الأمير عبدالله بن سعد عام 1395هـ
ظل اسم رئيس نادي الهلال الراحل صاحب السمو الأمير عبدالله بن سعد بن فهد بن سعد بن عبدالرحمن آل سعود (1379ه - 1415ه) رحمه الله خالداً في تاريخ زعيم الأندية الآسيوية وفارس الكرة السعودية الأول.. وبقيت ذكراه العطرة حاضرة بقوة في عقول الهلاليين كباراً وصغاراً.. وشامخة في ذاكرتهم.. ومحبته عامرة في قلوب محبي الأزرق بعدما قاد ناديهم في عصره الذهبي الأول إلى تحقيق 9 بطولات غير مسبوقة في تاريخ نادي الهلال آنذاك خلال فترة رئاسته الاولى.
زرع أطول ابتسامة هلالية
وعلى مدى سبع سنوات متتالية (1404 - 1410ه) ابقى الرئيس «الطيب» عبدالله بن سعد الابتسامة مرسومة على الشفاه الزرقاء كما هي حالها اليوم.. حين بدأ فريقه العملاق رحلته مع المجد الكروي الهلالي باستعادة كأس جلالة الملك من براثن الأهلي بأربعة أهداف نظيفة عصر يوم الأحد (5/8/1404ه) بملعب الملز وتوج الأمير عبدالله بن سعد في ذلك اليوم بكأس بطولته الأولى بعد 16 شهراً من توليه كرسي الرئاسة من يد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد «طيب الله ثراه».
ثم ما لبث عقب عشرة أشهر ان نجح في قيادة الهلال لاسترداد لقب (بطل الدوري) في موسم (1405ه) بعد خمس سنوات من الغياب وأكد جدارته في الموسم التالي (1406ه) بالاحتفاظ باللقب بجانب احرازه كأس بطولة أندية مجلس التعاون أمام العربي الكويتي (1/صفر) في نفس العام.. وتعتبر هذه أول بطولة يحرزها نادي الهلال في تاريخه على المستوى الخارجي.
وفي موسم 1407ه واصل (هلال عبدالله بن سعد) مسيرته الذهبية الموفقة حينما توج بكأس الاتحاد على حساب الاتفاق من (2/صفر).. ثم العودة مجدداً للفوز بالبطولة المفضلة - بطولة الدوري - لموسم 1408ه تلاها احراز كأس جلالة الملك أمام النصر (3/صفر) في نهائي تاريخي شهدته جدة مساء الاثنين 17/10/1409ه ورعاه الأمير عبدالله بن عبدالعزيز «حفظه الله» نيابة عن الملك فهد «طيب الله ثراه».
ثم الفوز بكأس الاتحاد أمام القادسية (1/صفر) عام 1410ه بجانب تحقيقه بطولة الدوري للمرة السادسة في تاريخ النادي.. والرابعة في تاريخ إدارة الأمير الطيب عبدالله بن سعد «رحمه الله» فكانت هذه البطولة التي شهد مباراتها الأخيرة - ضد الرائد (8/صفر) - استاد الملز عصر الخميس 25/8/1410ه كانت البطولة التاسعة لإدارته الناجحة ومسك الختام لبطولات وجه السعد عبدالله بن سعد
أشهر تصريح لرئيس هلالي
واستحق سموه في ضوء تلك الإنجازات الذهبية والنجاحات المتلاحقة لفريقه.. لقب (وجه السعد الهلالي.. عبدالله بن سعد).
ولا تنس جماهير الهلال العريضة أشهر تصريح لرئيس مر على ناديها الأمير عبدالله بن سعد «رحمه الله» يوم أعلنها مدوية بعد ثلاثة انتصارات متتالية لفريقه في بطولتي دوري 1413 و 1414ه هزم فيها - النصر - غريمه الدائم ب (10) أهداف قائلاً: «إن منافسة النصر للهلال انتهت» وأحدث هذا التصريح القوي أصداء واسعة في الأوساط الرياضية وأثار حفيظة رجال النصر وظل حديث المجالس لفترة من الزمن.
أصغر وأنجح رؤساء الهلال
ويعود تاريخ ارتباط الأمير عبدالله بن سعد بخدمة نادي الهلال إلى أواخر عقد التسعينيات الهجرية وقبل أن يكمل عقده الثاني «رحمه الله» ودخل العمل الإداري رسميا (كما ذكر مؤسس الهلال الشيخ عبدالرحمن بن سعيد في مذكراته التاريخية التي نشرتها «الرياض»).. دخل كعضو مجلس إدارة في إدارة صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن ناصر «رحمه الله» بجانب صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن فيصل بن تركي بن عبدالعزيز «رحمه الله» وزياد شعث لاكمال النصاب الإداري بعد استقالة ثلاثة أعضاء هم: عبدالرحمن الحمدان وناصر بن جريد وعبدالعزيز الراشد وذلك في شهر رمضان من عام 1400ه.
