المنتديات الموقع العربي الموقع الانجليزي الهلال تيوب بلوتوث صوتيات الهلال اهداف الهلال صور الهلال
العودة   نادي الهلال السعودي - شبكة الزعيم - الموقع الرسمي > المنتديات العامة > منتدى المجلس العام
   

منتدى المجلس العام لمناقشة المواضيع العامه التي لا تتعلق بالرياضة

إضافة رد
   
 
LinkBack أدوات الموضوع طريقة عرض الموضوع
  #1  
قديم 05/08/2001, 05:19 PM
زعيــم فعــال
تاريخ التسجيل: 12/04/2001
مشاركات: 307
Unhappy حديث الدموع !!!!!!

شئ من الواقع
بقلم: سعاد حلمي
لسبت 11 نوفمبر (تشرين الثاني) 2000م

استقبلت أختي زيارتي لها غير المتوقعة بشيء من الدهشة التي يشوبها القلق. سألت. وأجبت: "لدي هواجس أتمنى أن تخيب، يخيل إلي أن زوجي جلال يخونني". توقعت صرخة استنكار منها، فقد كانت أكثر الناس علما بقصة الحب المتبادل بيني وبين جلال قبل الزواج وبعده، لكنها لاذت بصمت غريب. ثم قالت: "ما الذي جعلك تظنين ذلك؟". رددت: "مجرد إحساس، أقسم لك ليس هناك ما يدعوني إلى الشك، جلال كالعهد به" بعصبية قاطعتني قائلة: "أعتقد أنك محقة في هواجسك يا نسمة، أعني أن قلب المحب دائما دليله، وأنت طول عمرك ذات شفافية غريبة". هززت رأسي وعيناي لا تفارقان تعابيرها المرتبكة وقلت: "أرجوك افصحي" تعلقت نظراتي بها وهي تقول: "ظننتك عرفت، لكنني اكتشفت أنك مدفوعة بمجرد أحاسيس. يا ستي زوجك بالفعل على علاقة بأخرى، وزوجي رآه معها في كافيتيريا سميراميس". قلت ذاهلة: "ربما كانت زميلة عمل" صاحت: "لا يا نسمة، لا تغرقي نفسك في تعليلات غير صحيحة. من الأفضل مواجهة الحقيقة مهما كانت مرة. جلال على علاقة بهذه الفتاة منذ حوالي أربعة أشهر". قلت عاتبة: "وأخفيت عني؟" ردت: "أحيانا يكون الإخفاء رحمة، بخاصة إذا كان هناك أمل في أنها مجرد نزوة. وقد كنت وزوجي نأمل أن يتغلب جلال على حماقته… و…" ولم أسمع بقية كلامها، صدمت؟ كلا كنت أحس لكنني كنت أتساءل لماذا؟. وانتشلني صوت أختي من شرودي، كانت تسأل: "ماذا تنوين؟". لم أكن في حاجة لفهم ما يجول في خاطرها، رغم أخوتنا وصداقتنا كنا مختلفتين. قلت: "أعرف أنك لو كنت مكاني ما ترددت في طلب الطلاق أو حتى الخلع، لكنني لن أفعل، مستحيل". قالت مغيظة: "حتى لو صارحتك بأن العلاقة أقوى مما تتصورين؟". قلت بإصرار وعذاب معا: "من جانبي لن أطلب طلاقا ولن أسعى إلى خلع". قالت متهكمة: "وتنتظرين حتى يطلقك هو من أجل الأخرى؟". قلت"لا يهمني تصرفه قدر ما يهمني أن أتصرف أنا بما يمليه على قلبي وضميري وواجبي، أنا أحب جلال. هذه حقيقة لا يمكن أن يلغيها علمي بأنه عرف أخرى. وجلال هو والد ابنتي التي من حقها علي أن أعمل على استقرار حياتها. ثم هل تعتقدين أنني من النوع الذي يستسلم للهزيمة بهذه السرعة؟ إن من واجبي الدفاع عن حبي واستقراري، أبدا لن ألقي سلاحي بهذه البساطة. هي معركة شاقة لكن لابد لي من خوضها".

