![]() |
أيـــــــن اللـــــــه في قلوبنا ؟؟؟ > >أيـــــــن اللـــــــه في قلوبنا ؟؟؟ > > >تأملت في هذه الكلمات "أين الله في قلوبنا؟" ووقفت معها وفكرت فيها فقفزت إلى >ذهني مجموعة كبيرة من التساؤلات: هل نحن نعظم الله حق التعظيم؟ وكيف عظمته في >قلوبنا؟ لقد قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه وهو يصف الصالحين "عَظُمَ >الخالقُ في قلوبهم، فصغُر ما دونه في أعينهم"، فانظروا معي أيها الأحباب إلى >هذا التعظيم الذي جعلهم ينشغلون بعظمته وحده عن عظمة من سواه كائنا من كان، >فصاروا لا يخافون إلا منه، ولا يسكنون ولا يطمئنون ولا يلجئون إلا إليه، ولا >يرون رقابة أحد سواه حتى تعلقت به قلوبهم، واستحوذ جلاله على نفوسهم، فصار هو >سبحانه وتعالى حسبهم ووكيلهم، يوافيهم بالعطايا والهبات ويؤيدهم بالمعاني >ويثبتهم بالكرامات وصاروا هم أهله وأحبابه وخاصته. > >أين نحن من حب الله؟ وكيف علاقتنا بحبيبنا؟ وهل نحن حريصون على تصحيح مفاهيم >حبنا له سبحانه؟ بمعنى هل نحب أن يكون الله كما نريد منه جل جلاله؟ أم نحب >ونجتهد أن نكون نحن كما يريد الله منا؟ ثم نقف بعدها على عتبة العبودية؟! > >اسمعوا نداء ربكم لداود عليه السلام: "يا داود.. أنت تريد وأنا أريد، إن أطعتني >فيما أريد أرحتك فيما تريد، وإن عصيتني فيما أريد أتعبتك فيما تريد، ولا يكون >إلا ما أريد"، وفي الخبر الإلهي أيضا: "إذا أطاعني عبدي رضيت عنه، وإذا رضيت >عنه باركته ، وليس لبركتي نهاية، وإن عصاني عبدي غضبت عليه، وإن غضبت عليه >لعنته...". > >يا إخواني إن الله لا يحب أن تزاحمه أعراض الدنيا في قلب عبده وحبيبه، فحين >يزاحم حب الولد محبة الله في قلب الخليل يأمره الله بذبح ابنه ، وعندما تصدق >المحبة يخلص قلب الخليل لربه العظيم، وحينما يكون لتعظيم البيت الحرام مكان في >قلب الرسول صلى الله عليه وسلم وقلوب الصحابة يأخذ الله عز وجل منهم القبلة >التي استأثرت بقلوبهم، ويأمرهم بالصلاة جهة بيت المقدس حتى يرى هل حبه أعظم >وأقوى وأكبر من حبهم وتعظيمهم للبيت الحرام؟ وحين تكون الإجابة نعم يرد إليهم >البيت بأمره كما أخذه منهم بأمره . وفي الخبر الإلهي "من آثرني على من سواي >آثرته على من سواه". > >أوقات القرب الإلهي > >أين الله في قلوبنا؟ هل نفرح بالقرب منه؟ هل نحرص على أن يكون معنا دائما؟ إذن >فما مدى فرحنا بالصلاة التي نقابله فيها ونناجيه؟ وما مدى حبنا للسجود الذي >نكون فيه أقرب إلى الله؟ وما مدى دوامنا على الذكر الذي يوجب معيته لنا؟ "وأنا >مع عبدي متى ذكرني وتحركت بي شفتاه"، وهل لنا نصيب من وقت القرب الإلهي في ثلث >الليل الأخير، وربنا ينادي علينا "هل من تائب فأتوب عليه، هل من مستغفر فأغفر >له، هل من سائل فأعطيه..."، > >يا إخواني أليس المحب يتمنى الخلوة مع حبيبه فأين قلوبنا من الخلوة بالله؟! >أوليس المحب يضحي من أجل حبيبه؟! فأين تضحيتنا من أجل الله ومن أجل إعلاء كلمته >ودينه؟! ثم أليس المحب يسعى في رضا حبيبه ويتحمل من أجل رضاه ما قد يشق على >نفسه؟ > >فهل نحن نراقب مواضع رضا مولانا وحبيبنا لنسرع إليها؟ وهل نراقب مواضع سخطه >لنفر إليه منها؟ ونرتمي في ساحات رحمته وننزل به حاجاتنا ونشكو إليه بثنا >وأحزاننا وضعفنا، ونطرق على بابه لعله يتكرم ويفتح لنا نحن المذنبين المقصرين >المشفقين المساكين؟!! > >وتأمل معي يا أخي الحبيب ويا أختي الحبيبة هذا الموقف من شاب أراد أن يتلمس >موضعا من مواضع رضا ربه وحبيبه في غزوة بدر، يسأل عوف بن الحارث الرسول صلى >الله عليه وسلم يا رسول الله ما يضحك الرب من عبده؟! "غمسه يده في العدو حاسرا" >(يعني دخول القتال بدون درع) فنزع عوف درعا كانت عليه فألقاها ثم أخذ سيفه فقام >فقاتل القوم حتى قُتل! فمن منا يسأل نفسه عما يضحك الرب؟ أو عما يفرح الرب >فيسارع إليه؟!! > >ومن منا يتساءل عما يغضب الرب فيفر منه ويبتعد عنه حتى لا يغضب حبيبه؟!! > >يا إخوتي كم مرة شاهدنا الله في نعمة أنعمها علينا فشكرناها وأدينا الذي علينا >فيها؟ هل شكرنا الله على نعمة الهداية والإسلام؟ > >هل شكرنا الله على نعمة الصحة؟ هل شكرنا الله على نعمة المال، على نعمة الولد، >على نعمة الأبوين، على نعمة الزوجة الصالحة على نعمة التوفيق... إلخ؟ > >أم تأتي النعمة فننسى المنعم وننسب النعمة إلى غيره، ونصرف كثيرا من نعمه فيما >يغضبه وليس فيما يرضيه عنا؟ وتأملوا معي هذا العتاب الإلهي "إني والأنس والجن >لفي نبأ عظيم: أخلق ويُعبد غيري، وأرزق ويُشكر سواي، خيري إلى العباد نازل >وشرهم إلي صاعد، أتودد إليهم بالنعم وأنا الغني عنهم، ويتبغضون إلي بالمعاصي >وهم أحوج شيء إلي..."، وما أجمل كلام ابن القيم حين قال "ليس العجب من عبد >يتملق سيده ولكن العجب كل العجب من سيد يتودد إلى عبيده وهم يفرون عنه"!! يا >سبحان الله على هذا الإنسان العجيب!! > >حب الله في البلاء والقدر > >يا إخوتي كثيرا ما تأتي الأقدار بما لا يوافق أهواءنا، وتكون الابتلاءات التي >تستلزم منا الصبر الجميل، فهل نتساءل عند البلاء والمحنة ونزول الضر أين الله >في قلوبنا؟ وهل نشاهد رحمة الله بنا في البلاء؟ وهل نستشعر حب الله لنا عند >الابتلاء؟ قال صلى الله عليه وسلم: "إذا أحب الله عبدا ابتلاه...". > >وهل نعيش معاني الصبر الجميل الذي ليس فيه شكوى؟! حقا ما أعجب كلام ابن القيم >وهو يصف ناسا نظروا إلى المصائب نظرة أخرى فاستقبلوا مصائبهم كما يستقبلون >النعم لأن مصدرهما واحد وهو الله، ولنتوقف مع كلامه حين يقول: وكل ما يصدر عن >الله جميل وإذا كنا لا نرى الجمال في المصيبة فلا بد أن نتأمل قصص موسى عليه >السلام مع الخضر في سورة الكهف ، ونتأمل كيف كان خرق السفينة وقتل الغلام >وإقامة الجدار في قرية السوء شرا محضا من وجهة نظر سيدنا موسى وكيف ظهرت له >مواطن الجمال في أفعال الله بعد معرفة الحقائق والحكم التي وراء الابتلاء!! > >وهناك من الناس من يعترض على قدر الله وقضائه ، وقد تبدو منهم علامات السخط على >القدر أو عدم الرضا بالقضاء، فهل سألوا أنفسهم أين الله في قلوبنا؟ > >وإن هناك من يترك أحكام القرآن والسنة ويحكمون أهواء أو أشخاصا أو قوانين غير >قوانين الله! وهناك من يعرضون أنفسهم لغضب الله بالمعاصي فيحجبهم الله عن كل >خير! وكل هذا لأنهم لم يقفوا يوما ليسألوا أنفسهم أين الله في قلوبنا؟! > >لحظة من فضلك > >قد تأخذنا الحياة وقد تلهينا الدنيا وقد تشغلنا الأنفس والأموال والأولاد ولكن >لا بد أن نتوقف كل حين لنسأل أنفسنا: أين الله في قلوبنا؟! > >إذا هممت أن تقع في المعصية فقل لنفسك: أين الله في قلبي؟ الله أحب إلي أم >المعصية؟ هل استهنت إلى هذا الحد بنظر الله إليك؟! كيف سأقابل الله لو مت وأنا >على هذه المعصية؟ "قُلْ أَرَأَيْتَكُم إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ اللهِ أَوْ >أَتَتْكُمُ السَّاعَةُ أَغَيْرَ اللهِ تَدْعُونَ إِن كُنْتُمْ صَادِقِينَ* بَلْ >إِيَّاهُ تَدْعُونَ فَيَكْشِفُ مَا تَدْعُونَ إِلَيْهِ إِنْ شَاءَ وَتَنْسَوْنَ >مَا تُشْرِكُونَ" هكذا يظهر عند الشدة أنك لا تثق في أحد إلا الله، فأين الله >في قلبك عند الرخاء؟! > >وإذا تكاسلت عن طاعة فقل: أين الله في قلبي؟ وهل حبي للراحة والكسل أكثر من حبي >لله؟! وتذكر قول الله لرسوله صلى الله عليه وسلم في القرآن: "فإذا فرغت فانصب >وإلى ربك فارغب"، فبعد الفراغ من متاعب السعي على الحياة لا يرتاح، بل يتعب >ويتقرب إلى ربه ويرغب؛ لأن راحة المؤمن في رضا الله. > >وهكذا أيها الأحباب تعالوا ندرب أنفسنا على أن يكون الله ملء قلوبنا ولا شيء >معه، ويكون لنا في كل صغيرة وكبيرة وقفة لنتساءل: أين الله في قلوبنا؟! > منقول |
الوقت المعتمد في المنتدى بتوقيت جرينتش +3.
الوقت الان » 07:44 PM. |
Powered by: vBulletin Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd