هذا هو المقال المقصود :
من القلب
المنشطات.. آفة الرياضة!!!
صالح رضا
المنشطات المستخدمة من قبل الرياضيين هدفها ببساطة هو زيادة كفاءة الرياضي ورفع مستوى لياقته البدنية بوسيلة صناعية لا تقرها الروح الرياضية ولا تقرها الأهداف الرياضية التي من أجلها وجدت الرياضة وبالتالي وجد التنافس الرياضي الشريف. وعرفت المنشطات لرفع الكفاءة الرياضية بنوعين أحدهما يقوم على تنشيط الدم ويعرف (Blood Doping) ويهدف ذلك إلى زيادة الأكسجين بالدم إلى أعلى درجاته مما يؤدي إلى رفع القدرات البدنية لمستواها الأعلى.. وهذه الطريقة ببساطة تتركز في أن دم الرياضي وبعد بذل مجهود عال من العطاء البدني يصبح الأكسجين المحمول بالدم أقل من المعتاد؛ لذا يمكن أخذ دم من الرياضي نفسه أو من شخص سليم ومعافى وتكون نسبة الأكسجين عالية من خلال زيادة تركيز الهيموجلوبين (HB) ثم تحقن للاعب قبيل المباراة، ما يتيح له الحصول على الطاقة القصوى. وقد أدرج هذا المصطلح ضمن المنشطات واعتبر محظوراً اللجوء إليه اعتباراً من عام 1984م من قِبَل اللجنة الأولمبية الدولية.
أما النوع الآخر فهو أكثر فعالية وأكثر خطورة، ويتمثل في المنشطات الكيماوية، وتؤخذ في شكل حقن أو حبوب أو سوائل، وهذه الأخيرة يسهل خلطها بالمشروبات، ومن الممكن تمريرها على فريق ما وتناولها من الرياضيين دون علمهم ودون موافقتهم.
والتنشيط الكيماوي هو أخطر أنواع التنشيط الذي يلجأ إليه بعض الرياضيين وبعض الفرق خصوصاً في ألعاب القوى للأفراد أو في فرق كرتي القدم والسلة للمجموعات. والمنشطات الكيماوية هي على نوعين أحدهما يركز على الجهاز العصبي ككل فلا يشعر المتعاطي بالتعب بل تعطيه طمأنينة (كاذبة) قد يدفع اللاعب المتعاطي ثمنها غالياً.. فالشعور بالتعب هو طبيعة إلهية لكي يلائم الكائن الحي - سواء كان إنسانا أو حيوانا أو غيره - مجهوده الذي يبذله على حسب قدراته.. وعلى العموم هذه المنشطات هي الأكثر انتشاراً. أما النوع الآخر من المنشطات الكيميائية فهو الذي يساعد العضلات على التمدد والمرونة ما يتيح للرياضي الحصول على دعم صناعي لجهازه العضلي .. وهذه الطريقة هي أقل انتشاراً وأقل فعالية.
ومن سمات اللاعب المتعاطي للمنشطات ما يلي:
- تقديم مجهود وافر يفوق طاقته وطاقات الآخرين!.
- الاندماج في اللعب دون أن يظهر التعب والإرهاق على اللاعب المتعاطي، وهو ما عُرف عند البعض بروح الفريق!!!.
- النرفزة المصاحبة للتعاطي تكون ظاهرة على اللاعب المتعاطي.
- الاحتجاج الدائم على الحكام بمناسبة وبدون مناسبة.
- عدم إعطاء أية أهمية للحضور أو لراعي المباراة.
- عدم التفكير بالعواقب واستخدام الخشونة الزائدة.
- كبر حجم بؤبؤ العين.
- عدم القبول بإجراء الكشف عن المنشطات على اللاعب المتعاطي.
- محدودية قدرات اللاعب والفريق في حالة الكشف الجاد عن المنشطات وعدم تناولهم للمنشطات.
- شعور المتعاطي بالفوقية وبعده عن الروح الرياضية.
- الاعتماد الكلي على المنشطات وسقوط اللاعب المدمن في أي مشاركات دون تعاطيه للمنشط.
- الطلب المستمر والملح على النادي لتأمين مبالغ مالية إضافية له قبل المباريات وعقبها لتوفير قيمة الجرعات في حالة عدم توفيرها من قِبَل النادي.
ولعل الجميع يتذكر العداء الكندي بيل جونسون الذي حطم أرقام مسابقة العدو 100 متر وهي المسابقة الأصعب في أولمبياد طوكيو على ما أذكر، وبعد أخذ عينة منه ثبت تعاطيه للمنشطات وخسر ميداليته الذهبية التي ذهبت لعداء أمريكي كان قد حقق المركز الثاني. ومن طرائف تعاطي المنشطات هو ما حصل من رباع مجري في أولمبياد أثينا.. فقد أخفى عينة (بول) سليمة أعزكم الله وقدمها بدلا من (بوله) المشبع بالمنشطات وحصل على ميدالية ذهبية في أولمبياد أثينا بل وغادر إلى بلاده واستقبل استقبال الفاتحين إلا أن أحد الرباعين المجريين قد اكتشف أمره حين قام بتبديل العينة فألغيت جميع أرقامه الرياضية وعلى أثرها تمت مطالبة الربّاع الذي قد غادر للمجر بالميدالية الذهبية بالعودة لليونان للكشف عليه فماطل وتمنع فسحبت منه الميدالية الذهبية وأوقف عن مسابقات الأولمبياد.
نعود للداخل ونلاحظ جلياً أن هناك الكثير من الكلام السيئ عن لاعبين يتعاطون المنشطات وعن فرق تتعاطى المنشطات ومع ذلك لم نلحظ أية خطوات جادة لاتحاد كرة القدم للتأكد من هذا الاتجاه لمحاربة هذه الآفة في أنديتنا وملاعبنا.. فهناك فرق رفضت الكشف على لاعبيها، وهذا إثبات للتعاطي في كل الأعراف الرياضية، وهناك أيضاً لاعبون ثبت تعاطيهم للمنشطات كحارس الاتحاد الدوسري وجاءت ردة الفعل باردة من اتحاد القدم، وهناك صحف خارجية تتهم فرقاً سعودية تحديداً بتعاطي لاعبيها للمنشطات ومع ذلك الكل مرر الأمور وكأن المنشطات أمر محمود.. ولنا عودة لهذا الموضوع قريباً إن شاء الله.
-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-
مبروك للزعيم
البطولة الـ44 !!!
-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-
حقق الزعيم بطولته الرابعة والأربعين بكأس الأمير فيصل بن فهد - رحمه الله - عن جدارة واستحقاق رغم أن الفريق الأهلاوي قد ظهر بشكل منظم وتفوق في بعض أوقات المباراة على الزعيم وقاسم الهلال الإجادة والكر والفر.. ولكن دفاع الأهلي وكالعادة خذل الفريق. ونحن كمتابعين ومهتمين تعبنا ونحن نقول ونكتب ونرسل المراسيل ونوسط طوب الأرض للأهلاويين ومنذ أكثر من خمس عشرة سنة أن دفاعهم ينقصه قلبا دفاع من طوال القامة ومن القادرين على الارتقاء وإجادة ألعاب الهواء.. فهل هذه صعبة الفهم على الأهلاويين حتى تضيع منهم البطولة تلو البطولة؟.. ثم إلى متى يهدرون جهودهم وأموالهم وتطلعاتهم بعدم إيجاد لاعبين اثنين في قلبي الدفاع سواء المساك أو الليبرو؟.. ففي شوط المباراة الأول كاد الهلال أن يتخم شباك الأهلي عندما نهج الهلاليون الكرات المرفوعة التي يعجز دفاع الأهلي - كالعادة - عن عمل شيء لها غير تكحيل أعينهم بها فقط لا غير.. فقد كان قلبا الدفاع أقصر طولاً من رأس الحربة الهلالي المهاجم العنبر.. وقد تكرر المنظر أمام هريرا الاتحادي ومنجا الشبابي وغيرهم وغيرهم من مهاجمي الفرق الأخرى الأطول قامة والأكثر ارتقاء من دفاع الأهلي قصار القامة. والحقيقة لا علم لي على الإطلاق مَنْ الذي اختار لاعباً غير سعودي هو المغربي يوسف رابح قلباً للدفاع قصير القامة، وفي فريق جُلّه من قصيري القامة، وكأنه يريد أن يثبت أن كرة القدم هي كرة الأقزام في زمن العمالقة؟!. وفي مباراة الفاينل كان من حظ الأهلي أن يتخلى الهلاليون عن هذه الاستراتيجية ليفيقوا في نهاية المباراة ومن ركنية ورفعة جانبية حصل الزعيم على هدفين وكأس وبطولة هي الرابعة والأربعون.. ولو كانوا قد استمروا على رفع الكرات على المنطقة الأهلاوية الخطرة لأتخموا شباك الأهلي بأهداف لا حصر لها.