عدت إلى البيت بقرار حاسم، بضرورة مواجهة صريحة هادئة بيني وبين زوجي، انتظرت حتى آوت وحيدتنا إلى فراشها، وانفردت به، موقف صعب، قاس، لم أكن أية زوجة، ولم يكن أي زوج، بيننا قصة حب كبير. قلت والعذاب يطحنني: "جلال لقد عرفت، ولست ثائرة عليك قدر ما أنا عاتبة. توقعت أن تكون أول من يخبرني بحكم ما تعاهدنا عليه من الصراحة". شحب وجهه. أطرق. ولم يحاول الإنكار. احترمته. قال بصوت مرتبك: "لم أكتشف أن ما تعاهدنا عليه من الصراحة المطلقة يمكن أن يكون محالا إلا في هذا الأمر. حاولت وعجزت". قلت: "كان عهدنا مطلقا. وكنا نعرف أننا به نركب الصعب". قال: "صحيح. لكننا لم نضع في اعتبارنا أن هذا الذي حدث يمكن أن يحدث". وسكت. صدق في ما زعم. ما تصورنا أننا بالذات يمكن أن نتعرض لهذا الموقف. كنا واثقين، مطمئنين. قاومت دموعي. لم أشأ الظهور أمامه ضعيفة. وما سمحت لنفسي بأن أسترده شفقة وعطفا. سألته: "ما الذي عزمت عليه؟" أسرع يرد بحماسة: "ثقي بأنني لم أفكر لحظة واحدة في طلاقك يا نسمة". قلت: "لكن تذكر أنني أرفض أن تشاركني حياتك أخرى". قال: "هذا أيضا لم أفكر فيه". قلت بدهشة: "إذن ما هي حقيقة علاقتك بهذه الفتاة؟" استدار بوجهه ناحيتي، الحيرة، القلق، الضياع، الألم، كلها معان نطقت بها ملامحه. رغم الطعنة في قلبي تملكتني الرغبة في ضمه إلى صدري لعلي أستطيع انتشاله من ضياعه. وسمعته يهمس بخزي: "أنا أحبها يا نسمة. أنا أيضا أحبك. لا أستطيع الاستغناء عنك ولا…" أكملت أنا بلهجة تقطر مرارة: "ولا عنها تريد الاحتفاظ بكلتينا في حياتك". صاح: "لا.. بل أبحث عن الحقيقة. عن نفسي. أريد أن أتخذ قرارا صادقا". مرة أخرى واجهني بوجهه الغارق في الحيرة والدهشة والألم. ومرة أخرى تمنيت لو أستطيع أن أنتشله من ضياعه. سمعته يقول: "امنحيني فرصة لاكتشاف الحقيقة. لا أستطيع أن أعدك بشيء إلا عدم مفاجأتك بأي قرار".

اتخذنا عدة قرارات في تلك الليلة، أهمها ألا تشعر وحيدتنا باضطراب علاقتنا، وأن أنام في حجرة الضيوف وحدي. دهشت أختي لموقفي. قالت متهكمة: " هو الآن في وضع أفضل. أصبح على علاقة بالأخرى بعلمك". قلت: "لا أريد إكراهه على شئ". صاحت: "وأعصابك. وكرامتك". رددت: "أعصابي بالفعل تحترق. لكن كرامتي لم تهدر. أنا لا أتصرف فقط كزوجة، لكن كامرأة تحب. ومن تحب لا تيأس سريعا". قالت: "لا أومن بحب من طرف واحد. إنه المذلة بعينها". قلت: "قد تدهشين إذا صارحتك بأنني أصدقه في أنه مازال يحبني". قالت مستخفة: "يحبك ويحب الأخرى. يا للمهزلة".

ما لاشك فيه أنني كنت أتعذب. أحيانا كنت أتهمه بالأنانية. ماذا يضيره؟ تتنافس عليه امرأتان. لكنني لا أكاد أتأمل وجهه الغارق بتعابيره في الحيرة والضياع حتى تذوب انفعالاتي، وأطالب نفسي بالمزيد من الصبر بخاصة أنه لم يستغل معرفتي بالحقيقة، وظل مواظبا على مواعيد عودته إلى البيت. ولم يقصر في مسؤولياته المادية، ولم يسئ قط معاملتي.

حل الصيف. اعتدنا قضاء شهر الإجازة في مارينا. تعلل بأعذار كثيرة لعدم مرافقتي وابنتنا. فهمت أنه لا يرغب في البعاد عن الأخرى وأن كفتها بدأت ترجح لديه. حزمت أمري وقلت له: "سأسافر وابنتنا لكن بعد عودتنا من مارينا لابد من وضع النقاط على الحروف. ومادامت هي مازالت على علاقتها بك رغم علمها بأنك زوج وأب، فهي فتاة لا…" قاطعني قائلا: "أرجوك إنها مثلي ضحية الظروف التي جمعتنا" أخرستني كلماته، يدافع عنها، كانت أختي إذن على حق. كان لابد لي من الانتصار لكبريائي منذ البداية. سافرت وابنتي وحدنا. حاولت إخفاء الحقيقة عنها لكنها لاحظت دموعي. كانت تسأل وتلح وعجزت تماما عن مواجهتها بالحقيقة، بأن والدها على وشك الخروج من حياتنا. وذات صباح فوجئت بمكالمة هاتفية من أختي. قالت: "جلال أصيب في حادث سيارة. ونقل إلى المستشفى. وهو الذي اتصل بنا ورجانا إخبارك. زرته وزوجي. حالته صعبة". وسكتت. ثم قالت: "أحب أن أعرفك بأن الأخرى كانت معه في السيارة. إصابتها خفيفة". أحسست بالدوار. ثم تماسكت وقلت بإصرار: "سأعود".

