يوسف ناصر الثنيان.. اسم لامع في الكرة السعودية والخليجية والعربية والآسيوية والعالمية..
فمن (21) عاما أشرقت في سماء الرياض شمس الابداع الكروي بدخول الثنيان ملاعبنا الرياضية..
وبعد (21) عاما هاهو الفن يغيب في وداعية فيلسوف الكرة.. تنظر إلى الملعب وتشاهد الجماهير من كل الأندية تودع لاعبها المبدع.. تحن إلى الماضي.. إلى الرقم (2، 10، 7، 15) هل ستشاهد مثله في ملاعبنا.
تعجز الملاعب أن تنجب مثله.. حتى الملاعب كانت تبكي على رحيله.. وتمايل الكرة كان في خجل لأنها تفكر بحزن من سيداعبها بعده.. ويراوغ معها.
يوسف أحد رموز الابداع الكروي.. ومن المستحيل وجود شبيه له إلا أن كان يوسف نفسه.. مهما تحدثنا عن يوسف الثنيان من وصف ومدح لهذا المبدع فلن نعطيه أكثر مما أعطانا من فن كروي راقٍ ومتعة في فن ومهارات الكرة.. ها هو يوسف في يوم الوداع الكروي في يوم الاربعاء 21-11- 1426هـ يكتب لنا الفصل الأخير من مهاراته وابداعاته وعروضه المميزة في مداعبة الكرة.. لقد خط الورقة الأخير في حياته الكروية ليثبت بها ان من أعطى حبه لدينه ثم لوطنه.. فستمتزج محبته للجميع.. فهاهي الجماهير من كل الأندية للحاضرين.. ورسم فنون الكرة للمبدعين.. وأبدع في قافيتها.. وعزف ونثر أمسيته للحاضرين.. ورسم فنون الكرة للمبدعين.. وأبدع في قافيتها.. وعزف سيمفونيتها.. لمسات لن تعود.. حتى باتت في الذكرى.. ولن نجد نجماً مبدعاً كروياً مثله..
لقد احتضنت درة الملاعب الاحتفال الأخير لاعتزال يوسف فتجد الجماهير حاضرة لتوقع على وداعية النجم الجماهير الأوحد في ملاعبنا من صاحب المهارات العالية والابداع الكروي الراقي.. حضرت لتوقع عربون المحبة لهذا اللاعب المحبوب.. كأنها تنظر إلى النمر وهو يغادر الأدغال الخضراء.. ويتركها بلا رجعة.. وفريسته تنظر إليه بحسرة من ذا الذي سيدفعها إلى الدفاع عن عرينها بتعلمها كيفية اللعب والمهارات بحسرة؟! من ذا الذي سيدفعها إلى الدفاع عن عرينها بتعلمها كيفية اللعب والمهارات العالمية.. لقد حان الآن أن يغلق الفيلسوف كتابه.. ويمضي تاركاً خلفه مهارات تدرس للأجيال القادمة.
لكن مما يحزنني كثيراً إعلامنا النائم.. فمن زمن بزوغ اللاعب يوسف الثنيان.. أبهرتنا تلك المهارات وتعلمنا منها الكثير والكثير.. ولكن نتفاجأ بوجود إعلامنا يتباهى بلاعبين أجانب من الدول الأوروبية في السنوات الثلاث أو الأربع وبمهارات لاعبيها ويتجاهلون أن اغلب المهارات الاجنبية كانت في ملاعبنا المحلية وبلاعبين سعوديين وعلى رأسهم يوسف الثنيان فنجد نفس المهارات من سنين طوال كان يوسف يتلاعب بها وبعد سنوات طوال تجدها مع اللاعب الأجنبي!! وارجعوا إلى التاريخ وستجدون ما قلته حقيقة!! فأين اعلامنا من اعلام الدول الأوروبية وكيف عرفت بلاعبيها ومهاراتهم ونحن نتعالى على بعضنا بمحاباة الفريق الفلاني واللاعب الفلاني.. ولكن تسبق الحقيقة الخيال فيوسف مدرسة الابداع الكروي.. ومهاراته لن تنتهي باعتزاله.. فيوسف رسم لنا نقطة البداية.. صورها على أرض الملعب.. لتكون شاهدة على ابداعه وفنه.. بدأ ليمتع الجمهور الأزرق والأخضر.. فرحيل يوسف الثنيان هي النقطة الأخيرة في ملاعبنا لتواجد مثل هذا اللاعب في ملاعبنا..
رسائل مختصرة:
- مؤسس الهلال الشيخ عبد الرحمن بن سعيد:
سلاماً في البداية وشكراً وسط الابتهاج الهلالي والخاتمة هانحن نودع ابناً من أبناء الهلال الرائعين.
- الأمير عبد الله بن سعد واللاعب سعد الدوسري:
رحمكما الله وأسكنكما فسيح جناته.. فلم ولن ننساكما.
- الأمير عبد الله بن مساعد:
أشد على يدك واشكرك جزيل الشكر على موقفك الشجاع فأنت رمز للصدق والتعامل الراقي.
- الأمير محمد بن فيصل:
سنك لم يمنعك من مجاراة الكبار فالعمر يقاس بالعقل فإلى الأمام ونحن مع الهلال من صغر سننا وحتى الكبر.. وندائي بأن لا تنسى اللاعب عبد الله سليمان.
- يوسف الثنيان: وداعية يا آخر ليلة تجمعنا وداعية.. وداعية أعز الناس يودعنا وداعية.
- لاعبي الهلال:
شكراً وشكراً ثم شكراً وننتظر منكم المزيد والمزيد.. فأنتم عودتمونا على البطولات.. وانتم الأحق بها.
- جماهير الهلال:
لي في قلبي عشق قديم بحب الهلال ولكم حب خاص فحافظوا على أخلاقياتكم في الملاعب وخارجها والمحافظة على تعاليم الدين الحنيف والعادات والتقاليد.
توقيع:
سير على بس امسح دموعي وروح..
سير على جبلي معك قلب وروح..
سير علي إذا تذكرت الجروح..


بقلم: محمد بن عبدالرحمن الحراش