نادي الهلال السعودي - شبكة الزعيم - الموقع الرسمي

نادي الهلال السعودي - شبكة الزعيم - الموقع الرسمي (http://vb.alhilal.com/)
-   منتدى المجلس العام (http://vb.alhilal.com/f1/)
-   -   وداعــاً شاطـــيء الذكــــريات (http://vb.alhilal.com/t263380.html)

ولـد السلطان 23/12/2005 06:48 PM

وداعــاً شاطـــيء الذكــــريات
 
كان الطقس بارداً، والجو ملبداً بالغيوم، والوقت مساء، وعلى أحد الشواطئ كان محمد

هائماً على وجهه يسير مطأطئ الرأس والدنيا قد اسودت في عينيه، وكان الشاطئ خالياً من الناس، يخيم عليه الهدوء

إلا من بعض أصوات الأمواج المصطدمة. وفجأة اصطدمت برأسه إحدى العلب الفارغة، التفت بسرعة البرق ونظر أمامه، لم

يكن إلا شخصاً في مثل سنه تقريباً أسمر الوجه نحيل الجسم، تبدو عليه أمارات الشر، سأله بصوته الجاف القوي عمن

جاء به إلى هنا، أجابه محمد والحزن بادٍ على وجهه ورجاه أن يتركه في حاله، ولكنه ألح عليه السؤال، بكى محمد

كثيراً فرق قلب هذا الشخص له، هدأ من روعه وطلب منه أن يخبره عما به وأنه سيساعده بقدر استطاعته، وأخيراً وبعد

تردد أخذ محمد في سرد قصته وماكان يقاسيه من حياة الذل والهوان التي كانت تلازمه في ظل زوجة أب قاسية

متسلطة مجردة من كل ماتحمله كلمة الرحمة من معانٍ، وكيف استطاع الهروب من هذا الجحيم إلى أن وصل إلى هذه

البلدة البعيدة، أطرق هذا الشخص قليلاً وقال اسمي أحمد وبالتأكيد لم أكن أحسن حالاً منك فالظروف القاسية هي التي

تجمعنا الآن، كانت الرياح تعصف بشدة، ولم يكن أمامهما إلا شجرة ضخمة ذهبا إليها لحين تهدأ العاصفة، تبادلا أطراف

الحديث وطرح أحمد على محمد أن يعمل معه، ولكن ماذا أعمل؟.. هكذا أجاب محمد، قال السطو على المنازل ليلاً حيث

يكون الناس نياماً. رفض محمد بشدة، ولكنه أخيراً اقتنع بعد تفكير عميق فلا عمل ولا منزل ولا أسره ولامال، هكذا تردد

في ذهنه وفكره، مرت الدقائق بطيئة وأخيراً هدأت العاصفة وبدآ في التخطيط لعملهما المرتقب.. مرت بهما الحياة على

هذا المنوال، فلكي تعيش لاتسأل عن الكيفية هكذا كانا يرددان. وفي إحدى ليالي الصيف كانا قد حددا المنزل الذي

يريدان سرقته، وانتظرا إلى أن هدأت الأجواء ونام الناس وذهبا إلى العمل لم يجدا صعوبة في كسر قفل إحدى النوافذ.

وعندما همّا بالدخول فجأة تعثر أحمد وسقط بشدة نظر إليه محمد والدماء تسيل من وجهه وخاف محمد كثيراً وأخذ

بالهرب سريعاً دون أن يتلفت وهو يعاهد نفسه بعدم العودة لهذا الفعل، وأن يتوب توبة صادقة ويعمل بكسب يده. مرت

السنون سريعاً وأجبرته الظروف إلى العودة إلى تلك البلاد التي ترك بها صديقه على ظن منه أن صديقه قد مات منذ

وقعته تلك. وعلى شاطئ ذكرياته الحزينة كان يتجول. فجأة لم يصدق محمد عينيه فصديق أيام الضياع أمامه يلقي

محاضرة دينية وأمامه مجموعة من الناس يستمعون إليه. انتظره محمد حتى فرغ من خطبته وهمّ إليه مسرعاً فعرفه أحمد

على الفور وتبادلا الأسئلة كلاهما فكانت فرحة غامرة، فهاهم على نفس الشاطئ الذي احتضنهم ضائعين، هاهو يجمعهم

ثانية ولكن هذه المرة على الخير والصلاح، غادرا المكان والدموع تنهمر منهما وهما يرددان
ياشاطئ الذكريات وداعاً
»

ro7i 26/12/2005 11:56 PM

يسلمووووووووووا ولد السلطان


الوقت المعتمد في المنتدى بتوقيت جرينتش +3.
الوقت الان » 02:54 PM.

Powered by: vBulletin Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd