14/08/2005, 11:09 PM
|
| زعيــم نشيــط | | تاريخ التسجيل: 01/07/2002 المكان: مكه..المكرمـــه
مشاركات: 868
| |
|
(( موضوع ))------------------->>(( صيدليه )) ..!
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
* يبدو التعريف بمعنى العقل العربي ضروري قبل الولوج في عمق الموضوع ، ويمكن تعريفه بأنه " ما يحمله العقل العربي من آراء وأفكار ، وتصورات، حول ذاته، وأمته ، وواقعه ، والعالم أجمع، وكل قضايا الحياة اليومية، ذات الطابع الفردي، أو الجماعي، مهما كانت الثقافة التي كونته، سواء أصلية أو مستوردة. بالإضافة إلى المبادىء والقواعد العقلية، التي توجه النشاط، والحركة، والفاعلية، سواء تم ذلك بشكل شعوري، أو لا شعوري" (1)
* ولاشك ان الذي خلق العقل العربي هو الذي خلق العقل الياباني هو الذي خلق الاشياء كلها سبحانه , ولاشك ان العقل به من الخصائص العديده ، والميزات الفريده ، مايكفل لصاحبه الرقي ان اعمله ، والتخلّلف ان عطّله , لكن من يحمل العقل العربي طبعا ليس هو نفسه من يحمل العقل الياباني .
* يقول استاذي في الجامعه - والذي اثق به كثيرا - " ان خلايا العقل - وهي بالمليارات - بأمكانك ان تفردها على مساحه تغطي المنطقه العربيه بأكملها !! " .
ومنذ ذلك اليوم وانا متعجب من هذا العقل المهيأ تماما للانتاج والعطاء ، الذي نحمله ولا نشعر بعناء ، وربما ان هذا هو السبب لكوننا ننسى اننا مخلوقات عاقله !!! فينعكس ذلك على حياتنا بالسلب ..!!
* هذا الشعور الذي ايقظه استاذي الفاضل ، انقذني من ورطة الغفله واثارها ، وهو بداية الطريق لفهم الحياه وازهارها , سواء بالفكر , بالرأي ، بالنصيحه ، بالعمل للناس كما اعمل لنفسي , واختصارا بالقول السديد ، والعمل المفيد , مع احتساب الاجر في كل خطوه , لأني مسلم .
* هذا عن نفسي كأحد الشباب ، لكن ماذا عن غيري ؟ ، ان المستمع الى اقوال الكثير من الشباب تخزيه اقوالهم ، والمتابع لصنوف اعمالهم تؤسفه اعمالهم , والحق ان الكثير من الشباب تاه في متاهة الحياه !
* وشباب اليوم في الغالب سجناء في قفص من الملاهي !! ، يخرجون فقط للنوم !!
* وعقولهم في الغالب مصابه بالعقم !
* ومن هنا فلابد من اشعارهم بأهمتيهم البالغه بالنسبة لمجتمعاتهم .. وانا اسأل / من من الشباب يشعر انه ثروه في مجتمعه يجب ان يتم استثمارها ؟ انهم اقليه ..
* ولا اود الذهاب في الاسئله بعيدا كدأب مثقفينا الفضلاء ، الذي يطرحون الاسئله الصحيحه ثم يقترحون اجابات خاطئه !!
ولست بصدد فتح كتاب مشكلات الشباب ، فهو كتاب صفحاته لا تنتهي !!
* بل اود المكوث في قضيتي الاساسيه .. او ما يمكن تسميته بـ" العقل الشبابي " وهل يدار بطريقه سليمه ؟ ومن يديره ؟ صاحبه ام جهات اخرى ؟
فامّا الجزء الاول فالاجابه عنه يمكن تلمسّها من خلال الاسطر السابقه , ام الجزء الثاني وهو الجوهوي فهو ما يستحق النقاش والوقوف عنده ..
* ربما اني اتحدث كثيرا عن وسائل الاعلام العربيه ( 2 ) , وانعتها بالخسيسه , وقد يرى البعض في هذا تحاملا عليها ، لكن ماذنب من " يتفل " في " المرحاض " ؟
ابدا لايُلام !
* هذا ليس تطرّف من قبلي , بل رد فعل طبيعي لحجم الجريمه التي تمارسها بحق الشباب وافكار الشباب واهتمامات الشباب او بأختصار العقل الشبابي – العقل العربي ..!
فالعقل الذي خلقه الله بتلك الروعه والبراعه وعلى ذلك النحو الذي ذكره استاذي الفاضل عملت هذه الوسائل الاعلاميه على تحجيمه – تقزيمه – تعطيله , حتى ان الخلايا العامله – حسب ظني - لا تشكل شيئا يذكر مقارنه بالخلايا الاساسيه !!
* وازعم ان عقول الشباب لاتعمل بكامل طاقتها الرهيبه !! , والا لأنتج الشباب وابدع ونهضت بالتالي منطقتنا وامتنا المنبطحه منذ قرون للمستعمر الاجنبي .
* اتصدقون ان العقل الشبابي رهينه لهذه الوسائل الاعلاميه التي تعمل على تدميره ؟ وفي بعض الاحيان تزويره ؟ ويجب تحريره قبل ان يموت في سجنه او نومه !؟
* لأقنعكم اكثر بفكرتي ، سافترض سؤالين واجابين بحسب الواقع الذي ارى /
لو سألت احد الشباب / " متى يبدأ الدوري الايطالي او الاسباني ؟؟ "
لكانت بديهته حاضره ، واجابته مباشره ، في يوم كذا كذا وسيلتقي الخ !
لكن لو سألته متى يبدأ موعد الدوره التثقيفيه الفلانيه ، لوقف صامتا وكأن على رأسه الطير !
وحينها لن اتعجّب ، فهذا كله بفضل الأعلام الذي وجه العقل الشبابي نحو الكره - واشدد الكره وليس الرياضه - ولم يوجهه نحو الثقافه ودور المعرفه .
وفيما لو وجّهت السؤال التالي لاحد الشباب / " ما هو الحدث الهام الذي سيحصل يوم الاربعاء القادم ؟؟ " فان الصوره ستتضح اكثر واكثر والاجابه المتوقعه - ودون ادنى مبالغه - / يوم الاربعاء يلتقي فريق كذا مع فريق كذا ،
او يغني الفنان الفلاني في مسرح كذا !! او اجابات تجري في هذا المجرى ..
مع الان الاربعاء القادم هو يوم تاريخي في حياة كل مسلم ، اذ يسجّل ذلك اليوم وبمداد من ذهب اندحار الجيش الصهيوني عن قطاع غزّه تحت ضربات المقاومه الفلسطينيه الباسله ..
وحينها ايضا لن اتعجّب ، فهذا ايضا بفضل الأعلام الذي وجه العقل الشبابي نحو الملعب والمسرح – المسرح الرخيص - ولم يوجهه نحو الارض وقضايا الامه ؟!
بلاشك ان هناك تشعبات اخرى تتداخل فيها الاسره مع المدرسه وغيرها لكن لوسائل الاعلام الوزر الاكبر في حالة الكثير من الشباب الراهنه , وهي حاله يرثى لها , خاصه اننا في عصر الفضاء المفتوح , وسلطة الاعلام اقوى من سلطة الاب والام والمدرسه والمسجد جميعا .
* يبدو الامر واضحا الى حد بعيد ولا تحايل على الواقع !!
انا شخّصت المشكله , والدواء وباختصار شديد من وجهة نظري في الوصفه التاليه  :
" قرآن " مرتين في اليوم + حبّة عقل " – قراءه – كتابه – بحث - تفكّر الخ " 10 مرات في اليوم لغير العامل + حياه طبيعه مع ابتعاد عن البيئات الملوثه " بيئة الاعلام الرخيص – شباب الحاره الضائع الخ " + اقتراب اكثر من ميادين المعرفه " محاضرات – كتب – مقالات مفيده الخ " + راحه مناسبه لبدء العمل مجددا " استراحة محارب " !!
ويجب الاستمرار في هذه الوصفه مدى الحياه ، فهي تحرك ماركد في العقل وتفعّل مالم يفعّل , والا فسوف يعود المرض مجددا !!
واتمنى ان ارى ادويه اخرى مناسبه في هذا الموضوع الصيديله !!!
-------------------------
هامش :
( 1 ) هذا التعريف نقلا عن كتاب " العقل العربي وإعادة التشـكيل " للدكتور عبد الرحمن بن سليمان الطريري .
( 2 ) بالطبع ، الوسائل الاعلاميه المفيده وذات الطرح الرصين ليست من ضمنها . |
الوضع المتطور
