بقلم: خالد طلعت

جاء تأهل المنتخب السعودي الى نهائيات كأس العالم للمرة الرابعة على التوالي ليؤكد أن المنتخب السعودي هو أفضل منتخب عربي على الاطلاق ومن دون منازع.

إنجاز التأهل لكأس العالم أربع مرات لم يتحقق من قبل لأي منتخب عربي سوى للمنتخب المغربي فقط ، وان كان "الأخضر" تفوق عليه في التأهل أربع مرات متتالية وليس متفرقة ، وبالطبع فأن أغلب الدول العربية الأخرى بعضها لم يتأهل الى نهائيات كأس العالم من قبل.

وتأهل المنتخب السعودي جاء لأسباب عدة ، يأتي في أولها اختيار سليم دائما للمدربين الأجانب بعكس ما يحدث في أغلب الدول العربية التي تختار مدربين درجة ثالثة يعودوا بالمنتخبات العربية الى الخلف ، فالسعودية اختارت مدربا مميزا هو الأرجنتيني جابرييل كالديرون والذي قاد المنتخب السعودي الى التأهل التاريخي.

السبب الثاني يأتي في استراتيجية أداء المباريات التي لعبها المنتخب السعودي ، ففي التصفيات التمهيدية خاض المنتخب السعودي مبارياته بكل قوة وبدون أي تهاون أو استهتار ، واحتل صدارة مجموعته محققا الفوز في جميع المباريات الستة التي خاضها وسجل خلالها 14 هدفا ودخل مرماه هدف واحد فقط وكان خط دفاعه هو الأقوى موجها انذارا شديد اللهجة لجميع المنتخبات الأسيوية.

وفي التصفيات النهائية ، عرف المنتخب السعودي كيف يصل الى كأس العالم فالقاعدة التي يجب أن تطبق لأي منتخب يريد الوصول الى كاس العالم هي ألا يفقد أي نقطة على ملعبه وألا يخسر خارج ملعبه بمعنى أن يفوز او يتعادل ، وهذا هو ما فعله الأخضر.

حققت السعودية الفوز في المباريات الثلاث التي خاضتها على ملعبها على كوريا الجنوبية 2-0 وعلى الكويت 3-0 وعلى أوزبكستان 3-0 ولم يفقد أي نقطة فيها بل ولم يدخل مرماه اي هدف على ارضه ، ولم يخسر أيضا خارج ارضه إذ تعادل مرتين مع الكويت سلبيا ومع أوزبكستان 1-1 ليعلن تأهله الى كأس العالم مبكرا ومن دون انتظار لنتيجة مبارياته الأخيرة مع كوريا الجنوبية.

المنتخب السعودي في التصفيات النهائية سجل تسعة أهداف ودخل مرماه هدف واحد فقط ، ليصبح افضل خط هجوم وأفضل خط دفاع في التصفيات الآسيوية كلها بصفة عامة.

وبمقارنة موقف المنتخب السعودي وموقف منتخبات عربية أخرى نجد العديد من المنتخبات العربية تعادلت أو هزمت على ملعبها وخارجه ، لتفقد نقاطا سهلة ثم تعود وتنتظر هدايا و "معجزات" انتهت فيه المعجزات.

السبب الثالث في التأهل كان الجانب التكتيكي الذي لعبه كالديرون مدرب المنتخب السعودي ونجح فيه تماما ، هو عدم اظهار جميع أوراقه الرئيسية وعدم الكشف عن خطط الفريق في المباريات الودية ، وهذا ما فعله الأخضر في المباريات الودية من باب التمويه على المنتخبات المنافسة له إذ أدى جميع مبارياته الودية بلاعبين بدلاء من الصف الثاني ولم يشرك لاعبيه المميزين في تلك المباريات وعلى رأسهم سامي الجابر ومحمد الشلهوب ومحمد نور وياسر القحطاني وسعد الحارثي.

وبنظرة إلى مباريات الأخضر الودية نجد أنه حقق نتائج سلبية جدا عكس المباريات الرسمية إذ فاز على منتخب المغرب الأوليمبي بهدف واحد وتعادل مع المجر سلبيا وتعادل مع البحرين 1-1 وخسر من مصر 0-1 ولقى هزيمة كبيرة على ملعبه من فنلندا 1-4

وعلى العكس ، نجد أغلب المنتخبات العربية الأخرى تلعب مباريات ودية بصورة قوية جدا وتحقق انتصارات عديدة وتفرح وتهلل للانتصارات الودية ، ووقت المباريات الرسمية يظهر الفريق على مستواه الحقيقي المتواضع.

