صحفي يكتب تاريخ الثنيان
 

قرأت هذا الخواطر للصحفي عواد الحربي من الرياضية
أعجبني فنقلته لكم
تحية وداع للنجم يوسف الثنيان
رحلت يا يوسف .. أليس كذلك
قرأت عبارة (( سترحل يا يوسف أليس كذلك )) شدتني العبارة تذكرت .. فكتبت ..
كنت أحتفظ بشريط فيديو مسّجل عن مهارات الثنيان .. اقتنيته منذ سنوات , ولا زلت احتفظ به .. شعرت بعد قراءة المقال برغبة ماسة تدعوني لمشاهدته .. اذكر انني في الأيام الاولى لحصولي على ((الشريط)) كنت اشاهده بشكل يومي .. اصحو باكراً واشاهده إلى ان ينتهي .. وقبل الخلود للنوم لابد لي ان أشاهده ..
** اذكر ان معظم لقطاته علقت بذهني .. لكن الزمن وصعوبة تخيلها كانا كفيلين لي بنسيانها .. وبدا لي وانا اشاهد (( الشريط )) مؤخراً .. وكأنني أشاهده اول مرة ..
** كنت وأنا اشاهده تجتاحني رغبة ملحة بإعادة كل لقطة .. ولكن بنفس اللحظة ينتابني احساس بأن من استطاع اتقان هذه اللعبة قادر على تطبيق ماهو أجمل واصعب .. تركت المادة تأخذ مجراها وأنا اتمتم (( يالله ماهذا .. هل يعقل .. كل هذا ))
** اذكر انني حصلت على خمسة أشرطه للثنيان تابعتها جميعاً .. كانت مختلفة , ولم يكن بينها أي رابط إلا أنها جميعاً لموهوب القرن العشرين يوسف الثنيان ..
تساءلت .. اذا كان كل هذا بأشرطه اجتهاديه فما الذي سيحويه الفيلم المرتقب لهذا الموهوب ..
** انصحكم .. انصحك يا صالح الهويريني .. انصكم جميعاً أن تسوقوه للعالم ليستفيد منه النشء .. ومدارس تعليم الكرة في أوروبا والبرازيل ..
** حالياً يخيّل لي أن القائمين على هذه المدارس .. وقفوا وأوقفوا طلاب تلك المدارس صفاً صفاً .. وبدأو بتوزيع نسخ من هذا الفيلم .. وساروا بهم لقاعة المحاظرات .. جهزوا الفيلم للعرض .. طلبوا من الجميع الإمعان .. ولسان حالهم يقول : راقبوا .. تعلمّوا من هذا العربي النحيل .. تعلمّوا طريقة لعبه للكرة .. أنت راقب طريقة تمريرة .. وأنت راقب طريقة تسديده .. أما أنت راقب طريقة تمويهه وترقيصه .. وجميعكم حاولوا تقليده ..
** في خظم الأحداث يظهر هدفه الشهير بمضحي , يصرخ المدرب بأوجه حراس المرمى لديه تعلموا كي لا تكونوا صيداً سهلاً للعبات كهذه ..
(( أسألكم بالله من منا توقع أن يلجأ الثنيان لتسديد الكرة بحلق المرمى وهو في وضعيته تلك .. من السذاجه أن نتهم مضحي وحده بالغباء واللعبة انطلت على كل من شاهدها ))
تحية الوداع
** نحييك .. يا موهوب القرن العشرين .. يامن انقسمنا على أنفسنا بسببه .. وكاان الإنقسام من واليه .. يالغزاًً حيّر الكثيرين ولم يجدوا حلاً معقولاً له .. نحييك يا نجم خط الجير .. وسائر أنحاء الملعب .. نحييك كما حيّاك التاريخ .. وجعل لك وضعيه خاصه بك انفردت بها عن سواك .. كما حيّاك وأنشىء لك باباً خاصاً ميّزك في جميع الأجيال والأمصار ..
** نحييك أيها الجناح الطائر .. يا وريث خزانة جارنيشيا .. يامن رقّصّت القلوب وأطربت الألباب .. نحييك يا مرادف النجومية يا مكمن الحب ومقرالعواطف .. نحييك لأنك معجزة الفن البشري .. أعجوبة الكرة في عصرك .. لأنك مظهر من مظاهر العبقرية الفذة والجمال السامي .. نحييك كما كنت تحيينا .. ونقف نحن بدورنا ونحييك .. نحييك والجماهير كلها تقف لتحييك .. تقف لك في يوم إعتزالك لترد لك جزء من ادنى حقوقك عليها ..
فلقد انجلى غبار المعركة .. وترجّل الفارس عن فرسه .. ترجّل وهو في مقدمة الركب .. ترجّل وألقى عصاه واستقر به النوى .. ترجّل وهو يحمل تاريخاً لم يسطَّر بالورق والأقلام , ولاتظهره فلاشات الإعلام .. تاريخاً سطُّر بماء الذهب , وحفظته قلوب الرجال , ودوِّن وتداولته الركبان تاريخاً لا يسع سوى يوسف وحده .. لأنه الوحيد الذي تجمعت الأضواء تحت قدميه , وانحصرت بركن ضيق لا يسع سواه (( وما قدّه أحد )) على الأقل من المحيط الهندي جنوباً وسواحل الخليج العربي شرقاً حتى جبال طوروس شمالاً وسواحل البحر الأحمر غرباً ..
** كيف لا وهو الوحيد الذي عشنا معه طيلة الربع القرن الماضي ببحرٍ من الإ بداع الكروي والمهارة الكروية نادرة الوجود .. ولا فرق حينما أقول أنَّ النجم الساحر أو السباح الماهر قادر على استخراج كل اللآلئ المكنونة غالية الثمن المحشوة بكل غالي ونفيس .. وهو بذلك يصورها لقطة مهاريه كإنحناءة ماهر بكل مرونه .. أوانقضاضة طائر بكل رعونه .. أو حتى كأنه يبادل الكرة بين قدميه .. أو "يموّه" بحركة راقصه تدهشك وبحركات ترقيصية تسحرك .. كاقتحام صف أو صفوف من المدافعين بإجادةٍ تامه .. وخفة حركةٍ عامه .. أو مجرد ركل الكرة بسرعه ليتجاوز كل من يواجه .. وهذه كلها يصوّرها يوسف بمهارةٍ .. ونثمنها لآلئ صعبة المنال .. مكنوزةً في اعماق البحار .. فصور المراوغات العديدة لا يخرجها عادةً سوى الثنيان .. وكأنه مخرج تلفزيوني متمكن قادر على تصوير كل مشهد سينمائي يتولى وحده دور البطولة وكافة أعماله .. هذه وأشباهها لا نشاهدها عادةً سوى من يوسف وترسخ بالذاكرة .. كونها لقطات ساحرة .. ولعبات نادرة .. تجبرك على استعادة تهئيك لمتابعة أي مباراة
بجديه .. فهي اشبه ما تكون بأنوار تتلألأ وتتراقص على مشاهد ألوان الطيف السبعه المقوسه من فوق تل أخضر منبسط ممدود بتناسق ألوانها .. وشدة تقوسها بثنايا سماء زرقاء صافيه ومثل هذه المشاهد الفاتنه كانت توازي عندي رؤية الثنيان .. فالطبيعة بطبعها خلابه .. ولكن يظل الفن البشري أسمى .. وضرورة لا غنى عنها ولا محيد ..
مشهد لأذكى لاعب بالعالم
المباراة بين الهلال والشباب .. الكرة بحوزة الثنيان .. كعادته نجح بمراوغة عبد الله الواكد .. بدا له أن "يتصعلك" بطريقة الكبار .. لجأ إلى استخدام العنف .. وكز الواكد وكزةً افقدته وعيه .. ومثّل دور المعتدى عليه ووقع أرضاً .. الأمر الذي جعل الحكم يشهر البطاقة الصفراء للواكد (( الذي نقل مصاباً على عربة الإسعاف )) ويحتسب خطأً لمصلحة الثنيان .. لعبه كهذه افقدت لجنة الحكام شعورها .. الأمر الذي جعلها تعاقب الثنيان بالإيقاف مبارتين في قرار نادرمن نوعه .. لعبه كهذه لا تحتاج لتعليق .. فهي حتماً بغض النظرعن قانونيتها مثال واضح لكيفية خداع الحكام .. وتنثيل دور المظلوم .. بلحظه أنت فيها الجاني ..

