قبل فوات الأوان بسم الله الرحمن الرحيم قبل فوات الأوان انطلق صوت أحد أولئك الشباب بأذان المغرب, يختلط مع صوت الأمواج الهادئة التي كانت قريبة من " الشاليـه" الذي كانوا يفطرون به, و إذا بأحدهم يقدم لصاحبنا تمرة, فقال له: شكرا ً و لكني لست بصائم. قال له صاحبه: ما عليك! , مجردمشاركة معنا... أقيمت الصلاة فدخل معهم في الصلاة لأول مرة - منذ أن تركها قبل فترة طويلة – و بعد الصلاة قام أحد الشباب بإلقاء خاطرة إيمانية دخلت كل كلمة فيها إلى أعماق قلبه, و بعد الإفطار استأذن من صاحبه ليعود إلى البيت, كان يفكر في هذا الجمع الطيب, و تلك الكلمات التي لم يسمع مثلها من قبل , أو ربما سمع مثلها كثيرا ً, و لكن لأول مرة يسمعها بقلب متفتح, فكان يحاسب نفسه أثناء قيادته سيارته : إلى متى أظل على هذا الطريـق؟ أما آن الأوان للاستقامة؟ ما المانع من ذلك؟ وصل إلى البيت مبكرا ً على غير عادته, تعجبت زوجته من قدومه المبكر, و عندما سألته قصَّ عليها ما جرى. فرحت زوجته, و استبشرت بقدوم أيام الفرح, بعد أن أحال أيامها كلها منذ أن تزوجته حزنا ً يُوَلِّد ُ حزنا ً, بسبب ما يقترف من المعاصي و ما يعاملها به من قسوة. صحا من النوم الساعة الثانية قبل الفجر بمدة طويـلة, توضأ و أخذ يصلي مناجيا ً ربه, و يستغفر عن الأيام الخالية يطيل في السجود و القيام حتى أذّنَ الفجر. استيقظت زوجته,فرأته ساجدا ً, فرحت كثيرا ً بهذا التغيير, و اقتربت منه منتظرة انتهاءه من الصلاة, و لكنه لم يقم من سجدته, فوضعت يدها عليه مخاطبة: ماذا بك ؟ و لكنه بدل أن يجيبها سقط على جنبه, لقد وافته المنية و هو يناجي ربه. من كتاب : قصص من الواقع للشيخ/ عبد الحميــد جاسم البلالي |
الوقت المعتمد في المنتدى بتوقيت جرينتش +3.
الوقت الان » 06:47 AM. |
Powered by: vBulletin Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd