نادي الهلال السعودي - شبكة الزعيم - الموقع الرسمي - كل يوم كلمة {إنها ضربة غادرة} مقال روعه للكاتب الرائع عبدالعزيز الهدلق

كل يوم كلمة
إنها ضربة غادرة
عبدالعزيز الهدلق

إذا كنت سأفسر تصريحات رئيس نادي الاتحاد منصور البلوي ضد اتحاد الكرة والرئاسة العامة لرعاية الشباب ببراءة تصل حد السذاجة فسأصفها بالسقطة.. أما إذا رغبت أن أكون دقيقاً في تشخيصها واعياً لخلفياتها متيقظاً فسأصفها بالضربة الغادرة.
نعم.. ففريق الاتحاد ومنذ أكثر من موسم وهو يحظى بدعم كبير ولا محدود وصل حداً تجاوز المعقول في تطويع اللوائح والأنظمة من أجله، وبمقدار ما كان الاتحاد ينال من التسهيلات كان يطالب بالمزيد حتى وصل إلى درجة يهاجم فيها الاتحاد السعودي لكرة القدم والرئاسة العامة لرعاية الشباب لأن الدعم المستحيل لم يتحقق له بعد أن حظي بكل ما هو ممكن وغير ممكن.
لن أتحدث عن تأجيل المباريات التي كان تحددها إدارة نادي الاتحاد كما تشتهي واتحاد الكرة يوافق بلا تردد، ولا عن فترة الأسبوعين اللذين قضاهما في معسكر ماليزيا قبل البطولة، في حين كانت كل الفرق المشاركة معه في البطولة تلعب في منافساتها المحلية. وسأذكِّر الاتحاديين بموقفين لاتحاد الكرة وقفهما مع نادي الاتحادي، ويعتبران خياليين بل وغير منطقيين، ومع ذلك وقفهما اتحاد الكرة.. الموقف الأول: توثيق تسجيل البرازيليين الثلاثة الذين استبعدهم ال(فيفا) فيما بعد رسمياً رغم أنهم ما زالوا يلعبون مع أنديتهم في بلادهم..!! مما يعني أن اتحاد الكرة وافق على تسجيلهم دون اكتمال أوراقهم الرسمية ومنها البطاقات الدولية للاعبين، وهذا خرق واضح لكل الأنظمة واللوائح المحلية والدولية ولكن اتحاد الكرة أقدم عليها دعماً للاتحاد في مشاركته العالمية.. أما الموقف الآخر: فهو رفع عدد اللاعبين الأجانب الذين يحق للأندية السعودية تسجيلهم من ثلاثة لاعبين إلى ستة..!! وذلك بعد أن اشترط ال(فيفا) أن يكون عدد الأجانب في كل فريق مشارك في بطولة أندية العالم وفق ما تحدده اللوائح الداخلية للاتحاد المحلي لكل فريق، فاضطر اتحاد الكرة السعودي إلى تعديل لائحته بشكل استثنائي وغير معلن من أجل خاطر وعيون الاتحاد ورفع عدد الأجانب إلى ستة بدلاً عن ثلاثة. وأجزم لو أن نادياً آخر غير الاتحاد كالشباب أو الهلال طلب تسهيل ستة أجانب في مشاركته الآسيوية المقبلة لرفض اتحاد الكرة بحجة مخالفة ذلك للوائح.. ولكن الاتحاد غير.
أفبعد ذلك يخرج رئيس نادي الاتحاد ويهاجم مسؤولي اتحاد الكرة بشكل غير منطقي ولا مقبول ويدّعي أنهم لم يدعموا فريقه في بطولة أندية العالم بشكل أقل ما يقال عنه بأنه إنكار وجحود لكل الجهود المبذولة من أجله والدعم اللامحدود الذي حظي به فريقه في هذه البطولة على وجه الخصوص وفي كل البطولات والمسابقات التي خاضها محلياً وخارجياً، بشكل جعل الأندية الأخرى (تضرس) وهي ترى الاتحاد كالابن المدلل يحظى بكل ما يطلبه وما لا يطلبه.
ومن الواضح وفقاً لذلك التصريح أن رئيس الاتحاد قد تضخم بعد الإنجازات الأخيرة التي حققها فريقه إلى درجة أنه لم يعد يلقي للآخرين بالاً أو يرى لهم وزناً، ولم يعد يرى الحدود الواجب عليه الوقوف عندها وعدم تجاوزها.. وبات يعتقد أن فريقه هو الوحيد والأوحد في الساحة وأن من حوله من جهات رسمية وإعلامية وحتى من أندية أخرى يجب أن يجندوا لخدمته ودعمه هو فقط.

الجزيرة 14/11/1426