المدرب أليكسندر في حديث منفرد بعد إنجازه مع الفريق الأولمبي:
الهلال هو منطلق الشهرة للمدرب البرازيلي والقنوات التلفزيونية أصبحت تلاحقني
* حوار - عبدالعزيز العبيد:
قدم مدرب الفريق الأولمبي الهلالي البرازيلي أليكسندر شكره للإدارة الهلالية على ثقتها به وتسليمها إياه مقاليد العمل في الفريق وقال بهذا الصدد (كنت أحلم بالحضور للمملكة والعمل فيها لأنه مكان يمكنك من أن تظهر عملك فيه وإمكاناتك أيضاً) مدللا على ذلك بأن أغلب المدربين الكبار في البرازيل اشتهروا بعد أن عملوا في المملكة. وقال عن سبب شهرتهم هذه وهي التي يصبو لأن يحققها (إذا عملت في الخارج وعدت إلى وطنك ستجدك في مكانة أفضل وخصوصاً في حال حققت إنجازات جيدة فهي مما يرفع قيمة المدرب ثم ان المتابعة للمدرب خارج وطنه تكون أكبر إعلامياً - مستشهدا بالمثل المعروف - لا كرامة لنبي في وطنه).
وقال اليكسندر أيضاً إنه معروف لدى الناس في الرياض أكثر مما هو معروف في البرازيل التي تقف حدود شهرته فيها على الوسط الرياضي بعكس الأمر الحاصل هنا حيث يحد ذلك واضحاً عندما يسير في طرقات الرياض ومقابلة الجماهير خارج أسوار النادي.
اليكسندر أوضح العديد من الأمور والأفكار في حوار أجرته الجزيرة معه بعد حلوله ضيفاً عليها.
* ماذا عن شهرتك في البرازيل الآن؟
- لقد أصبحت أتلقى اتصالات وطلب مقابلات إعلامية للراديو والصحف وأيضاً اتصالات ممن يرغب في تقصي أخباري ونشرها في الصحف البرازيلية كما يحدث في أغلب المدربين الذين يعملون في الخارج ولأدلل على هذا الامر فقد سبق لزوجتي ان هاتفتني لتخبرني بأن قناة جلوبو - إحدى كبرى القنوات التلفزيونية في البرازيل - عرضت تقريرا خاصا عن الفريق الهلالي والنجاحات التي يحققها مع البرازيليين مدربين ولاعبين وتحدثت في تقريرها بأن ريفالينو لعب للهلال وعن تواجد اخصائي العلاج المعروف بيرنابوك وللمعلومية فالهلال مشهور جدا في الوسط الرياضي البرازيلي فقبل مجيئي للمملكة أخبرت المدرب بوركيبيو عن العمل في المنطقة فسألني عن اسم النادي الذي سألعب له فأخبرته بأنه الهلال ليقول لي: أذهب ولا تحاول حتى مجرد التفكير في ذلك غادر مباشرة ووقع معهم.
والواقع بأنه عند حضوري في نهائي الدوري للرياض عرفت الحجم الطبيعي لجماهيرية هذا الفريق ومكانته في هذا البلد.
* وماذا عن تجربتك مع الفريق الأولمبي؟
- عندما حضرت لم أكن أملك معلومات عن الفرق التي أقابلها والاستعداد لم يسبق البطولة بمدة كافية - فقط 11 يوماً - قبل أول مباراة وكنت أخبر اللاعبين عندما شاهدت مستوياتهم بأنهم يملكون الإمكانات للفوز بالبطولة ولكن أبرز ملاحظاتي اني وجدت اللاعبين بلا ثقة بما يملكون بسبب صغر أعمارهم وعملت على تجانس الفريق بشكل تدريجي وبعد ان جاء الفوز على النصر أصبح الناس يثقون بهم وكذلك زادت ثقتهم بأنفسهم هم أيضاً.
