بناءً على توجيهات خادم الحرمين الشريفين
اللجنة الزائرة للنيجر غادرت الرياض يوم أمس للوقوف على حجم كارثة المجاعة بالنيجر
* الرياض - ظافر القحطاني:
بناءً على توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله بتشكيل لجنة عاجلة للذهاب إلى جمهورية النيجر للاطلاع عن كثب على أوضاع الشعب النيجري غادر أمس الأربعاء مطار الملك خالد الدولي متجهاً إلى عاصمة النيجر ميامي رئيس جمعية الهلال الأحمر السعودي بالنيابة رئيس اللجنة الزائرة الدكتور صالح بن حمد التويجري والوفد المرافق له من مختلف القطاعات الحكومية والمختصين في أعمال الإغاثة والعون الإنساني، حيث سيقوم سعادته والوفد المرافق بالاطلاع عن كثب حسب التوجيه السامي الكريم على أزمة الغذاء التي تمر بها جمهورية النيجر نتيجة للجفاف وانتشار الجراد، ودراسة وضع خطة عاجلة لعون المسلمين هناك وإنقاذهم؛ بحيث يتم الاستفادة من تجارب المملكة السابقة في الحالات المماثلة من الإغاثة التي نفذتها سابقاً.
(الجزيرة) تلقي الضوء على بعض المآسي التي يعيشها الشعب المسلم في النيجر، حيث تعتبر النيجر ثاني أفقر دولة في العالم، إذ يعيش أكثر من 60% من سكانها البالغ عددهم 11 مليوناً تحت خط الفقر، ويشكِّل قطاع الزراعة المحرك الأساسي لاقتصاده الضعيف، ويعتمد حوالي 82% من السكان على هذا القطاع لكسب معيشتهم، وكانت الزراعة قد تأثرت في موسم 2004م بموجة حادة من الجراد والجفاف ضربت المواسم الزراعية والإنتاج الحيواني. وفي المناطق الزراعية فقدت مواسم الحبوب حوالي 15% من إنتاجيتها السنوية قياساً بمعدلات الخمس السنوات الماضية، وكانت هذه الخسائر متمركزة بشكل كبير في أفقر وأكثر المناطق فقداناً للأمن الغذائي، وتؤثِّر هذه الكارثة في هذه المناطق الفقيرة على حوالي 3.6 ملايين إنسان يواجهون أزمة نقص في الغذاء منهم حوالي 2.8 مليون غير قادرين على تأمين احتياجاتهم الأساسية من الغذاء وبالتالي بحاجة إلى مساعدات غذائية إغاثية عاجلة وهذا حسب نظام الإنذار المبكر التابع للحكومة.
برنامج الأغذية العالمي الأولي
في نوفمبر 2004 أصدرت الحكومة نداءً عاجلاً لتأمين مساعدات غذائية عاجلة، وقامت عدة منظمات منها برنامج الأغذية العالمي ومنظمة الأغذية والزراعة وغيرها بتقييم لأوضاع الإنتاج الزراعي في الربع الأخير من 2004م وكانت إستراتيجية البرنامج تتركَّز على حماية القدرات الذاتية ولدعم الأكثر تضرراً لتمكينهم من موجهة الأزمة وبسبب عدم توفر الموارد وتباطؤ وصول المواد الغذائية الإغاثية وصعوبة الشراء المحلي في المنطقة عامة، بما في ذلك مشروع البرنامج والآلية الوطنية، تأخر الرد على الكارثة ومع دخول الموسم في مراحله النهائية بدأت الأوضاع بالتدهور السريع مع فقدان الأمن الغذائي والجوع للملايين في المناطق المتضررة. وما بين 29 يوليو و6 أغسطس قام البرنامج بالنقل جواً حوالي 102 طن من الرقائق عالية الطاقة من مستودعاته في إيطاليا إلى النيجر، كما قام بنقل 186 طناً من خليط الذرة والصويا جواً من ساحل العاج و950 طناً من ذات المادة من إيطاليا وذلك للبدء فوراً بتنفيذ التغذية الإضافية الداعمة للمصابين بسوء التغذية الحاد.
الوضع الصحي
يعاني الكثير من الأطفال من مشاكل الجفاف وسوء التغذية. وحسب أطباء بلا حدود فقد قامت بإدخال 21.000 طفل لعلاج نقص الغذاء الحاد في تاهوا ومارادي وزندر، وهناك أكثر من 12.000 من هؤلاء الأطفال في مارادي تسوء حالتهم أكثر وأكثر، وسجّلت حالات تبلغ بالمئات تعاني من الكوليرا والملاريا خاصة في ظل سوء وضع الماء، والحاجة الكلية هي لتوفير مواد الأغذية العلاجية الصحية وبعض الأدوية خاصة أن الخدمات الصحية تقدَّم بمقابل مادي في النيجر.
الوضع الغذائي
يعاني سكان النيجر من موجة نقص كبير في الغذاء أثَّرت على 3.6 ملايين نسمة تقريباً وهي في المناطق الجنوبية الغربية من البلاد.