الشمري لـ الاقتصادية : قهرت الهلال.. فكافأني بحماية عرينه
 

بين عشية وضحاها، كان الحارس فهد الشمري مساء الخميس الماضي يذود ببسالة عن مرمى فريقه الطائي، متصدياً للمد الهلالي المتواصل ولهجماته الخطرة، فوقف سداً منيعاً واستأسد في مرماه كعادته فخرج سعيداً مع بقية زملائه في الفريق منتشين بالنصر والسعادة بعد تحقيق فوزٍ صريح على فريق يكفي أن اسمه الهلال.
فالطائرة التي أقلت الطائيين أقلعت إلى أقصى الشمال نحو حائل ولكن دون أن يكون الأخطبوط الصغير الشمري على متنها، ولم يكن يعلم أن القدر يخبئ له حدثاً سعيداً ومفاجئاً في اليوم التالي ليوم المباراة من خلال انتقاله ليحمي عرين ذلك الفريق الذي وقف في وجه مساء الخميس.
ففي أقل من 24 ساعة وجد فهد الشمري نفسه حارسا للهلال، واقفاً بين خشباته الثلاث، قادماً من الطائي على سبيل الإعارة بمبلغ 200 ألف ريال ودون أي مقدمات في واحدة من أسرع الصفقات المحلية التي شهدتها ملاعبنا إن لم تكن الأسرع.
تفاصيل الساعات القليلة التي فصلت الحارس الشاب عن المرميين، كشفها في حوار سريع، لينساب رقراقا فائضا بالكثير والكثير, فإلى النص:


أولا، نبارك لك انتقالك إلى الهلال؟

الله يبارك فيك وأشكرك على شعورك الطيب.


فهد, بكل صراحة، كيف تم انتقالك إلى الهلال بهذه السرعة؟

نحن في زمن السرعة ـ قالها ضاحكاً - بكل صراحة أنا لم أكن أعلم بالمفاوضات ولا أعلم متى حصلت، لكن كل ما في الأمر أنه بعد مباراتنا مع الهلال الخميس الماضي بنحو ساعة أو أكثر تحدثت معي إدارة نادي الطائي بخصوص موضوع الإعارة للهلال وقالت إنها تلقت طلباً من نظيرتها في الإدارة الهلالية تطلب إعارتي حتى نهاية الموسم الحالي وأبديت موافقتي وانتهى الأمر بي في الهلال.


بهذه السرعة يا فهد؟

صدقني أنني فوجئت بعرض الهلال الذي ساقته لي إدارة الطائي, حيث أكدت لي جدية المفاوضات وأن الهلال بحاجة لخدماتي نظراً للنقص الواضح في مركز الحراسة بعد إصابة الحارسين حسن العتيبي وعلي جبلي وارتباط العملاق الآسيوي محمد الدعيع مع المنتخب السعودي.

عذراً فهد، ما أقصده أنني سألتك فور نهاية لقاء الهلال والطائي مباشرة وقلت لي إنك لم تتلق أي عروض شخصية، وفجأة أجدك في الهلال في أقل من 24 ساعة رغم التأكيدات الطائية بعدم التفريط في أي لاعب خلال الفترة الحالية؟

أخي العزيز أنا بطبعي صريح وأقسم لك أنني لم أتلق أي عرض قبل مباراة الهلال لكني فوجئت بالعرض الهلالي عقب اللقاء وجديته, وهذا ما أكدته إدارة النادي لي وأن العرض الهلالي مناسب للطائي وسيحل من أزمته المالية في الوقت الراهن, كذلك لوجود البديل الجاهز في الطائي وأنه لن يتأثر مستوى الفريق بغيابي وانتقالي، فكل هذه الأمور أسهمت في سرعة قبولي العرض الهلالي وإتمام عملية الانتقال.

هذا يعني أن انتقالك إلى الهلال جاء برغبة مشتركة بينك وبين إدارة الطائي؟

نعم بكل تأكيد وهي رغبة مشتركة يحقق من خلالها المصلحة للطرفين، وهذا منبع سعادتي.

وهل تلقيت معارضات من بعض أعضاء شرف الطائي أو حتى الجماهير الطائية بخصوص انتقالك إلى الهلال؟

لا لم يحدث هذا، فكل من اتصل بي عقب انتقالي إلى الهلال فإنه يبارك لي هذا الانتقال, متمنياً التوفيق لي، فأنا أشكر كل من هنأني.


بعد أن حطت رحالك في الهلال, كيف تصف هذا الانتقال بالنسبة لحارس مثّل جميع المنتخبات الوطنية بجميع درجاتها كفهد الشمري؟

أعتقد أن أي لاعب يتمنى أن يرتدي شعار الهلال ويلعب له وأنا واحد من هؤلاء، وكلي فخر بمشاركة الهلال فهو يعتبر لي نقلة في مشواري الرياضي وأنا أنتهز هذه الفرصة عبر صحيفتكم لأشكر الإدارة الهلالية على ثقتها فيّ وعلى رأسهم الأمير محمد بن فيصل الذي غمرني بطيبه وإن شاء الله أكون عند حسن ظنه وظن الهلاليين, كما أشكر إدارة الطائي برئاسة سعود القبلان التي أبدت تعاونا كبيرا في سبيل إعارتي.

