بين أظهرنا تعيش بعض المخلوقات الغريبة ، هذه المخلوقات عجيبة و فريدة ، غريبة و رهيبة ووضيعة في بعض الأحيان ، لا ينفع معها التحليل النفسي ، أو العلاج السلوكي ، أو التقويم الشخصي ، أو حتى العقاقير المهدئة..

بل حتى لو جاء النمساوي المريض ( سيجموند فرويد ) رائد التحليل النفسي الفاشل، وحاول تحليل هذه الشخصية التي سأتحدث عنها الآن، لكفر بعلم النفس وبجميع نظرياته! ولو حاول أن يدرس شخصية سعادة الرئيس العجيبة ، لكفر بالله العظيم ، مع العلم أنه كافر منتهي منذ زمن ، بس يعني لو جاء مرةً أخرى لجدد كفره بالله العظيم من هول ما سيرى ويسمع من التناقضات!

الشخصية التي نتحدث عنها يحمل لقب شيخ!! وليس المقصود هنا أحد علماء الدين (حاشاهم). بل هو ممن تمشيخوا بفلوسهم (او بالاصح بفلوس آبائهم).. وما اكثر شيوخ المال في بلدنا المعطاء. المهم ان هذا الشخص صار شيخا والسلام.. واصبحت كلمة الشيخ ملازمة لاسمه!.. صحيح انه رجل اعمال فاشل لكنه ورث عن ابيه من الاموال مايغطي هذا الفشل.

لكن يبدو ان هذا الشيخ (شيخ الفلوس) لم يقنع بهذا اللقب! واحب ان يضيف اليه مزيدا من البرستيج..فوقع اختياره على لقب مهندس!! فاصبح الشيخ المهندس!! صحيح ان الهندسة تحتاج الى دراسة مضنية لخمس سنوات.. ولكن شيخنا احب ان يكون مهندسا ودراهمه زاهبه!

إذاً فقد أصبح شيخا ومهندس..اللهم لا اعتراض!! وبقي الآن ان (يشخص) بهذا اللقب على صفحات الجرائد..واسهل طريقة للظهور في وسائل الاعلام هي دخول المجال الرياضي الذي لايقدر الا من يدفع اكثر.

وهاهو صاحبنا وقد تحول الى رياضي لايشق له غبار! واصبح يفهم بالكرة والتكتيك والتكنيك والاندية والبطولات!! لامانع فقد نلتمس له العذر فامكانياته الجسمانيه مناسبة جدا لرياضة مصارعة الساموراي اليابانية!

المهم ان الشيخ المهندس الرياضي وصل الى رئاسة احد الاندية! لكنه بدأ يعيث في الرياضة فسادا و يصرف الملايين و يبيع ويشتري في اللاعبين والمدربين مثل بيع وشراء البهائم! وتعودنا على طلته المقرفة في وسائل الاعلام مع كل صفقة جديدة..

لكن سذاجة صاحبنا جعلت منه صيدا ثمينا وسهلا, ومن ذلك ان لاعبا برازيليا يدعى (بيبتو) هذا اللاعب كان مشهورا في منتخب بلاده.. لكنه بلغ من العمر عتيا وانتهى عمره الكروي ولفظته اندية الدرجه العاشرة في بلاده.. لكن مغفلاً يحمل لقب شيخ في الغباء والسماجة وثقالة الدم , عرف قدر هذا اللاعب وتعاقد معه بملايين الدولارات ونشرت الصحف في ذلك الوقت ان تكلفة ذلك اللاعب في اليوم تزيد عن ثلاثين الف ريال!!طبعا اللاعب حضر واستلم الفلوس وهو لايكاد يصدق وبعد كم يوم رحل غير مأسوف عليه! وتيتي تيتي مثل مارحتي مثل ماجيتي! وفي مناسبة اخرى احضر لاعبا ارجنتينيا لمباراة واحدة بتكلفة وصلت الى مليوني ريال فقط لاغير, وحضر اللاعب ولم يستطع اكمال شوط واحد وخسر صاحبنا المباراة والمليونين!

ترى هل يعلم هذا الغبي الساذج انه بهذه المبالغ يطعم الآلاف من الجوعى في أحياء جدة الفقيرة لاسيما ان سكان هذه الاحياء ربما يشكلون نسبة كبيرة من مشجعي فريقه؟

كان هذا مجرد مثال..والا فصاحبنا (انضحك عليه الين قال بس) وصرف مئات الملايين على صفقات فاشلة..لذلك فقد قرر شيخنا (استغفر الله العظيم) ان يضع حدا لهذه المهازل وقرر ان ينتقم..كيف؟؟اخونا فالله تحول الى نصاب!!

