دمعت عيناي ...... بكيت , لم ابكي هكذا منذ ثمانية ألمانيا في منتخبنا , ماذا يحدث لي ؟ لم استطع كبح مشاعري, هذا السيل الجارف من العواطف, تدفق بل انهار دفعة واحدة.
وفاة العم أبا صابر كانت بالنسبة لي فاجعة, فقد كان هذا الرجل الطيب البشوش صديقا وفيا رغم فارق السن الكبير بيني وبينه.
الذكريات تمر أمام ناظري كأنها فيلم سينمائي بطولة عفاف شعيب ويوسف شعبان , أتذكر أول لقاء لي مع هذا الشيخ الجليل وكأنه كان بالأمس القريب.
بعد صلاة فجر احد أيام حزيران والتي وافقت شهر رمضان في تلك السنة , كنت منهمكا بالتسبيح والتهليل وذكر الرحمن فقد كنت ولا أزال تقيا مؤمنا , قاطعني رجلا كان يصلي بجانبي فسلم علي وسلمت عليه ورحبت به , كان رجلا قارب السبعين من عمره في تقديري (وفراستي لا تخيب كما هو معلوم لدى الجميع) , له لحية خفيفة بيضاء وابتسامة جذابة ويملك عينين تفيضان طيبة.
سألني أن أراجع له حفظه وطلب أن يقرأ لي من بداية سورة البقرة , قلت لا بأس.
بدأ القراءة و انا أتابع معه واستمر يقرأ ويقرأ ويقرأ حتى قرأ سورة البقرة كاملة بدون أن يخطأ خطأ واحدا ! قراءه جميلة ومجودة .
التفت إليه وقلت له ما شاء الله تبارك الله عليك يا شيخ قرأت كل السورة بدون خطأ واحد.
ابتسم الشيخ وقال جزاك الله خير على صبرك حتى انتهيت, ما اسمك ؟ فأخبرته بإسمي .
سألته أتحفظ غير البقرة ؟ قال أحفظ القران كاملا ولله الحمد .
أنا فلان الفلاني وذكر اسمه , ويمكنك أن تدعوني بأبي صابر.
ثم بدأ يحكي لي حكايته الغريبة فقال :
أنهيت دراستي الجامعية في جامعة القاهرة وكان وقتها المد الشيوعي في أوجه وبهاءه فكنت من المعجبين به .
آمنت بمبادئ الشيوعية إلى حد التعصب وطفقت أدعو لهذا الفكر وأدافع عنه في كل مكان.
تنقلت في عدة دول لاستطيع الاطلاع عن كثب على ما يحمله هذا الفكر سواء بقراءة الكتب أو مقابلة رموزه .
أربعين عاما قضيتها مناصرا لهذا الفكر مدافعا عنه , ودفعت ضريبة لذلك سنوات شبابي وحريتي التي فقدتها بعد سجني عدة سنوات .
أربعين عاما لم اركع لله ركعة , أربعين سنة لم افتح كتاب الله بالرغم من حفظي له كاملا ولم ابلغ الخامسة عشر من عمري.
بعد أربعين عاما, استيقظت كما يستيقظ النائم ! أهي بركة حفظي لكتاب الله ؟ الله اعلم .
المهم أن الله هداني بعد كل تلك السنين وبعد أن قارب سني للستين !
الحمد لله أن الله لم يقبض روحي قبل ذلك.
ومنذ ذلك الحين وأنا أراجع كتاب الله وأحفظ ما نسيت منه , واحمد الله أني استطعت أن أراجعه كاملا.
انتهى كلام أبو صابر , وعدت للمنزل بعد أن قاربت الساعة العاشرة ضحى .
توطدت علاقتي بأبي صابر واستمرت حتى وفاته رحمة الله , كان يرتب المصاحف بعد كل صلاة , الذي يراه يعتقد من هيئته البسيطة انه احد عمال المسجد.
انتبهت على صوت رجل يربت على كتفي : أدعو له, والبكاء لا يعيد ميتا.
رحم الله الشيخ أبا صابر واسكنه فسيح الجنان وتجاوز عنا وعنه وعن جميع المسلمين والمسلمات.
(هذه القصة حقيقية وهي ليست مرثية نطلب لها معزين وحدثت لي شخصيا وقد لخصتها ولم أتطرق للكثير من التفاصيل حتى لا تفقد الغرض والهدف الذي من اجله ذكرتها كما أني أضفت لها بعض الفكاهة لأني اكره الحزن ).
أنهيت دراستي الجامعية في جامعة القاهرة وكان وقتها المد الشيوعي في أوجه وبهاءه فكنت من المعجبين به .
آمنت بمبادئ الشيوعية إلى حد التعصب وطفقت أدعو لهذا الفكر وأدافع عنه في كل مكان.
تنقلت في عدة دول لاستطيع الاطلاع عن كثب على ما يحمله هذا الفكر سواء بقراءة الكتب أو مقابلة رموزه .
أربعين عاما قضيتها مناصرا لهذا الفكر مدافعا عنه , ودفعت ضريبة لذلك سنوات شبابي وحريتي التي فقدتها بعد سجني عدة سنوات .
أربعين عاما لم اركع لله ركعة , أربعين سنة لم افتح كتاب الله بالرغم من حفظي له كاملا ولم ابلغ الخامسة عشر من عمري.
