رغم الاعتراف ضمنيا بأن لقب بطولة العالم للفورمولا 1 قد أصبح في مهب الريح بالنسبة لأعضاء فريق الإمارات تيم ورغم قناعتنا الشخصية بهذا الواقع حتى وان خدمتنا نتائج الفرق الأخرى، الا ان هذا الواقع وتلك المعطيات التي أفرزتها الجولات الست الماضية لاتجد القبول والاعتراف من قبل أعضاء الفرقة الاماراتية ولا من القائمين عليها، وعدم القبول والاعتراف بالواقع ليس من قبل المكابرة والمزايدة، بل خوفا من ان ينال هذا الواقع من عزيمة واصرار الفريق وهو في طريق مواصلته لأداء رسالته، وهو بالفعل ماعشناه أثناء تواجدنا في مدينة كالياري الايطالية الاسبوع الماضي والتي خرجنا منها بحصيلة هي الأفضل خلال هذا العام ورغم انها حصيلة لاتمثل مستوى طموحنا كأبطال للعالم، الا انها رفعت من معدلات الروح المعنوية للفريق وكسرت حاجز سوء الحظ الذي لازم الفرقة منذ بداية هذا الموسم·
استعادة قمة السرعة
وعودة الى أحداث كالياري نجد ان فريق الإمارات اشهر راية التحدي قبل الدخول في منافساتها ، فجيلمان حامل اللقب تمكن باقتدار ان يتعامل مع الرياح وأمواج البحر بأسلوب تقني وعلمي وهو ينافس في سباق السرعة الذي سبق الجولة الرئيسية حيث دار حول كورس السابق البالغ مسافته 2500 متر في اقل من دقيقة 59,32 ثانية أي بمعدل سرعة قدره 151,71ك/ساعة وكان الزمن مفاجأة للآخرين حيث لم يتمكن أحد من الوصول اليه وبالتالي يفشل متصدر الجدول كابلليني من الوصول الى هذا الزمن حيث تخطى رقمه حاجز الدقيقة وكذلك كل من ماسيمو الايطالي ومواطنه كانتندو ليستعيد بذلك عضو فريق الإمارات قمة السرعة من جديد وبرصيد 90 نقطة ويبتعد بفارق 6 نقاط عن أقرب ملاحقيه وهو الايطالي كابلليني الذي أصبح يحتل مركز الوصيف في سباق السرعة وبرصيد 84 نقطة·
ولم يكن المعلم جيلمان هو الأفضل حالا·· بل كان تلاميذه في الفرقة الاماراتية على مستوى قريب من استاذهم، حيث تمكن عوض غمران القبيسي من تحقيق زمن تخطى الدقيقة بأجزاء من الثانية وكذلك ثاني عتيق القمزي رغم تواضع امكانيات زورقه ومحركه 2 ليتر وجاء الاثنان في الترتيب مابين 11 الى 15 من أصل 23 متسابقا وهو ترتيب يناسب خبرتهما القليلة مقارنة بخبرة باقي المتسابقين·

الوصيف بداية
فك الارتباط مع سوء الحظ

أما بالنسبة للسباق الرئيسي فقد كان نقطة التحول الكبرى لفريق الإمارات في جولات هذا العام، فبعد افتقاد الفرقة للقب العام الا ان العزيمة والاصرار والحكمة كان لهم الدور الأبرز في معنويات أعضاء الفرقة اثناء أدائهم على سطح الماء، وكانت المؤشرات الأولى تبشر بأن جيلمان سيضع نفسه في وضع المنافسة مع كابلليني وانه ليس لديه مايخسره حتى وان ظل تعاقده مع سوء الطالع قائما، والوضع نفسه كان بالنسبة للقمزي والقبيسي وبالفعل شاهدنا استماتة من قبل اعضاء الفرقة خلال الدورات الأولى وكان جيلمان ندا رغم بدايته المتواضعة عن الانطلاقة الا انه استطاع تقليص المسافة بينه وبين الثلاثة الأوائل المتصدرين الى ان حجز لنفسه مكانة بعد الدورة السابعة خلف المتصدر فرعون بعد خروج كابلليني ·· وأصبح لدينا الاحساس بأن الصدارة لكاليجاري ستكون عربية خالصة ومحصورة بين الفريق السعودي بقيادة فرعون والإمارات بقيادة جيلمان ورغم ان هذا الاحساس استمر طويلا الا ان نقطة التحول الكبرى جاءت عندما تعرض الياباني سوجوهارا لحادث انقلاب أدى رفع العلم الأصفر وبقاء الزوارق على ترتيبها الى حين اعطاء الانطلاقة من جديد، وهنا تحفز فرعون وجيلمان الى انتهاز ماتبقى لهما من فرصة في الدورات الست المتبقية من عمر السباق ومن خلفهما مباشرة كان اللاتفي كونتش الحصان الأسود لجولات 2001 ولمجرد اعطاء العلم الأخضر انطلق فرعون بقوة وبمحاذاته مباشرة جيلمان وكان عضو فريق الإمارات ان يتخطى فرعون ولكن الأخير حاول ابعاده عن بوية الالتفاف حتى لايتخطاه وبالفعل نجح فرعون في ذلك وابتعد الاثنان قليلا عن بوية الدوران ليجد كونتش الفرصة من ذهب ليقتنص الصدارة ويدور ملاصقا للبوية ويفتح كل مالديه من سرعة بينما ينجح جليمان في التخلص من فرعون ولكن يفشل باللحاق بالمتصدر ولتنتهي الجولة لأول مرة بتصدر متسابق من لاتفيا لجولات بطولة العالم بينما يكتب لفريق الإمارات وثيقة فك الارتباط مع سوء الطالع لموسم 2001 ويتخلف فرعون في الدورة الأخيرة ويتعطل زورقه ويكتب له رسميا الابتعاد عن المنصة التي كان أقرب لها من حبل الوريد·اما عضوا فريق الامارات عوض غمران القبيسي وثاني عتيق القمزي فقد اكملا أكثر من 50 في المئة من دورات السباق وصادف زورقهما الاعطال مجددا بعد تمكنهما من تصحيح أوضاعهما المتأخرة عند الانطلاقة فقد تعرض القبيسي لعطل في المحرك ادى الى توقف زورقه ·· بينما تسرب الوقود لداخل كابينة القيادة لثاني عتيق القمزي مما كاد ان يتسبب في اختناقه فلم يجد بديلا سوى اعلانه الخروج من السباق·