قريت هذا المقال في البيبيسي العربيه شيء محزن
تزايدت المخاوف في الهند من وقوع اضطرابات بين المسلمين والهندوس بسبب فيلم يعرض في دور السينما
الهندية عن الأوقات العصيبة التي شهدتها شبه القارة الهندية أثناء عملية تقسيمها في عام سبعة وأربعين
ويتهم زعماء للمسلمين الهنود الفيلم الذي يحمل اسم " التمرد: قصة حب" بأنه منحاز ضد الجالية المسلمة
ودعا محمد فاروق عزام زعيم منظمة الجامعة الإسلامية في بومباي المواطنين المسلمين إلى مقاطعة قناة زي التليفزيونية الفضائية التي أنتجت الفيلم
ولحقت أضرار بعدد من دور السينما التي تعرض الفيلم في مدن بوبال وأحمد أباد وبايوندي أضرار خلال الأيام الماضية على أيدي مجموعات من الشبان المسلمين الذين يعارضون الفيلم
لكن الفيلم لا يزال يشهد إقبالا من المتفرجين في كثير من المدن الهندية منذ بدء عرضه قبل أسبوعين، ولم تقع حوادث لوقف عرضه
قصة خلافية
ويقول عزام إن الفيلم يحتقر المسلمين ويظهرهم على أنهم مغتصبون أثاروا الاضطرابات التي صاحبت التقسيم
كما يشير إلى أن الفيلم لم يبين معاناة المسلمين في تلك الفترة في الوقت الذي ركز فيه على معاناة الهندوس، وأعرب عن معارضته لإطلاق اسم سكينة الذي يحمل دلالة إسلامية على بطلة الفيلم التي تقع في غرام شاب هندوسي
وقد دعت الجامعة الإسلامية في بومباي السلطات الهندية إما إلى منع الفيلم أو حذف بعض المشاهد التي تعتبرها مسيئة للمسلمين بحلول اليوم الخميس
كما هددت بتنظيم احتجاجات عامة في الشوارع في مختلف أنحاء الهند اعتبارا من يوم الجمعة
وقال عزام في مقابلة مع بي بي سي إنه لا يوجد أمام مسلمي الهند خيار آخر سوى الدعوة لمقاطعة محطة "زي" بسبب عدم رغبة مسؤولي المحطة ومنتجي الفيلم في الاعتراف بارتكاب أي خطأ في الطريقة التي قدموا بها المسلمين في الفيلم
خلط الأوراق
ولم يكن الزعماء المسلمون وحدهم في حملة الانتقاد الموجهة لفيلم جادر، فقد انتقدت الممثلة السابقة شابانا أعظمي التي تحولت إلى السياسة مؤخرا، ما جاء في الفيلم واعتبرته مثيرا يضع المسلمين باعتبارهم "الآخر" في مقابل الهندوس
وقالت أعظمي إن الفيلم يخلط قضايا القومية بالدين والهوية دون أن يتعامل مع التعقيدات والآلام التي خلفها التقسيم
لكنها رغم ذلك عارضت الدعوة المطالبة بمنع الفيلم مشيرة إلى أن الدستور الهندي يضمن الحق في حرية التعبير حتى في الحالات المماثلة لفيلم جادر
لا تراجع
أما منتج الفيلم نيتن كيني فقد أكد لبي بي سي أنه لا توجد لديه أية نوايا لإدخال تغييرات على الفيلم
وقال كيني إن أحدا لم يتقدم لنا بأي اعتراض، وإننا حتى لا نعرف المشاهد محل الاعتراض في نظر أولئك الذين يهاجمون الفيلم
ويدافع منتجو جادار عنه قائلين إن الفيلم يروي قصة حب ويتحدث عن السعادة والحب
لكن بعض المحللين يخشون من أن يتحول الجدل الدائر حول الفيلم إلى عنف بين المسلمين والهندوس خاصة في مدن مثل بومباي
فقد كتب بال ثاكيري الزعيم الهندوسي المتطرف في الصحيفة التي يصدرها حزبه في المدينة مقالا يهاجم فيه المسلمين الذين يعارضون الفيلم
وقد صعدت السلطات الهندية إجراءاتها الأمنية تحسبا لأي أحداث حول دور السينما التي تعرض الفيلم
الوضع العادي
