ستكون الاسابيع الخمسة المقبلة حاسمة في مسيرة السويسرية مارتينا هينجز، المصنفة اولى في تصنيف لاعبات كرة المضرب في العالم، لانها تشكل منعطفا مهما بالنسبة لها، إاما تستعيد بعدها توازنها نفسيا وفنيا وبدنيا او تواصل انحدارها وتتنازل عن العرش الذي تتربع عليه منذ عام ·1997 واعلنت هينجز انها ستبتعد لمدة خمسة اسابيع في منزلها في سويسرا تستعد فيها لموسم البطولات على الملاعب الصلبة ·
وكانت هينجز خسرت امس الاول في الدور الاول لبطولة ويمبلدون الانجليزية، ثالث البطولات الاربع الكبرى البالغة جوائزها 11 مليون دولار، امام الاسبانية فيرجينيا روانو باسكوال الـ83 عالميا 4-6 و2-6 في مفاجأة من العيار الثقيل· ويعتبر وقع المفاجأة كالصاعقة على هينجز التي كانت تبحث عن لقب كبير اول منذ احرازها بطولة استراليا المفتوحة في يناير ·1999
وتشكل الخسارة منعطفا مهما في مسيرة هينجز (20 عاما) في الملاعب وهي التي تتربع على قمة التصنيف العالمي للاسبوع الـ196 بعد ان احتلت المركز الاول للمرة الاولى في مارس عام ·1997
ورغم بقائها في المركز الاول طوال هذه الفترة، فان مهمة هينجز تزداد صعوبة خصوصا في المباريات القوية حيث لم تعد قادرة على فرض ايقاعها كما كان يحصل سابقا وبدأت اكثر من لاعبة تنتزع المبادرة منها، بدءا من الاميركيات وصولا الى بعض اللاعبات الصاعدات·
وكانت هينجز لقيت المصير ذاته في ويمبلدون قبل عامين ايضا عندما خرجت من الدور الاول على يد الاسترالية يلينا دوكيتش (التي استعادت جنسيتها اليوغوسلافية وتدافع الان عن الوانها) بعد 15 يوما من خسارتها نهائي بطولة رولان جاروس الفرنسية امام الالمانية المخضرمة شتيفي جراف·
وعملت هينجز جاهدة العام الماضي على احراز لقب كبير من دون جدوى لانها وجدت منافسة شديدة خصوصا من اللاعبات الاميركيات اللواتي عقدن العزم على انتزاع صدارة التصنيف منها وهن الشقيقتان فينوس وسيرينا وليامس وليندساي ديفنبورت وانضمت اليهن هذا الموسم بقوة جنيفر كابرياتي·
وبعد فشلها في فرض نفسها في البطولات الكبيرة العام الماضي كما كانت تفعل منذ دخولها عالم المحترفات، ارتأت هينجز اتباع سياسة جديدة في صراعها مع منافساتها، فاعتمدت مضربا صنع خصيصا لها لاحتواء الضربات القوية التي تواجهها من الاميركيات يمكنها ايضا من توجيه الضربات بقوة في مختلف زوايا الملعب·
وفضلت هينجز ايضا عدم المشاركة في منافسات الزوجي، فانفصلت اولا عن شريكتها السابقة الروسية انا كورنيكوفا وانتقلت الى شراكة الاميركية مونيكا سيليش لان مستواها اكثر تطورا ويمكنها ان تتحمل عني عبئا كبيرا في المباريات وتخفف عني الضغط · وما لبثت ان اعلنت هينجز بعد فترة انها ستركز على منافسات الفردي فقط لتوفير جهودها لها ·
وكانت بداية العام مشجعة جدا بالنسبة الى السويسرية بعد ان احرزت لقب كأس هوبمان للمنتخبات ثم دورة سيدني قبل ان تخسر امام كابرياتي في نهائي بطولة استراليا المفتوحة، اول البطولات الاربع الكبرى، وفي نهائي دورة طوكيو اليابانية امام ديفنبورت، وعادت واحزرت لقب بطلة دورتي قطر ودبي على التوالي·
ولم تحقق هينجز نتائج جيدة في مشاركاتها في الاشهر الثلاثة الاخيرة حيث خرجت من نصف نهائي دورة انديان ويلز في 16 مارس، ومن الدور ذاته لدورة ميامي في 30 منه، ومن ربع النهائي دورة اميليا ايلاند في ابريل، ونصف نهائي دورة برلين الالمانية في الشهر ذاته·
وفشلت ايضا في بطولة رولان جاروس الفرنسية ايضا بعد ان خرجت امام كابرياتي بالذات من نصف النهائي وبقيت هذه الدورة عاصية عليها حتى الآن الى ان كان الخروج الصدمة في الدور الاول من ويمبلدون امس الاول·
وتقول هينجز اعتقد بانني اواجه دائما حالات غير مستقرة في مسيرتي، ومنها عندما تراجعت الى المركز الثاني في الترتيب ·
وكانت ديفنبورت انتزعت الصدارة من هينجز لبضعة اسابيع قبل ان تعود الاخيرة وتمسك بزمام المبادرة لكن الوضع قد لا يستمر طويلا لان اكثر من لاعبة وخصوصا الاميركيات باتت على بعد خطوات من سحب البساط من تحتها اذا لم تتدارك وضعها وتسعيد ثقتها في الاسابيع المقبلة لان التعويض قد لا يبدو مضمونا في ظل التطور الظاهر على مستوى اكثر من لاعبة حاليا· وللمرة الاولى، تظهر لاعبات اصغر سنا من هينجز كالبلجيكيتين جاستين هينان وكيم كلييسترز بقوة على الساحة ولا تبديان اي خوف منها على الاطلاق·
ورغم حزنها على خروجها المبكر من ويمبلدون تقول هينجز امل في الاعتقاد بأن افضل ايامي لم تصبح خلفي وحسب ، وتخفف من ألم ما حصل لا اعتقد بانه سقوط كبير ·
وتضيف كانت هناك لاعبة واحدة افضل مني في كل فترة وهن ديفنبورت عام ،1998 وسيرينا في بعض الفترات، وايضا فينوس والفرنسية ماري بيرس، والآن هناك كابرياتي، فهي اللاعبة الوحيدة التي يجب علي ان اتغلب عليها في النهاية وآمل في ان افعل ذلك