ألا تخاف فهد من أن انتقالك إلى الهلال سيفتح باب الانتقالات للاعبي فريقك الطائي مما سيؤثر على وضع الطائي واستقراره؟

أبداً, الطائي كيان كبير وكبير ولن يتوقف على لاعب معين بحد ذاته، فكلنا يتذكر كيف انتقل الدعيع أخوان للهلال قبل مواسم ولم يتأثر الطائي آنذاك رغم الثقل الكبير الذي يمثله أبنا الدعيع عبد الله ومحمد، لكن في الطائي يوجد لاعبون تؤهلهم مستوياتهم لأن ينضموا إلى الفرق الكبيرة ذات الإمكانيات الكبيرة التي تكون بحجم الهلال والنصر والاتحاد والأهلي والشباب وغيره, وأؤكد لك أن لاعبي الطائي أكفاء ولن تمانع إدارة القبلان في انتقال أي لاعب طالما أن انتقاله سيحقق المصلحة والمنفعة للنادي أولاً وللاعب ثانياً.

ماذا لو نجحت تجربتك مع الهلال في الموسم الحالي، فهل ترغب في أن تستمر مع الفريق وإكمال إعارتك أو تود العودة إلى فريقك السابق الطائي؟
في الحقيقة كما قلت لك قبل قليل كل لاعب يتمنى أن ينضم للهلال بأي حالٍ من الأحوال وأن يختتم مشواره الرياضي في ناد كالهلال، لكن يظل الحديث حول هذا الأمر سابقا لأوانه، فكما يقولون "لكل حادث حديث" فأنا تفكيري منصب حالياً على خدمة الهلال والإخلاص للشعار الذي سأرتديه وأن أكون عند حسن ظن المسؤولين في الهلال.

وماذا يعني لك وجودك إلى جانب حارس كمحمد الدعيع؟

بكل واقعية محمد الدعيع هو قدوة أي حارس شاب وأنا أولهم، والحديث عن حارس بإمكانيات الدعيع يطول ويطول، فمجرد التنافس معه خلال التدريبات هو بحد ذاته مكسب لأي حارس، وسوف نتكاتف جميعاً لخدمة الهلال بغض النظر عمن يلعب أساسياً.

سبق لك فهد أن مثلت الأهلي قبل موسمين تقريباً على سبيل الإعارة، فكيف تصف للجمهور هذه التجربة؟

صدقني تجربتي كانت ناجحة مع الأهلي وأعتز بها، فقد كان لي الشرف أن ألعب لناد بحجم الأهلي إحدى الركائز الأساسية في الرياضة السعودية، فجميع الأهلاويين على حدٍ سواء لهم محبة خاصة في قلبي وأكن الاحترام والتقدير لجميع رجالات الأهلي وعلى رأسهم الأمير خالد بن عبد الله، فهذه التجربة أسهمت في الارتقاء بمستواي ولا يمكن نكرانها، وهو ما أتمنى أن أكرره مع الهلال إن لم يكن أفضل من ذلك إن شاء الله، كما أفتخر أن أكون حارساً خدم ناديين كبيرين هما الطائي والأهلي وسيخدم كبيراً آخراً بحجم الهلال زعيم الأندية السعودية.

لنعود قليلاً إلى الوراء فهد، فقد شهد هذا الموسم عودة قوية لك بعد إصابتك في الكتف التي تعرضت لها الموسم الماضي، فهل تحدثنا عن هذه الإصابة وكيف عاد فهد لمستواه بهذه السرعة؟

أولاً أنا مؤمن بقضاء الله وقدره قبل كل شيء، أما عن الإصابة فقد تعرضت لإصابة بليغة الموسم الماضي في كتفي الأيسر وقمت بإجراء عملية لتثبيت الكتف عند الدكتور سالم الزهراني بعدها خضعت لبرنامج علاجي في ألمانيا لمدة شهرين وقد تكفل بمصاريف العلاج الأمير هذلول بن عبد العزيز رئيس أعضاء شرف الهلال حتى عدت ولله الحمد سليماً معافى، فكل الشكر للأمير هذلول على وقفته الصادقة معي وجزاه الله خير الجزاء.

بما أننا فتحنا موضوع الإصابات - حماك الله منها – ما أشد إصابة تعرض لها فهد الشمري خلال مسيرته الرياضية؟

كل إصابة تعوق من أداء اللاعب وتبعده عن الملاعب هي في حد ذاتها صعبة لكن أرى أن إصابة الرباط الصليبي هي الأشد وقد سبق أن تعرضت لقطع في الرباط الصليبي قبل خمس سنوات عندما كنت أمثل منتخب الشباب، وأجريت عملية في حينها لدى الدكتور الرائع سالم الزهراني في مستشفى دلة ونجحت وعدت للملاعب ولله الحمد، والدكتور سالم الزهراني يعتبر مفخرة لنا وللطب الرياضي، وبلدنا ولله الحمد يضم العديد من الكوادر الطبية التي نفتخر بإمكانياتها والزهراني واحد منهم.

نشكرك على تجاوبك معنا خلال هذا الحوار السريع متمنين لك كل التوفيق، فهل من كلمة أخيرة لك؟

شكراً لكم أنتم على اهتمامكم وأرجو من الله أن أكون عند حسن ظن كل من وضع ثقته في فهد الشمري وأن أسعد الجماهير الهلالية، كما أشكر إدارة الطائي على موقفها معي في المفاوضات وتسهيل إجراءات الانتقال متمنياً لها التوفيق بإذن الله، وعبر جريدتكم أحب أن أرسل تحياتي الخالصة إلى جمهوري الحبيب جمهور نادي الطائي الذي كان له الفضل بعد الله فيما وصل إليه فهد الشمري حالياً.