نادي الهلال السعودي - شبكة الزعيم - الموقع الرسمي - ( ( ( قـمـة فـي الأدب ولـكـن . . . ) ) )

بعـد الـتـحـيـة لـلـجـمـيـع /

* * * هـذه الحـادثـة أو الـقـصـة سمعـتها وحبيت خوفاً عـلى الجـميع لكـونـهـم أخـوانـا ولما لها من أثر أن أنقلهـا بدوري لكم في هـذا المنتدى لـيـكـون لنا جـمـيعا فـيهـا موعضة . . . ونفعـل كل ما بوسعـنا لتدارك ما فات . . .

عــــنــــوانــــهــــا

كأنت قمة في الأدب ولكن

هذا أحد الأشـخـاص ماتت أخته .. اعـتـصـر الألم قـلـبـه.. فهي شقيقة الروح . . . وسلوى الفؤاد . . . ليت الأعمار تهدى . . . لأعـطاها عـمره كله . . . ولكن لا مفر .

استرق نظرة حزينة إلى أمه . . . كانت بقايا إنسان . . . لم يدع لها الحزن قلبا ولا عقلا . . . أخذ يواسيها بعبارات لا روح فيها ولا طعم . . .

دخل عليهما في الغرفة عـمـه وقال له : هيا لـنـأخـذهـا لكي نصلي عـلـيـهـا فإكرام الميت دفـنـه . . . ما أصعـب الموت . . . وما أشد وطأته عـلى النـفـس . . . لم يشعُـر بنـفسه وهـو يحملها ثم يصلي عـلـيـهـا مع الناس ثم يحـمـلها مرة أخرى إلى المقـبـرة . . . فقد كان نـظـره عـلى النعـش لا يفارقه كأن ينـتـظر معـجـزة فـتـنهض أخته من موتها . . . ولكن سرعـان ما أجابه عـقـله وإيمانه : ( الموتى لا يعـودون ).

نزل إلى القبر يُـلحـده ويجهـزه وألـقـى نـظـرة أخـيـرة عـلى وجـهـهـا فـلـم يتمالك نـفـسـه . . . فـخـرجـت الـدمـوع تتبعها الزفرات .إلى أين يا أختي ؟ ؟ ؟ وكيف لا أراك مرة أخـرى ؟ ؟ ؟ واحتضنه من كان بقربه وهـو يواسيه . . . وأهـل الـتـراب عــلـيـها مع الناس . . . ولكنه لم يـكـُن يـدفـن أخته بل كان يدفـن قـلـبـه النابض . . .

وعاد إلى البيت لا تكاد تحمله قـدمـاه . . . وألقى بـجـسـده المنهـك عـلى أقـرب سرير . . . وأخذ يستعـيـد شـريـط ذكـرياته معـهــا ما أسـرع مضي الأيـام التي جمعـتهـم ببعـض وما أقرب الموت منا ونحـن لا نـشعـُر !!!
مد يده إلى جـيـبـه يـريـد أن يرى صورتها الصغـيـرة التي يحـتـفـظ بها في محفـظته الـخـاصـة , وبحـث عــن المحـفـظـة فــلـم يـجـدها !!! وقام يـتـسـأل بـشـدة أين هـي ؟
وبعد ما أسترجع ذكـرته تـذكـر أنها سـقـطـت منه أثناء الـدفـن ! وهـنـا سـحـب نـفـسـه متشفق للصورة وكأن يريدها بأي ثمن وبأي حال سحب نفسه مرة أخرى راجعاً إلى المقبرة . . . وبعد الذهـاب إلى الـمـقـبـرة .
حـس بوحـشـة . . . وسكون. . . وظـلام دامس . . . ولا أنيس ولا صديق . . . شعـر بالخـوف والـرهـبـة . . . ولكـنـه أصر واستجـمـع شـجـاعـته وتذكر صورة أخته التي يملكها في الـمـحـفـظـة وذهـب إلى الـقـبـر وشـرع في الـحـفــر بركـود . . . يبحث عـن المحــفـظة لعـله يـلـقـاها عـن قرب من الحـفـر الـبـسـيـط ، ولكن أضناه الـحـفـر وأخذ يتشجع بذكراه لأخته ، حـتى كاد يصل إلى جـسـد أخـتـه ، وعـنـدهـا وجـد المحـفـظـة،
ولكن ما إن التقطها . . . حتى شعـر بلـفـح النار يحرق يده وهي مـحـيـطـة بـجـسـد أخـتـه ، انتابه الفزع والخوف ، وبلغ الرعـب منه مبلغـه ، فخرج من المقـبـرة لا يلوي عـلى شيء ، أخته تعذب في القبر !!! لـمـاذا ؟ ماذا اقـتـرفـت يداهـا ، وسـيـطر عـلـيـه هـذا السؤال حـتى وصل إلى أمه فـصـرخ فـيـها صـرخـة شـديـدة متهالكة : أماه ما الذي فـعـلـتـه أخـتي ؟

استغـربت أمه السؤال واستـفـهـمـت نـظـراتـهـا مـنـه ، فـأخـبـرهـا بـكـامـل الـقـصة ، فـأجـابـتـه بـنـبـرة أم حـزيـنة . . . حـزيـنـة : أخـتـك كـانت مـؤدبة ومطـيعة يا بني ولكنها. . . ولـكـنـها . . . كـانت تـؤخـر الـصـلاة عـن وقـتـها دون أي عــذر .

أسال الله العلي الـقـدير أن يعـض قلوبنا وأن نتذكر في كـل حـيـن الموت ونـعـتـبـر من الذين سـبـقـونا . . . والله أسال أن يسكـنـا جـمـيـعـا والمسلمين فسيح جناته . . .

المعــذرة أن وجد خـطـأ أمـلائي في هـذه الكــتابة . . .

وتقـبـلـوا خالص الـتـحـايا العطرة والـتـقديـر , , ,