ونعود لدفاع الأهلي.. فعندما أُحضر بدره التونسي تمكن الفريق من الحصول على البطولة العربية، ومن غير وجود بدره كان الأهلي سيخرج من البطولة كعادته.. وعندما كان عبدالله سليمان هو الوحيد الذي يجيد ألعاب الهواء وحسن الارتقاء في دفاع الأهلي طالبنا بلاعب خبرة وإمكانات بجواره لنفاجأ ببيع عقده للهلال.. أشياء تفهم وأشياء لا تفهم.. لماذا الهلال والاتحاد والشباب يحرزون البطولات ولا يحرزها الأهلي؟؟ الجواب الذي يُعتبر لغزاً غير مفهوم من قِبَل الأهلاويين هو أن الهلال والاتحاد والشباب لديهم دفاع جيد يجيد الارتقاء وألعاب الهواء وطوال في القامة.. هذا هو السبب.. فهل هو صعب الفهم إلى هذا الحد؟!!. وهنا أقول للأهلاويين: لا تحمِّلوا اللاعبين أكثر من طاقاتهم؛ ففاقد الشيء لا يعطيه.. وكيف يجلب الأهلاويون لاعباً قصير القامة ويُطلب منه أن يلعب قلب دفاع في فريق سعودي يلعب في الممتاز؟.. فاللاعب متواضع وقصير ولا يجيد الارتقاء ولم أشاهد له أية كرة لعبها برأسه وتقولون عليه قلب دفاع؟؟.. كيف تأتي هذه؟!.. من يتحمل هذا الإحباط المتتالي للفريق الأهلاوي بسبب هؤلاء الأقزام؟!!!.
هذا، ولن أتحدث عن بطولة؛ فالزعيم بطولاته هي التي أصبحت تتحدث عنه وهي غنية عن كل كلام.. فالمجد والبطولات والكؤوس تعرف أن هذا الفريق الأزرق هو الزعيم وهو العملاق وهو المجد والماضي والحاضر والآتي.. ولا عزاء للمتخاذلين.
نبضات من الفاينل!!!
- على الأهلاويين إعطاء الفريق الرديف فرصة لخوض بطولة الدوري والإبقاء على حسين والمشعل والجحدلي وتيسير وصاحب والمسعد وجفين والعريفي.. ومع ألف سلامة للقاضي والجيزاني ويوسف فاضل وطقتهم!!!.
- الكرات المعكوسة على منطقة الثمانية عشرة الأهلاوية كانت تمثل خطورة على الأهلي ولم يستفد الهلال منها إلا من كرتين فقط في نهاية المباراة أحرز منهما هدفين قراحين!!!.
- لاعب الأهلي غير السعودي العريفي لاعب متمكن وماهر ولكنه يحتاج للدقة في تمريراته التي تذهب غالباً للخصم أو لخارج الملعب!!!.
- أيضاً اللاعب غير السعودي يوسف رابح ظلمه من سمح له باللعب قلباً للدفاع.. ففاقد الشيء لا يعطيه.. وعلى الناحية الأخرى كان المدافع الأجنبي في الهلال تفاريس يمثل مركز أمان في فريقه، وهناك فرق بين الفكر الكروي الهلالي والفكر الكروي الأهلاوي!!!.
- المدافع الأهلاوي غير السعودي يوسف رابح لم يلعب كرة واحدة برأسه.. فهل من سمات قلب الدفاع قصر القامة ومحدودية الارتقاء وعدم إجادة ألعاب الهواء وعدم لمس الكرة بالرأس؟!!.
في الحقيقة صدع رأسي من عدم قدرة الأهلاويين على حل مشكلة قلبي الدفاع جيلا بعد جيل!!!.
- تفاريس مارس كل أنواع الخشونة من انبراش وإسقاط الخصم والارتماء عليه والالتحام العنيف، ومع ذلك لم ينل ولو إنذارا أصفر.. وكان قد انبرش على أرجل القاضي فرد عليه وكان واجب الحكم طرد القاضي وإنذار تفاريس بالكارت الأصفر!!!.
- الحكم خليل جلال كان نجماً في المباراة رغم هفواته المقبولة مع حسن الظن والنية!!!.
خاتمة:
البطولات والكؤوس والإنجازات لا قيمة لها إطلاقاً متى ما كانت ناتجة عن تعاطي المنشطات سواء بعلم اللاعبين أو بدون علمهم.
تحياتي
منشطــات ..
الوضع العادي
