..كان أبو مشعل في هذا اليوم كأسعد مايكون الإنسان فهو ألان يقف
مرفوع الرأس في المسرح الجامعي وهو يرى بكره ووحيده (مشعل ) يرتدي
لباس التخرج ويكرم تكريم خاص حيث أنه الأول على دفعته في مجال الطب
ويأتي مشعل ويقبل رأس والده ويشكره على كل ماقدمه له في مسيرته التعليمية.

كان أبو مشعل ربما أسعد إنسان بالوجود فهذا ولده مشعل يحقق حلمه ويتخرج
طبيبا كما كانا يتمنيان.
مشعل علاوة على تفوقه الأكاديمي كان متفوقا بمدرسة الحياة هو من أبر الناس
بوالديه ،حسن الخلق مع الجميع،اجتماعي ناجح فرض احترامه على الجميع.
مشعل توظف في مستشفى الملك فهد للحرس الوطني وبدأ بمهمته النبيلة يعالج المرضى ويساعدهم حتى أصبح طبيبا يطلبه الجميع لطيبه وحسن خلقه وتعامله ومهارته.

كانت بعض طبيبات المستشفى يعاملنه معاملة خاصة طمعا به وكان هو يعاملهن كزميلات مهنه لا تتعدى علاقته بهم هذا الحيز.
في يوم من الأيام أتت طبيبة جديدة ومن أول نظرة وجد مشعل نفسه
منشدة إليها وحاول التقرب ولكنها تبتعد حاول وحاول ولكن لافائدة
كل مازاد بقربها..زادت هي بصدها
في إحدى الأيام على بأن زميلاتها سوف يقومون بعمل حفلة لها بمناسبة
"عيد ميلادها" ، أرسل لها علبة صغيرة مغلفة ولما فتحتها وجدت بها
"ورقة بيضاء فارغة..!!" كانت هذه هي مفاجئة الحفل بالنسبة للدكتورة
(العنود) جلست طوال الليل تفكر وش يقصد بالوقف بالشيء ذا ؟؟
لم تتمالك نفسها وذهبت بالصباح الباكر للمستشفى لتنتظر الدكتور
(مشعل ) ولكنها فوجئت بأن مشعل بإجازته السنوية كادت أن تصل إليه
خارج المستشفى لتسأله لكنها تراجعت .

وجلست شهر كامل تفكر وش يقصد..وبدأت تسترجع نظراته لها
وأسلوب كلامه معها..
أحست (العنود) بشيء تغير بها بعد هذه الرسالة ..
نعم..نعم..هناك شيء كبير جدا تغير في حياتها…
خفق قلبها لمشعل وهو القلب الذي لم تتوقع أن يخفق لأحد.
بعد مرور شهر وفي ذات صباح أحست بقلبها يخفق وبقوة وعندما ذهبت لعملها طار قلبها خارج صدرها ..هذا مشعل عاد من أجازته
اقتربت من وقالت بتمساك
صباح الخير يادكتور مشعل
مشعل: صباح الورد يادكتوره (العنود)
العنود: الحمد لله رجعت من الاجازه نورت المستشفى .
مشعل : منورة بوجودك أختي العنود.
العنود: مدري يادكتور عندي استفسار؟
مشعل: تفضلي.
العنود:وش قصدك بالورقة البيضاء.
ابتسم مشعل ابتسامه فز قلب العنود لها وقال عن أذنك تأخرت عن العيادة.
أصبح كل واحد فيهم يتعمد أن يلتقي بالآخر ولم يصارح أحدهما الآخر.
ذات يوم ومشعل يخرج من العيادة يريد أن يذهب إلى منزله لحقت به ممرضة
وقالت له: دكتور مشعل دكتور مشعل …التفت إليها فقالت: خذ هذا
ومدت له نفس العلبة البيضاء ومعها باقة ورد .
قال من من؟ (وهو يعرف) قالت: مدري حرمه متغطية طلبت أني اوصلها
قال لها شكرا
عندما وصل إلى بيته سارع وفتح العلبة ووجد الورقة البيضاء و مكتوب عليها:




..عزيزي الدكتور مشعل:
السلام عليكم، بصراحة لاأعلم من أين أبتدي ولكن أعلم أنني لابد أن ابتدي.
لم أكن أتوقع في يوم من الأيام أن قلبي سوف يخفق لشخص وبهذه القوة
ولكنه فعل وخفق لك .
ربما تستغرب أنني أصارحك وان كنت أتمنى أن تصارحني وتكون أشجع مني.
حبيبي مشعل واسمح لي سوف أرددها دائما نعم (أنت حبيبي)
أنا الآن أصارحك بما أكن لك فأرجوك أخبرني فان كنت تبادلني نفس الشاعر
أخبرني لأكون أسعد مخلوقه في الوجود وان كنت غير ما أتمنى واتوقع
فأخبرني ودعني الملم جروحي لوحدي.
محبتك (العنود)



جلس مشعل طول يومه فرحا جذلا بما قرائه ولم يتستطع النوم بالليل فذهب وقلب الورقة وشرع يكتب.
…إلى من أعطتني قلبها…
..إلى من صارحتني بحبها..
…إلى من ملكة قلبي وسلبت لبي…
..إلي أميرتي..إليك آيتها (العنود)..
دائما وأبدا أحس أنني مثل البشر إلا مساء ببارحه…
كنت بحالة يحق لي أن اغتر..كيف لا وملاك مثلك يبادرني بخطاب الحب..
حبيبتي شكرا على كل نظرة أمل أعطيتني إياها
ولك كل الحب والشوق
……عاشقك (مشعل)…….


ووضع الورقة في مظروف وأرسلها بالصباح الباكر إلى عيادة (العنود)
عندما حان موعد الغداء ذهب مشعل إلى العنود وعزمها على الغداء..
وتكررت اللقاءات وازداد الحب بينهما حتى اختلطت الأرواح فأصبحت
روح في جسدين..
وفي يوم من الأيام قدم (مشعل) إلى (العنود) ووجهه مسود قال:
حبيبتي جتني بعثة للخارج وماراح أطول كلها سنة وبصعوبة استطاع
أن يسافر وكانت رسائل الغرام لاتنقطع وفي يوم اتصل مشعل
على (العنود) وقال لها: العنود
قالت: عيونها.
قال: بإذن الله نهاية الأسبوع وآنا عندك وقفزت من الفرح.
وفي موعد وصول طائرة مشعل كانت العنود في المطار لاستقباله
وأعلن أن الطائرة سقطت في البحر لم تصدق وجلست تبكي بهستيرية
وكلها عدة أيام وتأكد الخبر والآن (العنود) جنت وأصبحت تردد هذه
الكلمات ( مشعل-طائرة-حبيبي – بحر –مات -)
وأسدل الستار عن قصة حب لم تستمر طويلا…

مع تحياتي اخوكم (الــكاســر)..