يتمتع مساعد مدرب المنتخب السعودي الأول لكرة القدم البرازيلي مادينا بخبرة طويلة مع الأخضر حيث سبق أن شارك ضمن الجهاز الفني في التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس العالم التي أقيمت في الولايات المتحدة عام 1994 تحت قيادة المدرب البرازيلي كندينو مدرب الهلال السعودي الآن، واستطاع خلالها المنتخب التأهل للدور الثاني في النهائيات، وأيضاً حقق مع نادي الهلال السعودي إنجازات كبيرة في الموسم السابق عندما عمل مساعداً للمدرب باكيتا الذي يشرف على تدريب المنتخب السعودي حالياً، عرف عنه الإعداد اللياقي المتطور والبرنامج الغذائي المحكم.
حاورته "الرياضية" على هامش البطولة الدولية الودية التي أقيمت مؤخراً بمشاركة اليونان وكوريا الجنوبية وفنلندا وخرجت بالحصيلة التالية:
* ما وجه الشبه بين المرحلة الحالية التي يمر بها المنتخب السعودي الأول السابقة إبان إشرافك مع المدرب كندينو على رحلته التأهيلية لمونديال 1994 بأمريكا؟
ـ أعتقد أن الفرق شاسع ليس في النوعية الحالية من اللاعبين فقط، بل حتى في فكر المشجع السعودي تغيرت طريقة تفكيره للأفضل ـ فمثلاً عندما التقيت المشجعين في الوقت الراهن أجدهم يلمحون بأمور كثيرة تخص كرة القدم بل ويستطيعون مناقشتك بطريقة (مقنعة) للوصول إلى قناعات باتت جزءاً مهماً من كرة القدم الحديثة.
* هل تلك التغيرات إيجابية أم سلبية؟
ـ في تصوري هي إيجابية جداً لأن المشجع جزء مهم من أدوات نجاح العمل الجماعي في كرة القدم وهو بالتالي يسهم بوعيه في تقبل مراحل التطوير والإعداد وخلال ذلك من متطلبات الكرة الحديثة.
* هل لمست تطوراً في فكر اللاعب المحلي وكيفية التوجه؟
ـ نعم ـ وتعلم إنني عُدت منذ ثلاثة مواسم تقريباً للسعودية وقد لمست تطورات مطلوبة أعطتني إحساساً بدور الإعلام لديكم حيث أرى أن تلك التطورات الملموسة ساهمت الصحافة والقنوات الرياضية في تعزيزها وأعطت الشارع الرياضي نفساً ساعد اللاعبين على تطوير فكرهم وعطائهم تكتيكياً!
* وماذا تعني بالتطور التكتيكي؟
ـ أقصد أن اللاعب السعودي يتمتع بمزايا مميزة في المهارة والمراوغة والاستلام والتسليم ولكن ظل (النضج التكتيكي) ناقصاً في اللاعب السعودي من قبل، رغم النتائج الكبيرة التي كان المنتخب السعودي يحققها سابقاً ـ ولكن المفرح ان اللاعبين باتوا يبدعون في التطبيق والدليل النتائج المميزة للأندية السعودية في البطولات الخارجية التي تشارك فيها!
* هل الجانب (التكتيكي والتكنيكي) متوافق لدى لاعبينا؟
ـ بصراحة السعوديون مميزون جداً في الاستيعاب وأنا سعيد جداً بالثقة التي أولاني إياها الاتحاد السعودي مع المدرب باكيتا للإشراف على المنتخب السعودي الكبير والذي يعتبر إحدى المدارس الكروية في آسيا والذي يتمتع بمزايا تساعد أي طاقم تدريب للنجاح وأنا متفائل إن شاء الله.
* ألم تشعر بالرهبة مثلاً بسبب النتائج التي ستتحكم في بقاء الجهاز الفني بقيادة باكيتا أو رحيله؟
ـ في الحياة يعيش الإنسان تجارب كثيرة بعضها قابل للنجاح والبعض الآخر قد يفشل ووبالنسبة لي أعتبر العمل في الجهاز الفني السعودي كالعمل في الجهاز الفني البرازيلي.. وأعني هنا نوعية اللاعبين ومواهبهم حيث الفروقات السنية كبيرة بين لاعبي المنتخب البرازيلي والسعودي.
