لقد اهتم الإسلام بالبيت المسلم وإصلاحه اهتماما بالغاً فأمر المرأة أولاً بالقرار فيه
فقال : { وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولي }.أي اقررن واسكن فيها لأنه أسلم لكن وأحفظ فلا تخرجن لغير حاجة إلا للحوائج الشرعية ومن الحوائج الشرعية الصلاة في المسجد بشرطه كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا تمنعوا إماء الله مساجد الله وليخرجن وهن تفلات" وفي رواية "وبيوتهن خير لهن . وقوله تعالى: "ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى" قال مجاهد : كانت المرأة تخرج تمشي بين يدي الرجال , فذلك تبرج الجاهلية وعن عبد الله رضي الله عنه , عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إن المرأة عورة فإذا خرجت استشرفها الشيطان وأقرب ما تكون بروحة ربها وهي في قعر بيتها " رواه الترمذي
ما جعلني أكتب هذه المقدمة من الآيات الكريمة والأحاديث الشريفة هو ما جاء في برنامج (القرار ) الذي يعرض على القناة السعودية الثالثة بتقديم الأستاذ : إبراهيم الجابر وكان ضيفا اللقاء هما الأستاذان : عيد الثقيل وطلال الشيخ فكانت حلقة يوم الأحد الموافق 29/12/1426هـ تدور حول عزوف الجماهير عن حضور المباريات في الملعب فتخلل هذا اللقاء اتصالين أولهما من رجل والاتصال الثاني من امرأة مفاد هاذين الاتصالين أنه لماذا لا يسمح للنساء بالدخول للملعب وحضور المباريات وتشجيع الأندية والمنتخبات ؟ وقد لاقى هذا الاقتراح تأييداً من إبراهيم الجابر مقدم البرنامج وضيفيه الكريمين وأبدوا رأيهم في الموضوع ووضع اقتراحات وسبل تهيئ دخول النساء للملعب تحت ضوابط شرعية مقننة مثل تخصيص مدرجات للنساء وغير ذلك ، وبما أننا مجتمع مسلم له عاداته وتقاليده فإن دخول المرأة للملعب وحضورها لتشجيع المباريات مرفوض جملةً وتفصيلاً من جميع الطبقات والفئات فلا الشرع ولا العقل ولا المنطق يسمح بذلك ، السؤال هنا : هل يرضى الإنسان المسلم السويّ بأن تحضر أخته وزوجته ووالدته وأبنته للملعب من أجل تشجيع الفريق المفضل لديهم وتشجيع اللاعب الفلاني ؟ فأين الغيرة على المحارم وأين الوازع الديني ؟ ، فلا تقولوا إنها من باب التسلية وإننا في زمن العولمة ، فوالله إن هذه
لبداية لأمور خطيرة وأولها مسألة المساواة بين الرجل والمرأة والتي يريد الغرب تثبيتها ونشرها على مستوى العالم وعلى جميع الطوائف والأديان ، وأن أصحاب فكرة المساواة يريدون ترسيخ فكرة أن المرأة المسلمة مضطهدة وأن حقوقها ناقصة وأن من أبسط حقوقها التعبير عن رأيها وحبها لفريقها المفضل وتشجيعه في أرض الواقع لا من وراء شاشات التلفاز . لكن تناسوا جميعهم أن دين الإسلام دين شامل وكامل قال تعالى " اليوم يئس الذين كفروا من دينكم فلا تخشوهم و اخشونِ اليوم أكملت لكم دينكم و أتممت عليكم نعمتي و رضيت لكم الإسلام دينا "،، فالإسلام حافظ على كامل حقوق المرأة قبل حقوق الرجل وحافظ على كرامة المرأة و كرامة الرجل ومن أقوال سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم لصحابته "رفقاً بالقوارير " والمقصود هنا بالقوارير هنّ النساء فهل يعقل أن ديننا الحنيف لم يعطي المرأة كامل حقوقها ونبينا صلى الله عليه وسلم يوصينا بهنّ خيراً ، فأكبر حق حصلت عليه المرأة المسلمة من وراء إسلامها هو عفتها وطهارتها التي تحسدها عليها قريناتها من الأديان الأخرى . فما أن انتهينا من مسألة قيادة المرأة السعودية للسيارة حتى تخرج علينا مسألة حضور المرأة السعودية لمدرجات الملعب ، فمن أتى بهذه الفكرة السقيمة ومن روّجها بين أبناء المجتمع السعودي المسلم المحافظ ، فإذا الغيرة على المحارم وعلى بنات هذا البلد الطاهر قد ماتت في قلوب بعض الناس فإنها لم تمت في قلوب رجال هذا الوطن وأولهم وعلى رأسهم ملكنا وقائد مسيرتنا خادم الحرمين الشريفين عبدالله بن عبدالعزيز حفظة الله وأيده بنصره الذي لن يسمح لهذه الأفكار المسمومة أن تدخل على إعلامنا السعودي الطاهر .
ولابد أن يكون هناك موقفاً حازماً لمثل هذه التجاوزات حتى لا تبث سموم الغرب وأعداء الإسلام ضد نساء هذا البلد العفيفات الشريفات الساجدات الراكعات المؤمنات وسيظل هذا البلد شامخا عزيزا بتمسكه بكتاب الله وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم

بقلم : محمد عباد العباد - الأحساء - المبرز

منقول