بعد أربعين عاما, استيقظت كما يستيقظ النائم ! أهي بركة حفظي لكتاب الله ؟ الله اعلم .
المهم أن الله هداني بعد كل تلك السنين وبعد أن قارب سني للستين !
الحمد لله أن الله لم يقبض روحي قبل ذلك.
ومنذ ذلك الحين وأنا أراجع كتاب الله وأحفظ ما نسيت منه , واحمد الله أني استطعت أن أراجعه كاملا.
المد الشيوعي والماركسي انتشر حتى في السعردية
كان هذا في عهد الملك فيصل
حيث ظهر الشيوعيون والماركسيون والقوميون والكثير من المذاهب الفكرية
اعرف شيئًا عن ان أصحاب هذه المذاهب انقسموا
بين مؤمنٍ بجميعِ ما تمليه
وبينَ مؤمنٍ بأسسها الاقتصادية
فاختلفت درجةُ تزمّتهم كما اختلفت درجة تعاملِ الدوْلةِ معهم
...
قصّة أبي صابر مؤثّرةٌ جدًا أخي برت بلس
أسألُ اللهَ أنْ يغفرَ لهُ وأن يتغَمّدهُ برحمته
أسأل الله أن يجعل القرآن الكريمَ ربيعَ قلوبنا
دمعت عيناي ...... بكيت , لم ابكي هكذا منذ ثمانية ألمانيا في منتخبنا , ماذا يحدث لي ؟
لازم يعني تذكرنا
إقتباس
سألني أن أراجع له حفظه وطلب أن يقرأ لي من بداية سورة البقرة , قلت لا بأس. بدأ القراءة و انا أتابع معه واستمر يقرأ ويقرأ ويقرأ حتى قرأ سورة البقرة كاملة بدون أن يخطأ خطأ واحدا ! قراءه جميلة ومجودة .
عسى الله ان يجعل القرآن له شفيعا
إقتباس
ثم بدأ يحكي لي حكايته الغريبة فقال : أنهيت دراستي الجامعية في جامعة القاهرة وكان وقتها المد الشيوعي في أوجه وبهاءه فكنت من المعجبين به . آمنت بمبادئ الشيوعية إلى حد التعصب وطفقت أدعو لهذا الفكر وأدافع عنه في كل مكان. تنقلت في عدة دول لاستطيع الاطلاع عن كثب على ما يحمله هذا الفكر سواء بقراءة الكتب أو مقابلة رموزه . أربعين عاما قضيتها مناصرا لهذا الفكر مدافعا عنه , ودفعت ضريبة لذلك سنوات شبابي وحريتي التي فقدتها بعد سجني عدة سنوات . أربعين عاما لم اركع لله ركعة , أربعين سنة لم افتح كتاب الله بالرغم من حفظي له كاملا ولم ابلغ الخامسة عشر من عمري. بعد أربعين عاما, استيقظت كما يستيقظ النائم ! أهي بركة حفظي لكتاب الله ؟ الله اعلم . المهم أن الله هداني بعد كل تلك السنين وبعد أن قارب سني للستين ! الحمد لله أن الله لم يقبض روحي قبل ذلك.
هنا دليل واضح لعظمة الله ورحمته وغفرانه
حقا إني أكاد أجزم أن للقرآن سبب في هدايته
لاسيما وأن الله أعطاه الفرصة كاملة ليلاحظ وليلامس الفرق بنفسه
وقد لاحظ واستفاد إن شاء الله
لا إله إلا الله .. هو الرحمن الرحيم .. هو التواب العظيم
إقتباس
ومنذ ذلك الحين وأنا أراجع كتاب الله وأحفظ ما نسيت منه , واحمد الله أني استطعت أن أراجعه كاملا.
جعلها الله توبةً نصوحا
إقتباس
رحم الله الشيخ أبا صابر واسكنه فسيح الجنان وتجاوز عنا وعنه وعن جميع المسلمين والمسلمات.
أربعون عاماً لم يعرف الله فيها , ثم أفاق وعاد إلى فطرته السليمة ولله الحمد ..!
" قل ياعبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله " .. العبرة بالخواتيم والحمد لله الذي ختم لأبي صابر بالخاتمة الحسنة ..!
أعتقد أن أباصابر من أرض الكنانة .. مجرد احساس , وإلا فإن الكنية توحي بأنه من بلاد الشام ..
في عهد جمال عبدالناصر كان الكثير من العرب معجبين بالاشتراكية السوفييتية , في مصر والشام والعراق وبلاد اليمن .. والحمد لله أن
الاشتراكية الالحادية قد تعرّت أمام الجميع وسقطت ولم يبق منها سوى المرتزقة ..!
كيف لا تتعرى وقد فعلت ما فعلته في مصر وجنوب اليمن وغيرها من البلاد الاسلامية من قمع وحرمان للمسلمين من أداء فروضهم إلا لمن تعدى الأربعين عاماً ؟ !!
ليتك أطلت يا بيرت بلس .. فأسلوبك لا يملّ منه .. شكراً لكـ ورده
أهلاً وسهلاً أخـي الكريم برت بلس رحم الله أبا صابر وغفر له , وأسكنه فسيح جناته ..! نسأل الله أن يثبت قلوبنا على الدين والطآعة وأن يتقبل منا خالص الأعمال بارك الله فيك وفي قلمك ,, دمُت كما أنت طالع عمرك أجل التحايا وأعذبها ورده