** ضربة الجزاء التي احتسبت لصالحه في مونديال كأس العالم 98 دليل واضح على بروزه في مجال التمثيل وخداع الحكام ..
وهدفه الشهير في مضحي درس على كيفية استخدام القدرات الذهنيه بالإضافة إلى البدنية للاعب كرة القدم ..
** الثنيان كان سبباً رئيسياً لشهرة حسن حمران .. فحتى الأطفال الذين للتو تابعوا الكرة حفظوا اسمه عن ظهر قلب .. كيف لا والثنيان نفسه يقول إنّ أسعد اللحظات التي كان يعيشها كلاعب عند إثارته جمهور الدرجه الثانية بملعب الملز على حسن حمران ..
** كنا ونحن صغار نصغي بحماس لما يحاك حول خرافات الثنيان ..
ونصدّق أنه يستطيع أن يرفع ((الكورنر)) بكعب قدمه .. وأنه يستطيع أن "يتكتك" بالكرة من المرمى للمرمى دون أن تقع ..ونصدق أنه يستطيع أن "يتكتك" بثلاث كور دفعه واحده .. وحقيقةًً لا نلام .. أليس الثنيان من "مشّى" أظهرة الجنب على ركبهم .. وأليس هو من جعل مدافعي العمق يمارسون هواية التزلج اللاإرادي على أرضية الملعب .. وأليس هو من غيّر مجريات مباريات ومسار بطولات .. وألغى عقود مدربين .. وسجل اسمه كظاهرة كرويه لا تتكرر إلا كل قرن مرة ..
جنون جماهير يوسف
** كنت في جدال مع أحد الأصدقاء حول أفضل لاعب بالعالم رشحت زيدان ورشح مارادونا .. احتكمنا لصديق ثالث فأجاب الثنيان ..
وأردف لكي أكون منصفاً مارادونا والثنيان ..
** آخر سئل عن ميوله فأجاب (( ثنياني صميم ))
** ثالث أعلن أنه سيودع الكرة لحظة وداع الثنيان لها ..
**الثنيان اللاعب الوحيد الذي أعاد اكتشاف نفسه بعد الثلاثين ..
** أعشق الثنيان بجنون لأنه اللاعب الوحيد الذي لعب بجيلين فكان الأول .. ولعب بمركزين فأصبح الأول ..
** النمر .. الفيلسوف .. الدكتور ..f15 .. الجناح المتسرب .. جارنيشيا العرب .. تتعدد الألقاب والإسم واحد نقول عنه ما نقول والفعل واحد .. فما حاجة الألقاب وهي لا تعبّر عن غايتها ولا تعطي حجماً لصاحبها .. فالإسم يوسف .. والعائلة الثنيان .. وأبو يعقوب يغني عن كل الألقاب .. فنحمد الله الذي منحنا النجم الرائع الفنان يوسف ناصر الثنيان اللاعب الذي لا يشبهه سواه ..
الرياضية-عواد الحربي

مشكور اخوي رحال على هالموضوع الحلو

آه يا يوسف , لحظات جميلة عشناها مع تاريخك الرياضي, البارحة و طول الفترة التي كان فيها هذا المبدع يجول الملعب كنت أعيد شربط الذكريات , منذ البدايات التي جعلنا فيها يوسف نعرف طعما آخر للكرة, تذكرت معه ما فعله بالحمران و غيره من أظهرة أنديتنا , تذكرت بطولة أندية الخليج بالرياض, و بطولة الاندية الاسيوية, تذكرت الترجي, و سيؤول, و غيرها و غيرها, من ابداعاته ......

يااااه يا يوسف رحلت و أخذت المتعة معك.....

أعذرنا يوسف جماهير و إعلام فلم نعطيك حقك.....

--

شكرا على الردود