12/08/2001, 12:12 AM
|
زعيــم متواصــل | | تاريخ التسجيل: 05/08/2001 المكان: الرياض
مشاركات: 122
| |
من ذكريات امرأة كانت خياطة حين تخرجت من المرحلة المتوسطة أشارت علي أمي أن اتجه إلى الخياطة , وأن أتخصص فيها , وأن تكون الإجازة الصيفية فرصة للتمرين , وتحمست لذلك , وأحضر لي أبي طاقة من القماش الرجالي , وطلب مني أن أخيطه كله ملابس له .. زاد حماسي أكثر , فقد أحسست أنني نافعة لأبي وللبيت .. وأكببت على مكينة الخياطة وأنا أدندن وأغني وأحلم .. حاولت أخواتي الكبيرات أن يساعدني ويقدمن لي المشورة والنصائح .. فرفضت رفضاً باتاً وقلت : إليكن عني ..أبعدن عني فلا وقت لدي أضيعه ..
وكنت في قرارة نفسي أريد أن أستأثر بالعمل وحدي .. وألا يشاركني أحد في فضل خياطة ملابس أبي .. حتى ولو كان هذا الأحد أخواتي .. وابتعدن عني أخواتي غاضبات .. وظللت أعمل سحابة نهاري .. وأسهر في الليل لأخيط ملابس والدي بأسرع ما يمكن .. وبأجمل ما يكون .. وأثبت للجميع .. وخاصة أخواتي .. أنني خياطة ماهرة .. إذا أردت وبدون مساعدة أحد .. وأبي يمر بي فيراني مُكِبّةً على المكينة ليل نهار .. فيقول لي : على مهلك يا بنتي .. وأبتسم له وأمضي في عملي .. وفعلاً لم يمض ثلاثة أيام فقط حتى كنت قد أتيت على طاقة القماش بكاملها .. وأحلتها إلى ملابس لوالدي ..
بعد العصر من ذلك اليوم .. وحين دخل أبي إلى البيت .. كان أفراد الأسرة مجتمعين .. وكنت أتحين هذه اللحظة .. فقد أعددت الملابس وكويتها .. تقدمت من أبي على مرأى الجميع وقدمتها إليه .. أخذها مسروراً وهو يقول : سوف أجرب واحداً منها .. ودخل غرفته فعلاً بينما اجتمعنا – كلنا – في الصالة .. وحين خرج انفجر الجميع في ضحك مُدَوٍّ .. بينما سمعت أبي يقول وهو لا يكاد يتحرك في الثوب الغريب : ما هذا ؟؟ ما هذا ؟؟ وينظر إليّ غضبان .. تأملت الثوب فلم أملك إلا أنفجر ضاحكة رغم كل الحرج .. فقد تبدل ثوب أبي تبديلاً .. فقد كان الثوب مُخَصَّراً بشكل ضيق حاد .. وليس في منطقة الخصر بل تحتها قليلاً .. ثم هو بعد ذلك واسع كالكرتة النسائية القديمة .. بل كالخيمة .. وهو في منطقة الأكتاف والصدر منقوش نقشاً عجيباً .. وتقدم أخي الصغير ذو الست سنوات فرفع جانب الثوب مما يلي ساق أبي فإذا فيه فتحة .. كالتي تعمل أحياناً في الملابس النسائية .. وغرق الطفل في الضحك وهو يرفعها ويشير إليها .. وانفجر الجميع في الضحك مرة أخرى .. فعلاني الحرج والضحك معاً .. واحمر وجه أبي وعلاه غضب حقيقي وهو يصرخ : ما هذا ؟؟ وبعدها هجم عليّ والدي فصعدت الدرج في حركة مذعورة فسقطت على أم رأسي وأنا مع ذلك أضحك بينما صرخ أبي الذي لم يرعه سقوطي في قليل أو كثير وهو يشير إليّ بإصبعه ويتوعد : في حياتك ما تضعين إصبعك في إبرة .. |