
09/07/2003, 12:46 PM
|
كاتب رياضي | | تاريخ التسجيل: 09/08/2002
مشاركات: 240
| |
(الطريقي) نموذجاً يبدو أن اسم اللاعب يؤرق البعض، فيصفك بالعاشق للنجم أو الوصي عليه؛ لهذا سأبتعد عن الأسماء قليلا وأتحدث عن النموذج الذي يحتاجه أي مجتمع. حين نتأمل النموذج المطروح لدينا في العالم العربي، نجد أن الحزب الناصري وحزب البعث من بعده جاءا ليكرسا فكرة القائد الملهم (النموذج الأوحد)، حدث هذا في الستينات ثم تبعه حزب البعث ليكمل مسيرة هذه الفكرة، إلى أن حدث ما حدث قبل أشهر في العراق، حين بدأت تتساقط تماثيل (القائد الملهم والنموذج الأوحد)، وكان لابد أن يسقط لأن الوطن حين يصبح بلا نماذج يضمحل، أي وطن هذا الذي لا يتسع إلا لشخص واحد ؟
قلت: حين نتأمل المشهد العربي وما يحدث له، ترتسم على وجهك غيمة حزن كبيرة؛ لأن بعض المنافقين الذين عاشوا على التزلف لتلك الأحزاب يريدون تكريس هذه الفكرة في كل مكان وكل وقت، ومثل هذه الفكرة هي من جعلت العالم العربي يتورط بالنموذج اليائس الذي يفجر نفسه ويفجر المجتمع والآخر؛ لأن بوصلة الأمل لديه تاهت مع اليأس، فأصبح يستعجل ذهابه للحياة الأخرى، ليهرب من ضعفه ويأسه.. لماذا ؟
لأن العالم العربي أخفى كل النماذج بتهميشها، أو هي النماذج العربية رحلت لتستوطن أماكن أخرى، ولم يبق سوى نموذج اليأس وفقدان الأمل .
هل يعرف هذا الجيل نموذجا آخر غير نموذج (ابن لادن) اليأس من الحياة ؟
وهذا الجيل هل سمع عن معركة وزير البترول السعودي (عبدالله الطريقي)، التي خاضها ضد سبع شركات أمريكية احتكرت سوق البترول وتحكمت به وأصبحت تضغط على أي دولة مصدرة للنفط سياسيا بتخفيض سعر البترول في حال رفضها التعاون مع المصالح الأمريكية، هذه المعركة تمخضت عن تأسيس منظمة الأوبك مع زميله الفنزويلي (خوان بابلو بيريز الفونسو)، ليكسر احتكار تلك الشركات دون أن يلجأ لتفجير ذاته لأنه كان نموذجا ولم يكن يائسا .
[ALIGN=CENTER]وماذا عن الرياضة ؟ [/ALIGN]
على مستوى الرياضة لا يختلف المشهد كثيرا، ولكن هل تأملنا بطولات كأس العالم والأولمبياد، وشاهدنا من الذي يقطن في المشهد والصورة؟
الكاميرات والقنوات والمراسلون جميعها تلاحق الحائز على الميدالية الذهبية، والسؤال (ماذا تريد أن تقول في هذه اللحظة؟)، وكانت تأتي الإجابة قبلةً على علم وطنه، أو بكاء النصر .
في هذه اللحظة لا نشاهد رئيس البعثة ولا المدرب ولا الإداري، الجميع يترك المشهد للاعب ولهذه اللحظة، لحظة ولادة النموذج .
فيما الإعلام العربي، حين يحقق واحد ممن كان من المفترض أن يكون نموذجا ميدالية، يتركه ويهرب عنه، ويذهب للمسؤول، أو هو المسؤول يزاحم البطل! كذلك الإعلام حين يعود للبطل/النموذج يطرح تلك الأسئلة التي تكرس فكرة النموذج الأوحد: (كيف تقيم وقفة المسؤولين معك، وما رأيك بالاتحاد والرئيس والأعضاء؟) .
ولم نسأل لماذا قتلنا لحظة الانبهار لدى المشاهد الناشئ ، هذا الطفل الذي يبحث عن نموذج له ؟
[ALIGN=CENTER]لماذا النموذج؟[/ALIGN]
لأن أي مجتمع حين لا يجد من أبنائه نموذجا في وطنه، سيبحث عن نموذج في أي مكان، وحين يجده يقتدي به ويقلده، هذا ما يؤكده بعض الشباب الذي تغرب عن مجتمعه، فيما الفئة الأخرى تسقط في براثن من يروج للفكر اليائس الذي يريد تدمير كل شيء .
ولماذا النموذج؟
اسألوا أي لاعب ما الذي يشعر به حين يواجه منتخبا أوروبيا، لماذا يشعر بطعم الهزيمة قبل أن تبدأ المباراة، لأن اللاعب الأوربي هو النموذج البديل، وحين نواجه من هو قدوتنا يهزمنا قبل أن نبدأ .
ولماذا النموذج..؟
لأني آمنت بحكمة صقر الجزيرة موحد هذا الوطن الملك عبدالعزيز: (الوطن للجميع) .
ويجب علينا أن نزرع في كل مجال نموذجا يؤمن بالانتصار، (المسلم لا يهاب الموت لكن الموت ليس غايته، فغايته هي الحياة) .
ما أقسى أن تكون طفلا تعشق مجالا ما في علوم الحياة؛ وليس لديك نموذج .
[ALIGN=CENTER]رسالة خاصة [/ALIGN]
عزيزي صالح، قرأت تلك الكذبة الكبيرة.. ومجموعة جبران، كنت حاضرا قبل 8 سنوات وهو يأخذ منك المجموعة، وأذكر أنك قلت: "أحمق من يعير كتابا.. أحمق أيضا من يعيده، ومع هذا سأعيرك المجموعة وأتحمل هذه الحماقة طالما تريد أن تتعلم".. وضحكنا على هذه المقولة .
مضت السنوات ورحلت عن جدة للرياض، وبقيت الكتب في جدة عند ناكر الجميل الكاذب، ولم تكن حريصا على عودة الكتب، وقلت: "لتكن ذكرى جميلة كباقي ذكرياتي الجميلة في جدة".. ومضيت. اليوم قرأت تلك الكذبة الكبيرة.. فآثرت أن أكتب لك لا لأذكرك بالحكاية، بل لأقول لك : "تذكر كلمتك حين تنهي جدلا عقيما: (ويكفي)، تابع ما تقوم به أنا أقرؤك.." أخوك خالد .
ويكفي . |