وصلت إلى المستشفى. وجدت أختي وزوجها في استقبالي وعلى وجهيهما القلق. علمت الحقيقة. كان جلال في حجرة العمليات لبتر ساقه التي قرر الأطباء أنه لابد من بترها إنقاذا لحياته. مالت أختي على أذني هامسة: "هي. إصابتها سطحية. كانت ترغب في الخروج منذ البارحة لكن الأطباء استبقوها زيادة في الحرص. هاهي ذي. تلك التي تتحدث مع الممرضة". استدرت. كانت تتكلم بعصبية وبصوت مرتفع: "أنا بخير. ولا داعي لبقائي". قالت الممرضة: "اعتقدنا أنك راغبة في الاطمئنان على…" قاطعتها قائلة: "أفراد أسرته معه. لا داعي لوجودي. سأطمئن عليه في ما بعد. ثم إنني مرتبطة بالسفر إلى بيروت غدا لزيارة أخي هناك. لابد من خروجي".

نسيت أمرها تماما. حياة جلال كانت أهم من كل التفاصيل. مدة يومين ظللت بجانبه لا أفارقه نهارا أو ليلا، وهو في غيبوبة. هي لم أسمع أنها سألت عنه بأية وسيلة. سافرت دون أن تطمئن على من فقد ساقه. وحينما فتح جلال عينيه. ابتسم وهو يردد اسمي. ثم تلفت بنظراته. خيل إلي أنه يبحث عنها. طعنة جديدة. حتى وهو بين الحياة والموت يفكر فيها. ويفتقدها. عزمت على إنقاذه من الصراع بعد تمام شفائه بأن أختفي من حياته لأتركه للأخرى.

عدت إلى بيتي لأول مرة بعد عشرة أيام لم أفارق خلالها جلال. كنت في حاجة للانفراد بنفسي. أخذت أعد الكلمات التي سأعلن بها قراري النهائي مع تمنياتي له بالسعادة مع الأخرى حينما تعود من سفرها. ورجعت إلى المستشفى عصر اليوم نفسه للاطمئنان. وجدت جلال على مقعد متحرك. استقبلتي بلهفة. قال: "هذا خطاب أريد منك أن تلقيه بنفسك في صندوق البريد. إنه لها. اقرئيه. لقد اكتشفت خلال محنة مرضي أنني لا أريد سواك ولا يمكن أن أسعد مع غيرك". قلت: "هل اتخذت هذا القرار لأنها سافرت وتركتك وأنت في حالة حرجة". صاح: "سافرت؟ إلى أين؟". قلت إلى بيروت لزيارة أخ لها". حملق في وجهي. ثم استغرق في الضحك. وقال: "ليس لها أخ في بيروت. كانت مجرد حجة لتنسحب بعد أن عرفت أنني فقدت ساقي. لا ألومها على لأية حال. إنها صغيرة وجميلة. فلماذا تربط حياتها بمثلي؟". وسكت. ثم عاد يقول: "أقسم لك. لم يكن قراري ردا على موقفها. لقد كنت أحدثها في ذلك حينما وقعت الحادثة. حاولت هي إقناعي بالعدول. لكن القدر سبقها". ومرة أخرى سكت. بعد فترة قال: "نسمة. أنا أخطأت. ونادم على كل شئ. هل أطمع في تسامحك؟".

لم أرد بالكلمات. فلأول مرة منذ أن بدأت هذه المحنة. تكلمت بدموعي.
اضافة رد مع اقتباس
   


إضافة رد


قوانين المشاركة
غير مصرّح لك بنشر موضوع جديد
غير مصرّح لك بنشر ردود
غير مصرّح لك برفع مرفقات
غير مصرّح لك بتعديل مشاركاتك

وسوم vB : مسموح
[IMG] كود الـ مسموح
كود الـ HTML مسموح
Trackbacks are مسموح
Pingbacks are مسموح
Refbacks are مسموح



الوقت المعتمد في المنتدى بتوقيت جرينتش +3.
الوقت الان » 06:07 AM.

جميع الآراء و المشاركات المنشورة تمثل وجهة نظر كاتبها فقط , و لا تمثل بأي حال من الأحوال وجهة نظر النادي و مسؤوليه ولا إدارة الموقع و مسؤوليه.


Powered by: vBulletin Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd

Google Plus   Facebook  twitter  youtube