السبب الرابع يأتي في قوة الدوري السعودي والذي يتنافس عليه أكثر من خمسة فرق هي الهلال والنصر والاتحاد والاهلي والشباب ، وتستمر المنافسة بين الفرق الخمسة حتى نهاية البطولة ، وليس مثل باقي الدول العربية التي يتنافس فيها فريقان فقط دائما على اللقب ، بل وتجد أحد الفريقين يحسم البطولة قبل نهايتها بأسابيع عديدة.

والدليل في تصنيف الدوري السعودي والذي أصدره المنظمة الدولية لتأريخ واحصاء كرة القدم (iffhs) قبل أيام بأن بطولة الدوري السعودي ، وجاء فيه الدوري السعودي في المركز الثالث عربيا خلف التونسي والمغربي في قائمة أفضل بطولات الدوري في العالم.

من اهم اسباب تألق الأخضر أيضا وجود لاعب خبرة بحجم سامي الجابر يكون قائدا حقيقيا للفريق وقدوة له ، وهو العنصر الذي تفتقده العديد من المنتخبات العربية والتي تجد قائد المنتخب فيها يتغير من مباراة لأخرى.

فالجابر كان باداؤه الرائع سببا رئيسيا في تأهل الأخضر بأهدافه المؤثرة وأخرها هدفيه في مرمى أوزبكستان ، وتأثير الجابر لم يظهر على المنتخب فقط بل ظهر أيضا على فريقه الهلال الذي قاده لتحقيق بطولتين محليتين هذا الموسم هما كأس الأمير فيصل بن فهد وكأس ولي العهد ، كما تأهل الهلال أيضا الى المربع الذهبي للدوري السعودي وينافس بقوة للحصول على اللقب واكمال الثلاثية المحلية ، كما تأهل الهلال الى الدور نصف النهائي لدوري أبطال العرب ، وسجل الجابر ثمانية أهداف للهلال في دوري أبطال العرب وينافس بقوة مع زبير السافي مهاجم الصفاقسي التونسي لنيل لقب هداف البطولة ، كما سجل الجابر ثمانية اهداف مع الهلال في بطولة الدوري السعودي.

ملحوظة أخيرة : البعض من جماهير منتخبات عرب أفريقيا علقوا مسئولية فشلهم المنتظر في التأهل إلى كأس العالم على حجة واهية وهي صعوبة التصفيات الأفريقية مقارنة بنظيرتها الآسيوية وهو ادعاء عار تماما من الصحة ، إذ أن الكرة الآسيوية أصبحت في تقدم ملموس في الفترة الأخيرة.

وتمتلك القارة الآسيوية العديد من المنتخبات العريقة مثل كوريا الجنوبية "رابع العالم" واليابان والصين وايران والسعودية ، بالاضافة الى منتخبات الخليج القوية مثل الامارات وقطر والكويت والبحرين ، بالاضافة الى المنتخبات التي بدات في الظهور بمستوى عالي في السنوات الخيرة أمثال كوريا الشمالية وأوزبكستان وعمان والأردن والعراق ايضا.

ولهؤلاء أقول إن نظرية المؤامرة التي يفكر بها معظم الشعب العربي هي التي تؤدي الى تراجعه للخلف ، ويجب أن يصلح كل منا أخطاؤه أولا بدلا من التقليل من نجاحات الاخرين ، لأنه طالما يوجد أخطاء وسلبيات داخل أي منتخب فلن يتأهل الى نهائيات كاس العالم حتى لو صدر قرار بحصول أفريقيا على جميع مقاعد البطولة ، وليس ادل على كلامي من التصريح "المحفوظ" لكل مسئولي المنتخبات والفرق العربية بعد اجراء قرعة أي تصفيات أو بطولة بقولهم "للأسف لقد وقعنا في مجموعة الموت" وهو التصريح الذي أدلى به مؤخرا اثنين مدربين عربيين بعد قرعة بطولة دوري الأبطال الأفريقي رغم ان كلا منهما وقع في مجموعة مختلفة عن الأخر!

سامي يا عشقي الابدي

الكبير كبير وسامي ماله مثيل