ثم اختير الأمير عبدالله بن سعد نائباً للرئيس في عهد الإدارة التالية التي تولى رئاستها صاحب السمو الملكي الأمير هذلول بن عبدالعزيز في شهر محرم 1402ه وبعد عام ونصف تقريباً استقال عدد من أعضاء إدارة الهلال وبينهم الأمير هذلول فأعيد تشكيل إدارة الهلال برئاسة الأمير عبدالله بن سعد ليكون أصغر رئيس يتولى رئاسة نادي الهلال حتى تلك الفترة وعمره لم يتجاوز ال 25 عاماً وذلك بقرار رعاية الشباب الذي حمل الرقم (1000/1) وتاريخ 11/4/1403ه وضمت إدارته الشيخ عبدالرحمن بن سعيد - مؤسس النادي - نائباً، والشيخ عبدالله بن أحمد - رئيس الشباب السابق «رحمه الله» - أميناً للصندوق والأعضاء: حسام الزهير، عبدالعزيز الشايع، سلطان الشهيل، زياد شعث والأخير اعتذر ليرشح المهندس حمد العقيل بدلاً عنه وبعد مضي عدة أشهر استقال الشيخ عبدالله بن أحمد فرشح الأمير فيصل بن عبدالعزيز بن جلوي كعضو جديد ليتولى منصب نائب الرئيس وذلك في مطلع عام 1404ه. واستمر الأمير عبدالله بن سعد رئيساً للهلال حتى عام 1410ه حيث استقال لكنه لم يبتعد عن النادي فقد ظل يشرف على الفريق الكروي في تلك الفترة والتي تولى رئاسة النادي فيها مؤسس الهلال الشيخ عبدالرحمن بن سعيد لعامين أحرز الفريق فيها أول بطولة آسيوية لأبطال الدوري في تاريخه على أرض قطر يوم 16/6/1412ه ثم استقال (أبو مساعد) ليخلفه محمد مفتي قبل أن يعود الأمير عبدالله بن سعد «رحمه الله» إلى سدة الرئاسة الهلالية مرة أخرى في فترته الثانية التي بدأت في 19/4/1414ه وحتى منتصف يوم الاربعاء 30/4/1415 ه حيث لقي وجه ربه الكريم في ريعان شبابه «رحمه الله» اثر حادث مروري أليم بالقرب من محافظة المجمعة وهو في طريقه لحضور مباراة دورية للهلال مع النجمة في مدينة عنيزة كان مقرراً اقامتها يوم الخميس 1/5/1415ه.
«الهلال» فقط من يستحق أن توقظني لأجله! 
الأمير عبدالله بن سعد وحديث باسم مع لاعبي الهلال قبل إحدى المباريات العربية
شكل نادي الهلال عالماً آخر في حياة رئيسه الأمير عبدالله بن سعد وظل (الأزرق) هاجسه الأول حتى آخر يوم في حياته «رحمه الله» بعدما هام بعشق هذا الكيان العريق وسكنت محبته بين جوانحه منذ نعومة أظفاره.
ويقول عبدالعزيز العودة المدرب الوطني الهلالي من المواقف التي لا أنساها للأمير عبدالله بن سعد: انه كان يعطي مأمور سنترال قصره تعليمات مشددة بضرورة إيقاظه من النوم حال تلقيه أي مكالمة تخص نادي الهلال.
وكان تبريره - يرحمه الله - أن أمور النادي مهمة عنده ويكشف هذا التبرير حجم الحب الكبير في قلبه للهلال.
ويضيف العودة: تميز الأمير عبدالله كذلك بعطائه السخي مع اللاعبين وحرصه على مضاعفة مكافآتهم، ومن الجوانب التي تشدني في شخصيته - رحمه الله - قدرته الفائقة على شحذ همم اللاعبين قبل المباريات وقدرته كذلك في الوصول إلى نفسيات اللاعبين بجانب ما كان يملكه من قراءة جيدة من الناحية الفنية سواء للفريق أو المباراة.
لقد كان سموه قريباً جداً من اللاعبين وساعده على النجاح تقارب عمره مع معظم أعمارهم فكان يجالسهم في المعسكر كصديق ويلعب معهم (البلوت) ويتلمس مشاكلهم ويذلل الصعاب التي كانت تعترض سبيل بعضهم، لذلك أحبه اللاعبون وشعروا انه جزء منهم وحتى الآن يعتبرونه صديقا وقريبا لهم ويتجسد ذلك في أحاديثهم ومقابلاتهم الإعلامية وبخاصة اللاعبين الذين عاصروه - يرحمه الله .
منقول
وفاء لاينساه الهلاليون 
الوضع العادي