* هل تعني أن الفرصة الحالية بالنسبة لك وللمدرب باكيتا لن تتكرر؟
ـ الفرص تأتي في الحياة بأشكال مختلفة ومن قبل وجدت الفرصة إبان مونديال 1994 والظروف كما تتذكر خذلتنا أما اليوم فأعتقد أننا سنقدم عملاً سيظل في الذاكرة السعودية والعربية ان شاء الله.
* كيف حزتم برفقة المدرب باكيتا على هذا الدعم الجماهيري والإعلامي حتى اليوم للإشراف على منتخب كبير كالسعودية؟
ـ نعلم أننا قدمنا في الموسم الماضي عملاً كبيراً وكنا بكل أمانة نجوم الموسم المحلي بحكم البطولات التي حصدها الهلال وأعادتنا الثقة المفقودة بين الجماهير الهلالية وفريقها بعد موسم (جاف) وفي تصوري أن الاتحاد السعودي كان محقاً عندما اختار المدرب باكيتا للاشراف على المنتخب الأول.
* هل تعتقد أن المدرسة البرازيلية هي الأنسب للاعب السعودي أم الأرجنتينية؟
ـ ذكرت لك أن حصاد الموسم الماضي بالنسبة للهلال ومنتخب البرازيل في البطولة العالمية للقارات بألمانيا ونتائج كثيرة لعل آخرها فوز ساوبالو بكأس العالم للأندية تؤكد علو كعب الكرة البرازيلية دائماً ـ علماً بأن المواصفات الفنية للاعب الخليجي بشكل عام (برازيلية).
* ولكن هناك أصوات تتعالى ضد مقولة المدارس التدريبية حيث تعتبر (علم) الكرة أصبح شاملاً ـ ما ردك ؟
ـ في الواقع يجب أن نعترف بأن كرة القدم لعبة ذات خصائص فريدة ـ ولن نرضى في ذات الوقت بأن نعترف بأنها تلعب بطريقة واحدة وإلا لما احتجنا لمواهب اللاعبين ـ صدقت الكرة مدارس والواقع يؤكد أن المدرسة البرازيلية ذات أصول وعريقة وسيطرتها على الكرة العالمية تؤكد توجهنا.
* ماذا اختلف في علم كرة القدم الحديث ؟
ـ كل شيء تطور للأفضل ما عدا المواهب ـ أعني أن الملاعب العالمية لم تعد تنجب المواهب كما في السابق وبشكل دائم بحكم الأداء التكتيكي الواضح في الكرة الحديثة ـ حيث يصعب على اللاعبين إظهار مواهبهم الاستعراضية كما في السابق بحكم الأداء الجماعي التكتيكي دائماً!
* وهل هذه التغيرات أثرت في شكل اللاعب المحلي السعودي؟
ـ بكل تأكيد فالجيل السابق بقيادة النعيمة وماجد عبدالله والثنيان ونجوم كثر كانوا موهوبون بالفطرة وساعدت مواهبهم في إظهار الوجه الحقيقي لكرة القدم السعودية آنذاك بينما الجيل الحالي يتميز بالأداء العلمي والمدروس الذي أعطى اللاعبين حق السيطرة على معظم لقاءاتهم بالتجمعات الآسيوية الأخرى وأيضاً العالمية منها، وهو تغير (محمود).
* ما أهم نقاط القوة التي ستعتمدونها للعمل قبل المونديال؟
ـ العمل الجماعي سيكون حاضراً ، وشخصياً أثق في قدرات الجهاز الفني واللاعبين معاً ليضاف لذلك الأجواء المناخية المناسبة للعمل والتي يوفرها لنا الاتحاد السعودي لإظهار الصورة الحقيقية للكرة السعودية في المونديال المقبل.
* وهل تثق في بقاء الجهاز الفني على رأس المنتخب السعودي في المونديال؟
ـ بإذن الله وسترون عملاً مميزاً يسعدكم كمتابعين.
