لقد ذكر ابن قدامة في كتابه(التوابين)..محطات إيمانية..

جاء رجل إلى العبد الصالح "إبراهيم بن أدهم" رحمه الله .. فقال.. يا أبا إسحاق..

إني رجل مسرف على نفسي بالذنوب والمعاصي.. فاعرض عليّ ما يكون زاجراً لي عنها.. وهادياً لقلبي.. فقال "إبراهيم"..

إن قبلت مني خمس خصال وقدرت عليها لم تضرك معصية قط..

ولم توبقك لذة!!..

فقال الرجل.. هات يا أبا إسحاق!!..

قال.. أما الأولى..

فإذا أردت أن تعصي الله عز وجل.. فلا تأكل رزقه!! فقال الرجل..

فمن أين آكل؟؟! وكلُّ ما في الأرض من رزقه!!

فقال "إبراهيم".. يا هذا أفيحسن أن تأكل رزق الله وتعصيه؟!!

قال.. لا!! هات الثانية..

قال "إبراهيم".. يا هذا إذا أردت أن تعصيهُ لا تسكن شيئاً من بلاده!!

فقال الرجل.. هذه أعظم من الأول!! يا أبا إسحاق.. إذا كان المشرق والمغرب وما بينهما له تعالى!! فأين أسكن؟؟!

قال.. يا هذا أفيحسن أن تأكل رزقه وتسكن بلاده ثم تعصيه؟؟!

قال لا!! هات الثالثة..

قال "إبراهيم".. إذا أردت أن تعصيه وأنت تأكل رزقه وتسكن بلاده..فانظر موضعاً
لا يراك فيه مبارزاً له فاعصه فيه!!

قال.. يا إبراهيم!! كيف هذا وهو مطلع على ما في السرائر والظمائر؟؟!

قال "إبراهيم".. يا هذا أفيحسن أن تأكل من رزقه وتسكن في بلاده وتعصيه
وهو يراك ويرى ما تجاهره به؟!!!

قال الرجل.. لا!!! هات الرابعة..

قال "إبراهيم".. إذا جاءك ملك الموت ليقبض روحك.. فقل له.. أخرني حتى أتوب توبة نصوحا وأعمل لله عملاً صالحاً.. فقال الرجل.. لا يقبل مني ولا يؤخرني!!!

فقال إبراهيم.. يا هذا!! فأنت إذا لم تقدر أن تدفع عنك الموت لتتوب.. وتعلم أنه إذا جاء لم يكن له تأخير.. فكيف ترجو وجه الخلاص؟؟!!!

قال الرجل.. هات الخامسة..

قال "إبراهيم".. إذا جاءتك الزبانية يوم القيامة ليأخذوك إلى النار.. فلا تذهب معهم!!!

قال الرجل.. إنهم لا يدعونني ولا يقبلون مني!!

فقال "إبراهيم".. فكيف ترجو النجاة إذن؟؟؟؟؟!!!!!!

فقال الرجل.. يا "إبراهيم" حسبــــــــــــي حسبــــــــــــــي!!!!!!!!!!!!!!

أنا أستغفر الله وأتوب إليه!! ثم لزمه وشاركه في العبادة والاجتهاد في الطاعات..

حتى فرق بينهما الموت!!.

أخــــــــــي/أختــــــــــي في الله.. إنها...!!



يا غافل!! يا لاهي!! يا منشغل بالدنيا ومعرض عن الآخرة!!

إلى متى سيظل الهوى يلعب بك؟؟ إلى أين تريد أن تذهب بأعمالك؟؟

لقد ذرفت العيون الدموع لك!! ورفعت الأيادي إلى الباري من أجلك!!

وقال رب البريات ((ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق))

وقال تعالى ((قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسم لا تقنطو من رحمة الله))

ومما زادنـــي شرفاً وفخراً.... وكدت بأخمصي أطأ الثريا
دخولي تحت قولك ياعبادي.... وأن صيــرت أحمد لي نبيّا

يااااااااااااااا..الله.. ماذي عساي أن أقول لك..

وبأي قدم أقف بين يديك.. وبأي عين أنظر إليك..

مهلاً.. مهلاً.. يا راكب العصيان..!!

فيا راكب العصيان ويحك خلّها.... ستحشر عطشاناً ووجهك أسود
فكـــم بين مشغــول بطاعة ربه.... وآخـــر بالـــذنب الثقيـــل مقيـــد
فهـــذا سعيد فـــي الجنان منعم.... وهذا شقـــيُّ فـــي الجحيم مخلد

شكرا على تذكيرك لنا

اللـــه يجــزاك خيـــر

جزاك الله خـــــير ..

والله يحسن ختــــامنــــــا