القمة العاصفة ... تحليل بعيد عن العاطفة

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الأنبياء والمرسلين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ... وبعد

تعتبر هذه تجربة جديدة لكاتب السطور التالية

حيث أعتدت على مقالات موضوعية ولم أقحم نفسي في الأمور الفنية

إلا ما جاء عرضاً في سياق الموضوع الذي أتحدث عنه .

وحيث أن كرة القدم ترتكز على الناحية الفنية أكثر منها على الناحية البدنية فقد أصبح
المنظرون في عالمها أكثر من الممارسون بل أنها أصبحت علماً يدرس ليس شرطاً أن يكون
دارسه ومتعلمه .. ممارساً سابقاً .

حتى لا أطيل عليكم فقد رأيت أن أفضل طريقة لكتابة تحليل فني عن مباراة كرة القدم

هي طريقة العناوين أو ما يسمى بالمانشتات في عالم الصحافة فهي أفضل طريقة تجذب القاريء

خصوصاً وأننا في عصر السرعة وأبناء هذا الجيل يناسبهم الاختصار في كل شيء حتى في الطعام تجدهم يتجهون نحو الوجبات السريعة

مــدخــل :
عنوان التحليل يتبين منه أننا كهلاليين كنا نتمناها عاصفة تهب نحو المرمى الأصفر لكن الرياح أتت بما لا يشتهي باكيتا .

تـقـسـيـم الشوط الأول :
الربع الساعة الأولى مناوشات متبادلة بين الفريقين وتكافؤ في الفرص حتى حصل الغامدي على الكرت الأصفر
بكل رعونة وبدون أي خطورة للكرة التي بحث عنها بتلك الطريقة الغير قانونية ..هذا الكرت ألجم الفريقين وظهر الصمت
على كل اللاعبين الذين كانوا في الملعب وكأنهم عرفوا أن بينهم حكماً قوياً يظهر في الوقت المناسب

مرت بعد ذلك دقائق طويلة واللاعبون مازالوا في سبات عميق ثم تنبهوا أن هناك جمهوراً يجلس في المدرجات
لا يرضى سوى بهز الشباك فحاول النصراويون على استحياء في أخر خمس دقائق ووصل بندر تميم إلى خط المرمى
لكنه عكس الكرة بدون تركيز بادلهم الهلاليون عن طريق ياسر القحطاني بمحاولات مشتتة افتقدت للمساندة

تـقـسـيـم الشوط الثاني :
بدأ الشوط الثاني وكأنه مباراة أخرى مستقلة بذاتها وبلاعبين غير الذين رأيناهم في الشوط الأول
لقد أحس الهلاليون بخطر العاصفة التي ذكرناها وخافوا أن تجري الرياح عكسية عليهم فباغتوا خصمهم بهجمات منظمة افتقدت للمسة الأخيرة

لكن اللمسة هذه المرة كانت بطريقة عكسية فقد لمس المفرج الكرة بأطراف جسمه بدون جدية
بادله علياني النصر بحماس منقطع النظير فأكمل المشوار نحو المرمى مروراً بتفاريس وأنهى طريقه بإطلاق الكرة نحو
سيد حراس أسيا وعميد لاعبي العالم الذي وقف مشدوهاً أمامها وهي تعانق شباكه معلنة الهدف الأول

لم تمر دقائق على العاصفة حتى هدأت بعودة الهلال لجو المباراة من خلال هدف رائع كأن كوماتشو وجيلسون قد تفاهما عليه مراراً وتكراراً
فقد توقف كوماتشو لأكثر من مرة وفكر وقدر حتى تبين له أن أفضل مكان لرفع الكرة هو أبعد مكان عن شريفي المتمكن
وبادله جيلسون بنفس الدهاء فوضعها بعيدة عن كل الاحتمالات سوى احتمال واحد هو هز الشباك

وماذا بعد ... لا شيء يذكر سوى تغييرات للتاريخ باكيتا يستجيب لطلب المدرج الأزرق متأخراً ولكن بطريقة غريبة
يقابلها القروني بقراءة جيدة فينزل البيشي الذي يتقن دور الإشغال لمنطقة أرادها باكيتا أن تكون فارغة عندما أخرج الخثران
ثم لم تمض دقائق حتى أخرج باكيتا القناص الذي أشغل النصراويين قبل المباراة فكيف بهم وهم يرونه يخرج من ساحة
المعركة التي انتظرها سنوات لكنه لم يهنأ حتى بملازمة الذئب لثواني فيريح ويستريح

حتى القروني نجده يجامل صاحب الهدف النصراوي على حساب بندر تميم الذي يتوغل بسهولة تامة إلى مرمى الخصم
لكنه يحتاج بجواره مترجم لتلك التوغلات غير العلياني فلا يجب أن تكون تجربة العتيبي على حسابه
بل كان المفروض أن يينزل بجواره لينظر هل العلة في العلياني أو في توغلات بندر تميم التي عادة ما تتسم بالأنانية

المجاملة لم يسلم منها باكيتا الذي أعطى صاحب الهدف الهلالي أكبر من حجمه حتى وهو يملك تغييراً ثالثاً يستخدمه
بكل استفزاز للجمهور الهلالي فيغير ظهير أيمن بدل ظهير أيمن وكأن المباراة شرفية يريد أن يعطي العصفور نصيباً من هذا الشرف

أخوكم : الكاتب النحرير
جدة ـ بوابة الحرمين الشريفين
الجمعة المباركة 30 / 10 / 1426هـ