[ALIGN=CENTER]
قراءة في أوراق الأخضر سقط من سور الصين[/ALIGN]
[ALIGN=CENTER]
لماذا لا يملك المنتخب جماهيرا ؟[/ALIGN]
[ALIGN=CENTER]فاندرليم أشبه بصنم عمر[/ALIGN]
[ALIGN=RIGHT]تذكرت قصة استقلال الصومال عام 1960م عندما بدأ التأسيس للمؤسسات المدنية والأحزاب السياسية ، في ذاك الوقت خرج حزب يحمل أسم (دحلة ومرنيلة) وهو اسم قبيلتين ويحمل الأحرف الأولى من أسم (ح.د.م) ، فاجتمع مع رؤسائهم أحد الدبلوماسيين ليقنعهم بأنه من غير اللائق أن يوجد حزب قبلي في بلد يريد أن يدخل العالم الحديث ، واستمع زعماء الحزب للدبلوماسي ، ثم طالبوه بأن يمهلهم أسبوعين للتشاور .
بعد ذلك عاد الزعماء وأعلنوا للدبلوماسي أنهم اختاروا أسما جديدا وهو (الحزب الديموقراطي المستقل) ، فأبدا الدبلوماسي سعادته لهذا الاسم وذكرهم أن الديموقراطية والاستقلال هما من الأهداف التي يمكن أن يتبناها حزبهم ، ثم سألهم عن سبب هذا الاسم وهل هناك حزب ديمقراطي غيرهم ، لهذا أضافوا كلمة مستقل ؟
أخبروه أن الأمر لا يتعد سوى أن اسم الحزب الجديد (الحزب الديموقراطي المستقل) ، يحمل نفس الحروف الأولى من أسم القبيلة (حزب دحلة ومرنيلة) .
قلت تذكرت قصة استقلال الصومال وأنا أتابع ما يحدث لمنتخبنا في الصين وما يحدث لنا هنا ، وما يخطه الكثير من الكتاب الكبار ، أبو خالد يرى أنه علينا أن نبعد (الشرارة) ليفوز المنتخب هذا الشرارة ينتمي للهلال إما حبا أو لمأرب أخرى ، أحمد الشمراني أكد للجميع أن ما يحدث في الصين من أخفاق سببه نادي يقع في شارع الصحافة (كدس اللاعبين) بجدة يرأسه منصور البلوي ، والكثير الكثير من كتابنا أكدوا أننا رائعين لولا هذا الكارثة الهولندية (فاندرليم) الذي يأخذ أمولنا ليصنع الكوارث ، أليس غريبا أن نتعاقد مع كوارث دائما ، و لماذا تنجح الكوارث بعيدا عنا كما حدث لمدرب منتخب البرازيل حاليا والذي أوصل البرازيل للنهائي دون نجوم البرازيل (نحن سقط محمد نور فقط) فضاع منتخبنا) ؟
كتب من يقدم لنا نفسه على أنه مدرب ومحلل وخبير يتساءل : هل يعقل أن يدخل (فاندرليم) البطولة دون أن يلعب مباراة ودية ؟
ولم ينتبه الخبير أن اللاعبين وبسبب الإجهاد يصابون في التمرين ، فكيف يلعب مباريات ودية والمبتدأ يعرف أن الجهد المبذول في المباراة الودية أكبر من الجهد المبذول في التمرين ؟
لا أريد أن أدافع عن فاندرليم ، في نفس الوقت لن أقبل أن يخفي الكارثة بل والنكبة إن شئتم المشاكل التي يجب أن نعالجها ونحلها .[/ALIGN]
[ALIGN=CENTER]الدوري يصنع المنتخبات[/ALIGN]
[ALIGN=RIGHT]لا أدري كيف صدقنا أنفسنا حين قلنا أننا سنصنع منتخبا لعام 2006م ؟ ، بل أذكر في البطولة العربية في الكويت كنا في أستوديو التحليل في القناة الرياضية السعودية ، وكان مساعد المشرف محمد النويصر معنا على الهواء من الكويت وأكد أنهم يخططون لصناعة المنتخب، وسألته كيف يمكن لنا صناعة منتخب إن كانت معسكرات المنتخب وهي متفرقة لا تتجاوز الثلاثة أشهر ، فيما اللاعب يبقى في النادي 9 أشهر ؟
كانت الإجابة دبلوماسية وغير واضحة ، ومراوغة لأنه لا يستطيع أن يقول رأيه بشكل صريح حول الأندية وما يدور بها ، وحول الاتحاد وما يدور به ، فالإعلام سيهاجمه وسيتهمه بأنه يحمل الأندية مسئولية الإخفاق .
ومع هذا أعيد السؤال من جديد كيف يمكن صناعة منتخب بعيدا عن الأندية والدوري ؟
لقد شاهدنا بطولة أمم أوروبا وشاهدنا المنتخبات ، لم يكن هناك منتخبا ضعيفا أو غير مرشح للبطولة ، فقد بدأت البطولة في 12/6 والدوري في أندية أوروبا انتهى تقريبا قبل البداية بثلاثة أسابيع ، الأسبوع الأول كان إجازة للاعبين ، وقبل البطولة بأسبوعين دخلت كل المنتخبات تقريبا لمعسكر ، وأعتمدت الحصص التدريبية على التكتيك أكثر من أي شيء ، فاللاعبون جاهزون لياقيا ومهاريا حتى على مستوى طرق اللعب يحفظون أغلب طرق اللعب ، ويبقى ما هي الطريقة التي سيلعب بها المدرب وهل سيكون الشق الدفاعي أكبر أم الهجومي أم سيتوازن ، أم سيتحكم بالشق الهجومي والدفاعي المنتخب الذي سيلعب معه .
هكذا تصنع المنتخبات أو من المفترض أن تصنع ، وأظن وأكاد أن أجزم لو حضر أي منتخب من بطولة أمم أوروبا سيحقق بطولة آسيا دون شك ، ولن يقولوا أن اتحاد الكرة صنع منتخبا.
من هنا نكتشف أحد الأسباب التي جعلتنا نظهر بهذه الصورة في الصين ، وأن تجاهلنا للدوري الذي كان يصنع اللاعبين ، وعدم الاهتمام به ، جعل مستوى اللاعب يهبط ، ولكن هل هذه هي مشكلتنا لدينا فقط ؟[/ALIGN]
[ALIGN=CENTER]الأندية الفقيرة تنتج لاعبين فقراء[/ALIGN]
[ALIGN=RIGHT]الفارق بيننا وبين الأندية الأوربية حسب نظر رؤساء أنديتنا الاستقلالية ، وأنها تتحكم بمواردها المالية ، فتستطيع أن تتكفل برعاية نفسها ولو تمت الخصخصة لحلة المشكلة ، وأن الأزمة الحقيقية أن الأندية فقيرة ماديا ، والبعض يرى أن الأزمة ليست اقتصادية فقط ، بل وتنظيمية ، فالكثير منا يقيم العمل الإداري بمفهوم (هل الإداري يشجع النادي أم لا ؟ ) .
وأظن الرأيين على صواب ، فالأندية تفتقد للمادة ، وهذا يوجد لها عذرا أنها لا تحضر محترفين يقومون بالعمل الإداري والمالي والقانوني والفني على مستوى الناشئين ، بل بعض المسئولين في الأندية يؤكدون أنهم مقيدون حتى على مستوى الاستثمار والإعلان .
وهذا المأزق الاقتصادي هو من جعل الهواة يقودون لاعبين محترفين ، هو أيضا جعلنا نسمع كثيرا شكوا اللاعبين بتأخر الرواتب ، بل لا أبالغ إن قلت : وصل تأخر رواتب اللاعبين في بعض الأندية إلى 17 شهرا .. تخيلوا .
كيف يمكن لأي موظف (طالما اللاعب أصبح موظفا) أن يعمل ويطور نفسه في مثل هذه الظروف ، وكيف ستكون إنتاجيته ؟
هل فكر أحدنا بمثل هذا المأزق لو أصابه ؟ ، ثم أليس مثل هذا المأزق يخلق مشاكل أسرية للاعب ، فتشغله عن التركيز في عمله ، لأن اللاعب لن يستطيع تلبية احتياجات أسرته ، وهذه مشكلة أخرى لا دخل للكارثة (فاندرليم) بها .[/ALIGN]
[ALIGN=CENTER]محمد نور المبدع والمراهق[/ALIGN]
[ALIGN=RIGHT]قد أقبل إن قال لي أحدهم ، أن اللاعبين مشكلتهم في الرواتب فقط ، من مبدأ حرية الرأي ، لكنني لن أصدق هذا الكلام ، لأن محمد نور المبدع وأفضل لاعب سعودي (أقول : سعودي ، لأني لا أثق في جائزة سعيد غبريس) ، والذي يلعب للاتحاد صاحب أقل مشاكل في مسألة الرواتب ، فإدارة الاتحاد حلت هذه المشكلة ، ومع هذا شارك النجم الأول في السعودية لهذا العام في مباريات حواري على أرض ترابية غير مستوية ، والمحترف الذي تعود على اللعب في ملاعب بمواصفات دقيقة ، يعرف أن الأرض غير المستوية ستجعله عرضة لقطع في الأربطة أو الغضاريف .
هكذا هو اللاعب لدينا ، لم يكتمل نمو عقله لأسباب كثيرة أولها ممارسة المجتمع للوصاية على الجيل الجديد والتفكير نيابة عنه بحكم أنه قاصر ، وأهمها المنهج التعليمي لدينا ، والذي يعتمد على التلقين ، أي مرسل ومتلقي ، والعقل لا ينمو إن لم يكن التعليم عملية تبادلية .
أيضا الطموح والخيال ، وهما أهم أدوات الإبداع والتفوق لا نغذيهما بل أحيانا نقتل الخيال خوفا من (الشيطان) .
ناهيك عن تعاملنا مع الأنا ، وكيف علينا أن نقتلها ، مع أنه يجب علينا أن نثق بالأنا التي تدفعنا للوثوق بقدرتنا .
لن أطيل كثيرا داخل هذا المأزق لأنه أزمة لا تتحملها المؤسسة الرياضية لدينا ، كذلك نحن نتحسس كثيرا ، حين يحاول كاتب ما ممارسة الحفر في المجتمع وعقل أفراده ، ومع هذا لا يمكن لنا أن نتجاهل هذه الأزمة ، لا يمكن لنا أن نزيح الرياضة بعيدا عن المجتمع ، لأنها وأعني الرياضة مرآة له .[/ALIGN]
[ALIGN=CENTER]لماذا لا نملك جماهيرا للمنتخب ؟[/ALIGN]
[ALIGN=RIGHT]في أواخر الثمانيات ولمدة 10 سنوات كان الكثير من الجماهير غير الهلالية ، ترى للمنتخب على أنه منتخب الهلال لأن هناك 11 لاعبا من فريق الهلال ، بل في كأس العالم 98م بفرنسا ، تم اختيار اللاعب نواف التمياط مع أنه كان احتياطيا في فريق الهلال ، وكان من يشجع المنتخب أغلبهم من مشجعي الهلال إلا قلة من الواعين .
اليوم يحدث لنا نفس الشيء ، أحد الأصدقاء الهلاليين والذي احترم فكره كثيرا هاتفني وكان سؤاله (ما رأيك بمنتخب الاتحاد؟ ) ، فذكرته بما كان يقوله البعض ، وكيف كان الكثير لا ينصت لنا ، ويرونا أننا نتحدث عن الوطنية لأن الهلال أصبح الوطن ، وأكدت له أنه علينا أن نتمسك بما كنا نقوله ، ليروا أن الوطن أهم من الأندية ، لأنه يمكن لنا أن نعيش دون أندية ، لكننا لا نستطيع أن نعيش بلا وطن .
لست أدري هل اقتنع أم ، لا ؟
فرده لم يكن واضحا ، لكن كلامه ترك سؤالا حادا لماذا لا يملك المنتخب جماهيرا؟
وهل الأمر مرتبط بالقصة التي بدأت بها موضوعي ، أو أن هناك من يزكي هذا الفكر القبلي والذي هو ضد الوطن ، لأن الوطن ينتمي له الشعب بكل أطيافه ، فيما الأندية خاصة وليست متاحة للجميع , وبالتأكيد لا يحبها الجميع ، أم أن كلاهما جعلا المنتخب بلا جماهير تحبه ؟[/ALIGN]
[ALIGN=CENTER]فاندرليم وتصادم الثقافات[/ALIGN]
[ALIGN=RIGHT]مشكلتنا مع الكثير من المدربين الأجانب ، وبالأخص الأوربيين تكمن في اختلاف الثقافة ، فالمدير الفني هو المسئول الأول عن اللاعبين ، وعلى اللاعبين أن يستمعوا له لأنه المدير ، فيما نحن ورغم سلطة الغرب علينا ، نتعامل مع المدير الفني بطريقة تشبه إلى حد كبير حكاية الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه قبل الإسلام ، فقد كان لديه صنم من التمر ، يعبده وحين يجوع يأكله .
نحن نؤمن بهذا المدير الفني الغربي حين يحضر ، ونمنحه كل الألقاب الخبير ـ البروفسور إلخ ، وحين ينتقد نجما ويحاول أن يعلمه أنه لاعبا فقط ، أو حين يخطئ لاعب ما في التسديد أو أخراج الكرة ، نحمله تبعات كل هذا ونلعنه قبل أن نأكله .
لهذا أرى أن إحضار مدرب من الغرب لن يفيدنا ، لأن الثقافة مختلفة ، فالكثير منا يخلط بين الخاص والعام ، فيما الكثير هناك يفرق بين الخاص وبين العام ، وبين ما هي من صلاحياته وما هي خارج صلاحياته .
صرح رئيس وزراء البرازيل قبل كأس العالم أنه يتمنى أن يضم المدرب اللاعب (روماريو) ، فأكد المدرب سكولاري أنه مسئول عن قراراته ولم يذهب (روماريو) لكأس العالم .
لا أريد أن يرى البعض أنني أدافع عن (فاندرليم) أو أبرر له أخطائه ، بقدر ما أريد أن أقول : حين نؤمن بالنقد ونتحمله ، ونؤمن أننا حين نحضر شخص ما لمكان ما ، علينا أن نمنحه كل الصلاحيات أو لنوفر أموالنا ونحولها لبعثات لصنع مدربين يحملون نفس ثقافتنا التي لديها (حساسية من النقد) .
فأخطأ فاندرليم ليست بهذا الحجم الذي يجعلنا نكبرها ونضخمها لدرجة لا تجعلنا نرى مشاكلنا الحقيقية ، قد يكون أخطأ في ضم البعض أو تجاهله للبعض ، ولكن بصدق وبأمانة أرى أن من لم يضم لا يفوق كثيرا من ذهب للمنتخب ، فالمستويات متقاربة لأن كل اللاعبين يصنعهم دوري يمكن لنا أن نقول عنه (فقير يصنع الفقراء) .[/ALIGN]
[ALIGN=CENTER]ربما فكرة .. ربما حلم[/ALIGN]
[ALIGN=RIGHT]أعرف أن هناك مشاكل لا دخل للمؤسسة الرياضية بها ، بل ولا يمكن أن نحملها مسئولية عدم حلها ، ولكن ثمة أمور تستحق أن تتوقف المؤسسة الرياضية لدينا للتأملها ، وتراها .
بل علينا أن نتأمل هذه البطولة وتلك المستويات التي رأينها من منتخب الخليج ، ثم نفكر في مشكلتنا جميعا .
أول مشاكلنا هي الاقتصاد الذي جعل الدوري لدينا يهبط ، وأول مشاكل دول الخليج دوري قوي ، والآن المستويات شبه متقاربة في الدول الخمس أي ضعيفة على مستوى ما نطمح به .
فهل يفكر المسئولون عن الرياضة في الخليج ، بصنع دوري خليجي قوي ، كأن يبدأ من عشرين فريقا مقسما من خمسة أندية من كل دولة ، يقابله دوري درجة أولى من 16 فريقا ، فيما تستمر بطولات الكؤوس في الدول كما هي خاصة بكل دولة .
تخيلوا كيف سيكون مثل هذا الدوري ؟
وما هي الأموال التي ستتحرك من دعاية ونقل تلفزيوني ودخل ؟
ألن يصبح لدينا دوري ينافس الأندية الثانية في أوروبا وسيجلب اللاعبين الأقوياء ليرتفع المستوى فتتطور المنتخبات ؟
وربما حين تتحرك الأموال (الاقتصاد) ، تتحرك المصالح فتكتشف السياسة أن هذا العصر عصر التكتلات ، ومن لن يفعل هذا سيتحول لقرية صغيرة ومنسية ومرمية على قارعة الأرض .
أعرف أن الجميع يتمنى أن نكون من الأفضل إن لم أقل الأفضل ، وأن الكثير يحلم بحياة مليئة بالفرح والرفاهية والأمان ، ولكن هل يعلم الجميع أنه لتتحقق أحلامنا يجب علينا أن نستيقظ ؟[/ALIGN]
[email protected]