علي القعيمي
اخيرا وبعد عناء طويل ورحلة شاقة مليئة بالمخاطر والمتاعب حصل الهلاليون على توقيع افضل المهاجمين المحليين في الوقت الراهن ياسر القحطاني ذلك اللاعب الذي ظل حديث الشارع الرياضي طيلة الفترة الماضية والحقيقة التي يجب الا نغفلها ان القحطاني بموهبته الكروية الفذة ومهارته الفردية العالية واخلاقه الرياضية الرفيعة يستحق هذا التعب وهذا العناء من الهلاليين الذين يجب عليهم ان يعرفوا انهم كسبوا كنزا كرويا يصعب الحصول عليه بملايين الريالات وكانت التجارب امامهم حية بعد ان حاول رئيس نادي الاتحاد منصور البلوي الحصول على توقيع اللاعب مقدما اكبر العروض والحوافز للاعب نفسه ولناديه القادسية ومع ذلك وصل البلوي الى حالة اليأس وانسحب من الصفقة.
على الهلاليين ان يدركوا انهم جلبوا لناديهم نجما عالميا مؤهلا لقيادة فريقهم الازرق لتحقيق المزيد من البطولات على الصعيدين المحلي والخارجي, على الهلاليين تقدير هذه الموهبة وحفظها وصقلها اكثر ومنحها المزيد من التقدير بنفس القدر الذي يكنه اللاعب نفسه لهم وذلك عندما رفض الملايين وتجاوز كل الضغوطات وتخطى جميع المصاعب حتى وضع بصمته في كشوفاتهم دونا عن غيرهم لدرجة ان اللاعب تنازل عن جزء من حقوقه المالية لاتمام صفقة انتقاله اليهم اي عشق واي حب يمكن ان يكون موجودا في قلب هذا اللاعب لناديه الجديد الهلال.
وفي المقابل يتوجب على القحطاني نفسه ان يعرف انه انتقل لفريق كبير ليس من المستحيل ولكنه من الصعب ان يفرض اي لاعب مهما كان وزنه اسمه على التشكيلة الاساسية فيه لذلك ليس امام القحطاني من حل سوى تطوير مستواه اكثر لاقناع الهلاليين ادارة وجماهير واجهزة فنية وادارية ليكون احد المهاجمين الاساسيين في الفريق وقد اثبتت المواسم البعيدة السابقة كيف كانت دكة الاحتياط الهلالية تعج بنجوم دوليين على شاكلة الثنيان والمصيبيح والجابر والتيماوي وبوثنين بعد ان اكد لاعبون آخرون جدارتهم باللعب كأساسيين في تشكيلة الفريق ولابد ان يفهم القحطاني انه مقبل على تحد جديد ويخوض تجربة جديدة مليئة بالتحديات والمخاطر.
نعود من جديد الى سيناريو الصفقة الفريدة من نوعها والتي اقتنعت من خلالها ادارة نادي القادسية انه لا يصح الا الصحيح وان رغبة اللاعب هي محور عملية التنازل عنه حتى لو كلف الامر الى التنازل عن جزء من القناعات ذات الصلة بالامور المادية لانه من الطبيعي ان يرفض ياسر العرض الاتحادي بعد ان اوضح في عدة مناسبات انه لن يتكيف مع اوضاع نادي الاتحاد من وجهة نطره الخاصة وانه لن يعطي بالشكل المطلوب مع فريق لا تربطه معه الا الماديات فقط فالمادة ليست هي الوحيدة في الانتماء لاي مؤسسة ما لم توجد روابط اخرى تدعمها وتعززها تلك هي النظرة الحضارية للنجم ياسر القحطاني الذي نظر للواقع بعيدا عن العواطف والاغراءات المادية.
وكان التوجه العام للمسؤولين في نادي القادسية خلال المفاوضات تحقيق اكبر استفادة مادية لناديهم من خلال انتقال النجم الدولي والجماهيري ياسر القحطاني وهذا حق مشروع من حقوقهم ولم تسع ادارة نادي القادسية ابدا لعرقلة الصفقة ضد نادي الهلال تحديدا لان ادارة نادي الياقوت تعرف تماما ثقل الهلاليين ادارة واعضاء شرف وكان حرص القدساويين على عدم التفريط في علاقاتهم مع الهلاليين واضحا وبنفس القدر الذي كانت ادارة القادسية تحاول فيه عدم خسارة رجل اعمال بحجم منصور البلوي والذي كان يحلم بضم لاعب كبير ومهاجم واعد مثل ياسر القحطاني ليكمل مسلسل ضم نجوم الكرة السعودية وحصرهم في فريق واحد هو الاتحاد الذي كان سيصبح عميد نجوم الكرة السعودية كما هو عميد الاندية السعودية من حيث تاريخ التأسيس.
وبشكل عام وجد خلال المفاوضات من كان يريد عرقلة الصفقة ممن لا يسرهم وصول ياسر القحطاني للزعيم ولن نتطرق هنا الى الاسماء بعد ان تمت الصفقة ولكن دعونا نبحث عن الاسباب الرئيسية التي دعت ثلاث فئات تعمل محاولات مستميتة لعرقلة الصفقة وعدم اتمامها حيث الفئة الاولى تخشى علانية من تدعيم خط الهجوم الهلالي الذي سيكون الشبح القادم لفرقهم بعد ان جمع خط الهجوم في الهلال (الكاسر والذئب) جنبا الى جنب اما الفئة الثانية فكانت تحركاتهم من واقع مصالح شخصية بحتة محورها المادة والعلاقات المادية اما الفئة الثالثة والاخيرة فهي التي ينطبق عليها (مع الخيل يا شقراء) والتي كانت لا تقدم ولا تؤخر لكنها سعت بالتأكيد لكسب المزيد من البهرجة الاعلامية للظهور الى نور الاعلام بعد ان اعماها ظلام التجاهل والتهميش.