فاحدهم اشتكى ان هذا الشيخ قد نقض الاتفاق الذي بينهما في صفقة سمسرة..وآخر يتهمه باكل حقوقه في صفقة تجارية..وشركة تعهدات رياضية لاتزال تطالبه بمبالغ متأخرة..ولاتزال كل هذه القضايا ينظر فيها في المحاكم وسعادة الشيخ المهندس الرياضي النصاب يتهرب من حضور جلسات القضاة!!

وصاحبنا يحب الاساليب الحقيرة والوضيعة! فكثيرا مايقوم باغراء لاعبي الاندية المنافسة للسفر معه في طائرته الخاصة في سفرياته الغير بريئة بغرض التأثير على انديتهم سلبا قبل مبارياتهم المهمه!!

وشيخنا الباش مهندس يحب كثيرا الظهور في وسائل الاعلام..ولكنه لم يسمع قط بالحكمة الشهيرة (رب كلمة قالت لصاحبها دعني) فهو لايعرف متى يتحدث ومتى يصمت. ومثلما كان اضحوكة في صفقاته الفاشلة اصبح موضعا للتندر بتصاريحه السمجه والتي سببت الكثير من المشاكل والفتن في الوسط الرياضي..فتارة يهدد بتدمير ناد منافس وتارة اخرى يتهم الرئاسة العامة بمحاربته وفي احد المرات اعلن بتصريح غبي ان ناديه منتصر لامحالة قبل ان يلعب المبارة! ولكن الفريق المنافس لقنه درسا قاسيا..وغاب صاحبنا الذي ادعى علم الغيب عن الاضواء لفترة ليست بالبسيطة.

ثم تطور الأمر به وقرر اقتحام المجال الاعلامي من اوسع ابوابه! اشترى ( جريدة رياضية متهالكة) في صفقة مشبوهة يشتكي مالكها الاصلي انه لم يستلم ثمنها حتى الآن!! ولم يكتف بذلك, بل اشترى معها عددا من المستصحفين ممن لفظتهم الصحف الاخرى..واضحت هذه الجريدة الحائطية مرتعا خصبا للكلام البذيء والاتهامات الباطلة وطبعا التطبيل لصاحبنا الساذج.

إذن فصاحبنا أصبح شيخا ومهندسا ورئيس ناد رياضي واعلامي، لكنه اصبح وقحا للغاية واراد ان يكون شاعرا!! ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. أصبح صاحبنا الموقر يفهم في الشعر العامودي وشعر التفعيله والوزن والقافيه بل ويكتب بجميع اللهجات العربية الخليجية واللبنانية يعني بتاع كله!. قلنا معليش شاعر شاعر ، شيخ ومهندس ورياضي واعلامي وشاعر لا بأس فنحن نؤمن بتعدد المواهب والأفكار واللصوص طبعاً ، اللهم لا اعتراض..

إذن صاحبنا أصبح شاعرا، لكنه لم يكن شاعرا بالذنب عندما سرق قصيدة متواضعة لشاعر مغمور ونسبها لنفسه..مع العلم انه يدفع الاموال الطائلة لشعراء مقتدرين فلماذا يسرق قصيدة هذا الفقير المسكين؟


قد ألتمس لك عذراً يا سعادة الشيخ ان تشتري الشعر بفلوسك وتنسبه لنفسك، أما أن تسرق إبداع غيرك يا لص، فاعذرني أنت أقل من الوضيع!! بل أنت في قاع الحضيض إن كان للحضيض قاع!!هل تعجز اقلام شعرائك الذين تقبضهم الآلاف عن كتابة قصيدة لتغنيها لك (احلام ) بدلا من ان تمتد يدك القصيرة المشوهه لتسرق قصيدة لشاعر مغمور معتزل من سنوات!!

ايها الاخوة والاخوات... يبدوا اننا امام نموذج جديد للفكر المنكوس والفهم المخفوس، نموذج فريد للفهم الخاسر والعلم القاصر والفكر المنحرف، نموذج يتميز بضحالة الثقافة ، وركاكة الحديث ، وتناقض الفكر ، وعقدة الأنا .. هذا النموذج تحتقره شريحة كبيرة من افراد المجتمع, وتطبل له شريحة اخرى ممن ترتبط مصالحهم بوجوده..لكن ولاة امرنا حفظهم الله لازالوا يحسنون الظن به ويعطونه الفرصة بعد الاخرى ولربما نفذ صبرهم عليه يوما ما.