* ماذا عن الفوز بالبطولة هل أنت سعيد بها؟
- بالتأكيد أنا سعيد بالفوز.
* على الرغم من أن فريقك لم يشارك في المباراة النهائية؟
- كان لدي معرفة بأهمية لاعبي الفريق الاول ومشاركتهم في المباراة ولكني كنت أرى بأن يلعب بعض لاعبي الفريق الأولمبي لأن المشروع المهم لدينا هو تجهيز لاعبين للفريق الاول واكتساب الخبرات بصفتها مباراة نهائية وعموما أنا راض تماما فحتى الخبرات يتم اكتسابها أيضا من مباريات الديربي وهو ما حصل أمام النصر.
* ألم يغضب لاعبوك على عدم مشاركتهم وتتويج جهودهم بأنفسهم؟
- كانت أمنية بعض اللاعبين الاشتراك في هذا اللقاء بالفعل والاستياء كان متفاوتا من لاعب لآخر ولكن الأمر لم يكن محبطا لهذه الدرجة وأنا أشكر إدارة نادي الهلال على تحفيزها للاعبين بالمكافآت التي جاوزت في رقمها مكافآت اللاعبين الذين خاضوا النهائي وكذلك دعمها المعنوي للاعبين الذين أشعروا بأهميتهم بسبب تعامل الإدارة الحكيم معهم.
* وما هي أصعب اللحظات التي مرت عليك خلال البطولة؟
- الأولى كانت أمام القادسية في المباراة الأولى بالدمام فقد كنا خاسرين في شوط المباراة الأول ولم يكن لدي فكرة عن شعور اللاعبين خلال هذا الوقت ومعنوياتهم في التعامل مع الشوط الثاني ولكنهم أظهروا مقدرة كبيرة وكان البدلاء جيدين أيضاً واستطعنا التعويض.
أما ثاني اصعب اللحظات فقد كانت قبل مباراة النصر الأولى بيومين فهي الأولى للاعبين في مباراة ديربي قوية أمام جماهير ناديين كبيرين والحمد لله استطعنا الفوز فيها.
وكذلك قبل النهائي فقد كانت هناك صعوبة في التعامل النفسي مع اللاعبين الذين لم يلعبوا واقتناعهم بأنهم يملكون المستقبل بدليل وصولهم للنهائي وتحقيقهم لانتصارات مهمة.
* بصراحة ألم تتمنى أن تخوض النهائي أنت أيضاً؟
- كنت أتمنى أن أنهي العمل الذي بدأت به ولكن هناك أمور ليست بيدي وما كان أمامي فعله هو أن أغضب وأرفض العمل أو أعمل على تحقيق البطولة بغض النظر عن موقعي وتحقيق مصلحة النادي وأن أكون قدوة جيدة للاعبي فريقي واخترت الأخير والمهم في النهاية ان ينتهي عملي بشكل جيد.
* وكيف تم التعامل مع باكيتا بهذا الخصوص؟
- شاهدت الأهلي في المباريات التي لعبها وسجلت نقاط القوة والضعف قبل اللقاء لمناقشتها مع باكيتا وفي التمارين السابقة للنهائي اقتسمنا اللاعبين فعملت أنا مع مهاجمي الفريق وعمل باكيتا مع لاعبي الوسط والدفاع وفي اثناء المباراة كنا نتناقش عن مواقع اللاعبين وأدائهم ولو كان الفريق الأولمبي هو من يلعب لكنت أنا المدرب والقرارات لي فنيا ولكن بحكم ان الفريق الأول هو من خاض اللقاء فقد كنت أعطي رأيي وباكيتا هو من يقرر وتعاملت معه كما أحب أن يتم التعامل معي لو حصل لي نفس الموقف.
