ( خفي ) يتعدى بعلى ، فالصواب أن يقال : " لا يخفى عليكم " قال تعالى : ( إن الله لا يخفى عليه شيء في الأرض ، ولا في السماء ) * كم هو جميل : تستعمل هذه العبارة للتعجب من الجمال عند بعضنا ، وهذا خطأ ، والصواب أن يتعجب من الجمال و الصفات بشكل عام بصيغتين وردتا عن العرب ، هما : " ما أجمله ، وأجمل به " أما التعجب بالاستفهام فيستعمل للمقدار والكمية ، كقولك : " كم كتاب قرأت ! ، وكم مرة فعلت ! وبهذا يعلم أن قولنا : كم هو جميل ليس فصيحاً . * مائة : رأى علماء العربية أن تزاد الألف في كلمة ( مائة ) للتفريق بينها وبين كلمة ( منه ) و( فيه ) عندما كانت العربية غير منقوطة ولا مضبوطة . ويرى كثير من علماء العربية - في زماننا - أن تزاد هذه الألف في كلمة ( مائة ) على الرغم من أن مجمع اللغة العربية في القاهرة قد أجاز كتابة ( مئة ) ومركباتها بغير ألف . ولكن كثيراً من المتعلمين ينطقون هذه الألف مع أنها زائدة ما وجدت إلا للتفريق بين هذه الكلمة وكلمات أخرى مشابهة لها في رسمها . لذا فإنه يجوز لك ان تكتب الكلمة ( مائة ) ، ولا يجوز لك أن تنطقها إلا ( مئة ) . الدكتور / محمود شاكر |
الوقت المعتمد في المنتدى بتوقيت جرينتش +3.
الوقت الان » 06:11 PM. |
Powered by: vBulletin Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd