25/12/2005, 11:29 PM
|
زعيــم متواصــل | | تاريخ التسجيل: 31/08/2005
مشاركات: 169
| |
قصيدة سارة الخنيزان زوجة المعتقل حميدان التركي بسم الله الرحمن الرحيم (وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِين....).
الحمدلله حمدا كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه , والصلاة والسلام على إمام المتقين ودليل الذاكرين وقدوة الشاكرين محمد بن عبدالله وعلى آله وصحبه أجمعين
وبعد
إن الله سبحانه وتعالى خلق الخلق بعلمه، وقدّر لهم أقدارًا، وضرب لهم آجالاً، لا يستأخرون عنها ساعة ولا يستقدمون،علم ما كان وما سيكون، وكل شيء يجري بتقديره ومشيئته، ومشيئته تنفذ لا مشيئة العباد، إلا ما شاء لهم، فما شاء كان وما لم يشأ لم يكن , وإن من نعمة الله وفضله علينا أنه خلقنا وأتم نعمه علينا ظاهرة وباطنة ,وأمرنا بشكرها ,, ومن سنته سبحانه أن كتب علينا الإبتلاء بكل درجاته كثر أو قل.. طال أو قصر, ليجدد إيماننا ويختبر صبرنا ويسمع دعائا وإلحاحنا,ويجعل إبتلاء بعضنا إبتلاءً للأخرين لينظر كيف يصنعون...
في خضم الأحداث وإشتداد الإبتلاء تبادرت إلى ذهني أحداث مماثلة لما أصابنا ولكن في عصر النبوة مع خيرالبشرعليه أفضل الصلاة والسلام وزوجة أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها,حينما رميت في عرضها في حادثة الإفك الشهيرة التي ذكرت في سورة النور, ففيها من الدروس العظيمة للمجتمع الاسلامي في كل فتنة تخترق جدارنه, فلقد وضح الله سبحانه وتعالى موقف المؤمن الصادق من مثل هذه الفتن فقال: (لَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْرًا وَقَالُوا هَذَا إِفْكٌ مُبِينٌ*
لَوْلَا جَاءُوا عَلَيْهِ بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَإِذْ لَمْ يَأْتُوا بِالشُّهَدَاءِ فَأُولَئِكَ عِنْدَ اللَّهِ هُمُ الْكَاذِبُون).َ
قال أبو أيوب لزوجته حينما نقلت له الخبر ........والله ذلك الكذب أكنت فاعلة ذلك ياأم أيوب..؟قالت ماكنت والله لأفعله !!قال فعائشة والله خيرا منك.
و كما قال أبي بن كعب ..هلا ظنوا الخير بأم المؤمنين؟!!
ليس هذا فحسب بل عاد الله سبحانه لعتاب الخائضين في هذا الشأن فقال.. (إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُمْ مَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ*
وَلَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُمْ مَا يَكُونُ لَنَا أَنْ نَتَكَلَّمَ بِهَذَا سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ*
يَعِظُكُمُ اللَّهُ أَنْ تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَدًا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ).
وأعود وأذكر إخوتنا المسلمين الذين يجعلون من مثل الفتنة فاكهة لمجالسهم خبرا تلوكه ألسنتهم بقوله تعالى بعد ذلك (إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ).
أخوتي في الله مع هذا الإبتلاء الذي يُمتحنُ به صبرنا وتُمحصُ به قلوبنا , ومع مرارة الشعور وسيطرة الحزن ومع كل ما يجدُ من سوء ومضايقات إلا أن بعض الأيات ساندتني أنا وزوجي وأطفالي في الصبر والثبات وتخفيف المعاناة في هذه المحنة..
ومنها قول الله عزوجل.. (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُم).ْ
وقوله سبحانه.. (وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِين).َ
وإن لنا أعظم السلوى في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم
((يود أهل العافية يوم القيامةحين يعطى أهل الثواب لو أن جلودهم كانت قرضت في الدنيا بالمقاريض)) صحيح الجامع
وقوله صلى الله عليه وسلم ((مايزال البلاء بالمؤمن والمؤمنة في نفسه وولده وماله حتى يلقى الله تعالى وما عليه خطيئة)) صحيح الجامع
فهاهو الإبتلاء يُخيم على أجوائنا ويعم الحزن على مشاعرنا,ليس ذلك فحسب بل بهذه الإتهامات الملفقة التي تقف في وجوهنا و التي تمثل كيدا و حقدا دفيا للإسلام وأهله ليس لأُسرتنا فقط..
......تثور في نفسي مشاعر الفخر و الإعتزاز بذلك الرجل المصلح المبتلى في نفسه وأهله وسط هذه الترهات والتهم التي لا نهاية لها..
فأقول : كل هذا من الإبتلاء فلقد كنت يا أبا تركي _وأنا أعلم الناس بك_ نعم الرجل الصالح أنت.. المصلح الدؤوب (ولا أزكي على الله أحد) فقد حملت هم الاسلام والمسلمين والدعوة الى الله منذ أن وطئت أقدامنا هذه الديار فكم انفقت من المال و الوقت والجهد في سبيل خدمة دينك وليس هذا بالغريب منك فلقد تتبعت خُطا والدك رحمة الله ذلك الرجل العظيم في البذل والعطاء لكل مضطر ومحتاج..فكان لك في كل نشاط سهم .وإنك لتغبطُ على رحابت صدرك وسعة بالك وحسن الظن بالناس الذي يميز شخصيتك.
فلقد كنت وستبقى باذن الله رمزا شامخا ونورا ساطعا في بلاد الظلمة ...
وسندي وسندك في هذه المحنة آية عظيمة ترفع من همتنا وتعطينا بارقة أمل بالخير.. (الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيل
فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ).
ونحن على علم يقين أن النصر مع الصبر والفرج مع الكرب وأن مع العسري يسرى..
.أسأل أن الله يرضينا بقضائه ويردنا إلى أهلك وبلدنا رد يوسف ليعقوب, رد عز وتمكين ونصرة.
أخوتي في الله من هنا اُرسل نداءاتي في هذه الغربة أن نقوم جميعا قومة رجل واحد ونقف أمام هذا الظلم الجامح , كماأناشد دولتنا _أيدها الله_أن تساندنافي هذه المحنة, ويكون الجميع على ثقة ببرائتنا وطهر جانبنا, وكلي أمل في كل من قرأ هذه الكلمات أوسمع بهذه القضية أن يرفع يدي الضراعة لله الناصر القوي القاهر ,أن يفرج الكرب ويحق الحق, فنعم سلاح المضطر الدعاء ونعم الهدية دعوة الأخ لأخية في ظهر الغيب,,
في نهاية هذه الكلمة أقف عاجزة عن الشكر لكل من ساندنا ووقف معنا.. وساهم بقلمه ..وتأييده.. وجهده قريبا كان أو بعيدا..
أيها المظلوم صبراً لا تهن ******* إن عين الله يقظى لا تنام
نم قرير العين واهنأ خاطراً******* فعدل الله دائم بين الأنام
وإن أمهل الله يوماً ظالماً ******* فإن أخذه شديد ذي انتقام
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أختكم
سارة الخنيزان
وإليكم قصيدة سارة الخنيزان زوجة المعتقل حميدان التركي http://vb.alhilal.com/showthread.php?t=262672
اخر تعديل كان بواسطة » huss5500 في يوم » 25/12/2005 عند الساعة » 11:55 PM |