* كان هناك استياء من تأخر باكيتا في التغيير بماذا كنتم تفكرون؟
- كنا نتناقش في إجراء التبديل بعد الطرد الأهلاوي ولكن طرد الخثران أربك حساباتنا وكان المهم هو تغطية الفراغ الذي حصل في الدفاع لذلك كان التغيير الأول إجبارياً ولكن التغييرات الأخرى كان مخططاً لها وآتت ثمارها جيداً ان كنت تقصد تأخر التغيير فذلك عائد لتخوفنا من استمرار المباراة لأشواط إضافية وحصول أمور قد تربك الفريق وحصول ما لا تحمد عقباه ولذلك تأنينا فيها وأعتقد بأننا كنا موفقين في النهاية.
* وماذا عن التوقيت الحالي هل ستكون مساعداً لباكيتا في المسابقات الأخرى؟
- كلا سأستمر في عملي مع الفريق الأولمبي فنحن نملك خططنا مع الفريق حيث نسعى لتطبيق برنامج يطور من النواحي الصحية للاعبين من ناحية العضلات وكذلك الإمكانات الجسدية لهم عدا البرامج التطويرية للمهارات والنواحي الفنية وكذلك العمل على لعب دورات كروية خارج المملكة وعندما نجد لاعبا جاهزا للفريق الأول سنسلمه لباكيتا فوراً.
* ستطور من الأداء الفني والمهاري ألا تعتقد بأنكم تبنون من الأعلى ومن المفترض أن يكون هذا الأسلوب في الناشئين والشباب والمدرسة وان يصلكم اللاعب جاهزاً؟
- إنه سؤال ذكي لتعلم أولاً بأن اللاعبين الذين معي يعدون تكملة للفريق الأول وسيعودون إليه في أي وقت وما يجب علينا أن نفعله هو العمل مع اللاعبين صغار السن وعموماً في المستقبل لن يدخل في فريقي سوى اللاعبين الأقل من 22 عاماً لأعمل على تجهيزه بشكل جيد.
وما أريد إضافته هو أن طبيعة عملي هي أن أشاهد لاعبي درجة الشباب ومبارياتهم وتدريباتهم واللاعبين الذين باستطاعتهم أن يختصروا الوقت وينتقلوا للفريق الأول مباشرة لجودة إمكانياتهم ولا يحتاجون إلى أن يلعبوا في مرحلة الفريق الأولمبي.
* وبصفتك خبيراً في تطوير اللاعبين الذي هو عملك الرئيسي هل أنت راض عن أسلوب عمل الهلال في الناشئين والشباب؟
- لي وجهة نظري بهذا الخصوص وسأطرح مرئياتي كاملة على إداريي النادي والمسؤولين فهناك طرق أخرى من الممكن أن تنفذ مع اللاعبين لتكوينهم والمهم ان تكون هذه البرامج شاملة من المدرسة وحتى خروج اللاعب للفريق الأول وما لاحظته هو ان الناشئين يسيرون بطريقة تختلف عما يسير عليه لاعبو درجة الشباب عنها في الفريق الأولمبي والفريق الأول فهرم العمل الفني مفكك وليس مترابطا ومتماسكا كما يجب ان يكون فحتى تحصل على لاعب جيد بعمر 18 عاماً وبمستوى يؤهله للعب في أوروبا يجب أن يكون هناك إشراف فني عام على الدرجات السنية من المدرسة وحتى الأولمبي وعلى مدرب الأخير ان يشاهد ماذا يعمل كل مدرب مع لاعبيه لأن النقص سينعكس عليه في المستقبل وإعداد اللاعب على هذا النهج يجب أن يبدأ من سن الثالثة عشرة ويدرب على اللعب في جميع المراكز في هذا العمر وتراعى تطبيق برامج نفسية وفنية ومهارية في أساسيات الكرة والتحرك والتمركز ومعرفة مهامه ومتى تحرك ويساند ومتى يساعد الدفاع وكذلك يجب تطبيق برامج صحية على الأسنان والعضلات.. الخ، وفي رأيي بعد تطبيق مثل هذا البرنامج انني سأصبح ممتازا عندما اخرج ثلاثة لاعبين (سوبر) وخمسة لاعبين متكاملين فنيا كل ثلاث سنوات ويقودون النادي حتى يتم تجهيز لاعبين مثلهم لنفس المدة لخلقنا فريقا يستطيع ان يبقى قويا لمدة تفوق العشر سنوات وتجديده أيضاً.
