قبل أن تقاطعوا



إخوتي في الله
كثر الجدل هذه الأيام عن موضوع أثارته صحيفة دانمركية في الاستهزاء بحبيبنا و سيدنا و خاتم الأنبياء محمد صلى الله عليه وسلم
فساءني الخبر و كم غضبت و غضبت و لكنني غضبت أكثر من الضعف الذي حل بنا
و من عدم الدراية و قلة المعرفة لدى البعض
قد أكون مخطئا فإن كنت مخطئا فعلموني
فأنا أرى من خلا منظار واحد هو حياته عليه الصلاة والسلام فلو كان هناك منظور أشمل أو أكثر تخصصا علموني
جميعنا يعرف مدى السماحة الإسلامية عامة و السماحة لدى نبينا خاصة
جميعنا يعلم قصته مع جاره اليهودي الذي لم يكن يهدأ له بال ما لم يرمي القاذورات عند بابه, ما فعل النبي عندما أفتقد الأذى سأل عنه فلما علم أنه مريض زاره, فما كانت النتيجة أسلم ذلك اليهودي, والله لو تخيل أحدنا ذلك المنظر أو حاول أن يعيشه والله لا يكفيه العمر بكاء .

طرد عليه الصلاة و السلام من مكة فذهب إلى الطائف فما كان منهم إلا أن رموه بالحجارة بأبي أنت وأمي يا حبيب الله حتى وصل الدم إلى قدميه الشريفتين
وعندما خرج من الطائف أتاه جبريل عليه السلام ومعه ملك الجبال و قال له لقد جئتك ومعي ملك الجبال يستأذنك بأن يطبق عليهم جبلين بين جنبات مكة
فما كان منه صلى الله عليه وسلم إلا أن قال لا لعل أن يخرج من أصلابهم من يحمي راية الدين أو كما قال صلى الله عليه وسلم.
هذه هي النصرة الحقيقية للحبيبي المصطفي هي دخول الناس تحت ضل لا إله إلا الله و أن محمد رسول الله.
ورد عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: (اللهم انصر الإسلام بأحد العمرين)
فجعل النصرة بدخول أحدهما ليس بقاطعتهما
خلقنا دعاة لا قضاة
لماذا نوهم الغربيون بأن الدين لنا و ليس لغيرنا والله يا إخوتي بأن المقاطعة دليل ضعف و الأدهى الأمر بان الخاسر الأول و الأخير هو أخوك صاحب البقالة أو السوبر ماركت فهذه بضائع دفعت أثمانها
ثم كيف نحرم على أنفسنا ما أحل الله لنا قال تعالى: ( يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك)الآية
كان النبي يلبي الدعوات حتى لو كانت من الأعداء و جميعنا يعلم عن اليهودية التي دعت النبي و دست السم في الأكل .

إننا بالمقاطعة نقطع وسائل الاتصال بيننا وبينهم وهذا ما لا يرضاه حبيبنا لأنه كان يتواصل مع المشركين و هم يسخرون منه لأنها السبيل لكي يهتدوا نحن بالمقاطعة نريهم بأننا لا نريد أحد سوانا في الدين
ما هو موقفكم حينما يرى الرسول أناس من أمته يدخلون جهنم ثم يبكي عليهم و يشفع لهم
لماذا لا ننصره بالدعاء لهم بالهداية بالخلق الحسن بالتوضيح لهم ما هي مبادئ الإسلام
قال تعالى: (أدعوا إلى سبيل ربك بالموعظة الحسنة و جادلهم بالتي هي أحسن)
انظروا إخوتي إلى هذه الآية فيها من التوضيح ما يكفي
أولا الحث على الدعوة ثم الحرص على أن تكون بالموعظة الحسنة و الأسلوب اللطيف المؤثر و لا يتوقف إلى هذا الحد بل حتى في الجدال يحثنا على أن يكون الرد بالتي هي أحسن وإن أساءوا.
لو أننا قمنا بمسح للشركات و النظر لمرئياتهم لما فعلته تلك الصحيفة و قاطعنا من أيد ما فعلته الصحيفة كان أفضل من المقاطعة العمياء التي قد يتضرر منها إخوان لنا



و من الأشياء التي أغضبتني قوائم المنتجات الدنمركية شملت على منتجات ليس لها علاقة بالدانمرك إلا أن المصنع هناك ولكن الأيادي العاملة و صاحب المصنع المنتج هو لأناس أخوان لنا في الله كيف ننصر نبينا و نحن لا نعرف من نواجه
ها نحن نضر إخوان لنا دون أن ندري والسبب أنها تأتي من الدانمرك.
حتى وإن كان لا بد من المقاطعة فما ذنب شركات ليس لها شأن فيما نشر في تلك الصحيفة
قال تعالى : (ولاتزر وازرة وزر أخرى )
ألسنا دائما نردد ربنا لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا
لماذا نحمل من لم يكن له ذنب كامل الذنب
إذا كان لا بد من مقاطعة فلنحاول أن نقاطع تلك الصحيفة لأنها لا تمثل شركات زبده ولا ألبان و لا حتى حكومة إنما تمثل نفسها تحت ذريعة ليست لها أصل في الإسلام وهي حرية الصحافة


صحيح أنه يجب أن نشعر الطرف الآخر بأن فعل جرم كبير و اقترف إثم عظيم
لكن ليس بالمقاطعة ولكن بما فعلته حكومتنا الرشيدة بسحب السفير السعودي هناك
فهذه هي لحركة التي سوف تجعل هؤلاء يشعرون بأن ما فعلوه ليس بالأمر البسيط
و يسترجعوا أوراقهم ويروا من هذا الذي يستحق هذا العمل فربما يجدون ما يهديهم إلى صراط مستقيم.

غريب ما نراه بين شبابنا فهم يتناقلون تلك الرسومات و كأنهم في سبق لمن يحضرها أولا
قد يكون لهم دافع من أجل تحريك غيرت إخوانهم لكن والله إنها ليست بالطريقة المثلى
فنحن نقاطع ما أحل الله و نتداول فيما بيننا الأسباب

لماذا لم يتم دعوتهم إلى الإسلام و توضيح الدين الإسلامي و لماذا استوجب عملهم غضبنا حتى إن لم يهتدوا فعلى أقل تقدير سوف يحترمون هذا الدين الذي يحث على تلك المبادئ الحسنة.

و خاتمة أرجوا أن أكون قد أعطيت الموضوع حقه
و أوصلت النقطة المراد إبلاغها
فإن أصبت فمن الله وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان
اللهم اغفر لي إن أخطأت و علمني فإني جاهل مهما علمت
اللهم إني أسألك الهدى والتقى و العفاف الغنى وقني ربي سوء الفتن ما ظهر منها وما بطن
في بدلنا هذا خاصة وسائر بلاد المسلمين عامة يا رب العالمين
اللهم ادم على هذا البلد أمنه واستقراره
اللهم لا تحرمنا متعة النظر إلى وجهك يوم لا ينفع مال ولا بنن إلا من أتى الله بقلب سليم
اللهم انصر نبينا محمد بما أراد
اللهم اهدي من ضل عن طريق الحق و فقهه
اللهم صلي على سيدنا و نبينا و حبيبنا محمد عليه وعلى آله أتم الصلاة و التسليم
والسلام عليكم ورحمة الله بركاته