* كيف يسير الوقت بالنسبة لمصلحة عملكم كجهاز فني؟
ـ المدة المتبقية على المونديال ليست كبيرة إذا أردنا أن نكون صادقين ولكنها مناسبة لتكثيف العمل وتلافي السلبيات.
* هل المنتخب السعودي قادر على مقارعة الفرق مثل أوكرانيا، اسبانيا وتونس ؟
ـ مجموعة المنتخب السعودي (قوية) ولكنها متوازنة من حيث طابع الأداء للفرق الثلاثة بجانب منتخبنا.
* هل تفاؤلك سيجلب نقاط التأهل للمرحلة التالية؟
ـ أنا متفائل بطبعي ودائماً وللوصول للمرحلة الثانية علينا أن نؤمن أولاً بحظوظنا ومستوانا لذا يجب العمل طوال المرحلة المقبلة لكي نحصد النتائج فيما بعد.
* هل الإعلام بحاجة لإظهار أخطائكم حتى تتلافوها؟
ـ الإعلام والصحافة دائماً شريك في العمل الكروي ولنا في الطرح الفائدة وأعتقد أن هدفنا جميعاً مشترك وهو مصلحة المنتخب السعودي وتحقيق طموحاته.
* هل الدورة الرباعية التي أقيمت مؤخراً بمشاركة كوريا، فنلندا، اليونان أضافت لكم المزيد؟
ـ بكل تأكيد فالفرق المشاركة لها ثقلها وسمعتها الدولية المعروفة وفي ذات الوقت ستكون الفرصة مواتية للاعبين للدخول في أجواء الأداء الأوروبي القوي كما شاهدنا في لقاء السويد السابق وسيستعيد اللاعبون كما أتصور بنقل تلك الدورة.
* مشاركتك مع المدرب كندينو من قبل في تدريب المنتخب المتأهل لمونديال 1994 كيف تلحظ الفرق بين المرحلتين؟
ـ في السابق ذكرت لك النوعية الخاصة من المواهب واليوم اختلف الوقت فيما ظل اللاعبون بطموحات كبيرة وفكر متطور.
* عاد كندينو لتدريب الهلال واصبح باكيتا مدرباً للمنتخب كيف تقيم وضعك بين المدربين حالياً؟
ـ بالتأكيد تواجدي سيفيد الطرفين خصوصاً والمصالح مشتركة فم كنت تركت الهلال مؤخراً وانضممت للمنتخب وكندينو سنحتاجه للتشاور حول عناصر المنتخب من الهلال وسنكون كذلك مع كل مدربي الفرق الأخرى.
* عُرف عنك الإعداد اللياقي المتطور بجانب البرنامج الغذائي المحكم وكيف ستفرض ذلك العُرف على لاعبي المنتخب السعودي؟
ـ نتحدث بصراحة إذا أردت أن يتكامل عملك كما يجب فعليك أن تتلمس كل الجوانب الايجابية لنجاح عملك وهي تسير بجانب الإعداد اللياقي للمحافظة على اللاعبين وحسن إعدادهم.
* هل تعتقد أن العمل المتطور والذي قطفتم ثماره في الهلال سيكون داعماً لكم مع المنتخب؟
ـ بكل تأكيد فالإعداد العلمي المدروس يحقق نتائج مبهرة.
*ما حقيقة تمسكك بعودة سامي الجابر سريعاً للمنتخب؟
ـ المنتخب بحاجة لكل اللاعبين المميزين وعلينا أن نترك الاعتقادات الخاطئة تجاه نجومنا فنحن بصدق نحتاج كل الجهود لقطف ثمار النجاح وسمعة الكرة السعودية.
* ما رؤيتك للرباعي المتنافس على كأس ولي العهد؟
ـ فرق الهلال، الوحدة، الأهلي، الشباب جميعهم مؤهلون ويملكون إمكانات عالية من الأداء وأتوقع أن تكون المنافسة قوية وأعتقد أن أي فريق يحقق الكأس جدير به.