كما ذكرت لك العمل في الفئات السنية يجب أن يبنى على معرفة كل مدرب بعمل المدرب الآخر وان يصبح مكملا له.
* حالياً كم لاعباً ترى بأنه سيخدم النادي من فريقك في المستقبل؟
- سأكون كاذباً ان قلت إن الفريق بكامله سيكون كما تقول ولكن لكل لاعب فترة يحتاج من خلالها للاكتمال وكل لاعب يحتاج إلى وقته الخاص.
نقاط من الحوار
* لاحظت شبها بين المدرب ونجم الهلال سامي الجابر عن قرب وخصوصاً عند ابتسامته وعندما أخبرته بذلك قال لي إنني ثالث شخص أقول له هذا الكلام بعد عبدالعزيز الهليل مدافع الفريق الذي يناديه بسامي دائما وأحد مشجعي النادي أيضاً ولكنه أضاف مازحاً (أعتقد أنني أجمل من سامي).
* أشرف المدرب في البرازيل في تجهيز عدد من مشاهير اللاعبين في الدرجات السنية وهم: مايكون - ظهير - موناكو الفرنسي حالياً.
جوميز - حارس مرمى - ايندهوفن الهولندي.
لويزاو - مدافع - بنفيكا البرتغالي (تم اكتشاف موهبته من قبل اليكسندر بعد مشاهدته لنصف ساعة في التدريبات).
كليبر - ناسيونال البرتغالي.
ماكسويل - ظهير أيسر - أجاكس الهولندي.
رونالدو - مهاجم - ريال مدريد (يقول اليكسندر انه أعظم لاعب دربه وكان ذلك في درجة الشباب في كوروزيرو وتم العمل معه لموسم واحد فقط قبل ان ينضم للفريق الأول وهو في السابعة عشرة من عمره ويقول إنهم كانوا يركزون على تعامله مع الكرة في الانطلاق نظراً لسرعته الخارقة).
* قال إنه يعرف البرازيلي جويلسون المحترف الثالث مع الهلال جيدا فقد دربه في درجة الشباب مع نادي كوروزيرو ثم في عدة فرق بعد ذلك في الفريق الأول وامتدح مستواه وأوضح أنه قادر على اللعب في مراكز الهجوم والوسط المهاجم وانه يمتاز بالقوة القتالية وأنه أوصى أحد الأندية التي دربها في البرازيل بالتعاقد معه ليحققوا له رغبته.
* أوضح أنه يعمل على تعلم اللغة العربية في الوقت الحالي حتى يتواصل مع اللاعبين ولكن بمجهود فردي حيث لم يجد معلما خاصا وأنه يدرس الدين الإسلامي أيضاً - حتى يفهم طبيعة المعيشة هنا واعتقادات الناس وحتى يطور من ثقافته الشخصية أيضاً.
* قام بدور الترجمة مشكوراً الوسيط الحالي ومترجم النادي السابق محمد العايد.
أوضح أنه يعمل على تعلم اللغة العربية في الوقت الحالي حتى يتواصل مع اللاعبين ولكن بمجهود فردي حيث لم يجد معلما خاصا وأنه يدرس الدين الإسلامي أيضاً - حتى يفهم طبيعة المعيشة هنا واعتقادات الناس وحتى يطور من ثقافته الشخصية أيضاً.
المدرب أليكسندر في حديث منفرد بعد إنجازه مع الفريق الأولمبي 
الوضع العادي
