نادي الهلال السعودي - شبكة الزعيم - الموقع الرسمي

من المخطيء.. الدوخي أم الهلال؟

تقرير ـ خالد الشايع

مني أغلب الهلاليين بخيبة أمل كبيرة، عندما علموا بتوقيع لاعب فريقهم الكروي الأول أحمد الدوخي للاتحاد مقابل (5) ملايين ريال.. كانوا حتى مساء أمس يمنون أنفسهم بأن لا يفقدوا أفضل ظهير أيمن عرفته الملاعب السعودية، ولكنهم لم يكونوا يعلموا أن الأمور بين لاعبهم وناديه كانت وصلت إلى طريق مسدود فعلا قبل يومين.
حسنا.. من يمكن أن يلوم الهلاليين على ما حدث؟
نظرة من داخل الحدث:

"لا علاقة لي بتجديد عقده".. هكذا كان رد رئيس الهلال الأمير محمد بن فيصل عندما كان يسأله أحد أعضاء الشرف أو الصحفيين عما جد بخصوص تجديد عقد المدافع أحمد الدوخي".
يقول الرئيس مضيفا: "فعلت كل ما في وسعي ولكنه رفض".
قبل ثلاثة أيام قدم رئيس الهلال محمد بن فيصل (3) ملايين ريال (كاش) في حقيبة كبيرة للدوخي وعقدا لمدة أربع سنوات، ولكن اللاعب الذي كان وعد بأكثر من ذلك من قبل رئيس الاتحاد رفض وطالب بالمزيد.
ولم تستطع الجهود التي بذلها بعض أعضاء الشرف في تقريب وجهات النظر أكثر.. خصوصا بعد أن صرف الرئيس الملايين الثلاثة للتعاقد مع ظهير الشباب عبدالرحمن العصفور ووزع الباقي كمكافآت على لاعبي الفريق الأول لفوزهم بكأس ولي العهد.
ورفض أن يقدم أكثر من نصف مليون من جيبه لتوقيع العقد الجديد مع الدوخي، وحول مسؤولية إتمام الباقي لأعضاء الشرف.
السيناريو ذاته تكرر قبل (4) أعوام مع لاعب الوسط خميس العويران الذي انتهى به المطاف هو الآخر موقعا للاتحاد.
ويرفض مدير الكرة اللاعب منصور الأحمد تحمل ناديه مسؤولية ضياع الدوخي، ويقول: "نحن لا نتحمل أي جزء.. فاوضناه وقدمنا له كل ما لدينا على طبق من ذهب ولكنه رفض".
ويضيف مسترجعا بالحديث حول انتقال خميس العويران السابق: "خميس هو الذي رفض التوقيع لنا.. نحن وافقنا على طلبه وقدمنا له العرض الذي يريد وهو تأمين مسكن له، ولم تقصر الإدارة في عهد الأمير سعود بن تركي في ذلك، ولكن اللاعب كان لا يريد ذلك لأنه طمع في المال الذي قدم له.. الهلال لم يبخص أبداً حق لاعبيه سواء خميس أو غيره، ولكن خميس قدم له عرضا أكبر".
رفض الهلال تقديم أكثر من (3) ملايين ريال للدوخي، ولكنه في وقت سابق قدم (13) مليوناً لعبداللطيف الغنام لأربعة أعوام و(800) ألف دولار (3.016.000) ريال لتفاريس لعام واحد.. وكان قبلها قدم مليوناً ونصف المليون ريال لتوليو البرازيلي مقابل عام لتعويض رحيل العويران الذي رحل للاتحاد مقابل مليون ونصف لخمس سنوات.
ويضيف الأحمد: "اعتقد أن اللاعب لابد أن ينظر ما يقدم للهلال ويعرف ماذا لديه هو.. الشلهوب وقع للهلال لـ(4) سنوات مقابل مليون ريال والدعيع وقع مقابل (1.800.000) ريال، الأرقام كلها متقاربة ولكن الدوخي قدم له عرض أكبر منهما بكثير، واستطيع أن أقول إننا قدمنا له أكثر مما يستحق ولكنه رفض".
ويتابع: "نحن لم نصرف النظر عن الدوخي حتى هذه اللحظة، ولكن اللاعب لم يكن يرد على اتصالاتنا ولم يبين لنا نيته، ولكن علمنا فيما بعد أنه وقع مع الاتحاد.. أؤكد أن الهلال لن يتوقف ومن لا يريده لا نريده".
ولكن لبعض الهلاليين آراء أخرى، فيحملون النادي المسؤولية.. يقول عبدالعزيز العودة وهو المدرب الذي منح الدوخي فرصة اللعب لأول مرة.. "كنت أتمنى لو أن الهلال مدد عقد الدوخي كما فعل الآخرون إلى نهاية الموسم ثم بدأ في مفاوضات جادة مع اللاعب.. ولكن ما حدث الآن شيء طبيعي.. في عصر الاحتراف، خصوصا أن الهلاليين لا يريدون أن يرفعوا السقف أعلى من المطلوب لأن لديهم لاعبون آخرون ومن الصعب فتح الباب واللاعب يبحث في نهاية المطاف عن مصلحته".
ويضيف العودة: "الدوخي رأى أن هناك لاعبين أقل منه حصلوا على أكثر منه.. أنا في رأيي أن الدوخي يستحق أكثر من (3) ملايين، ولو احترف خارجيا لجبلب مبلغاً أكبر، ولا ننسى أن الهلال وقع مع الغنام بـ(13) مليون ريال، وتفاريس (800) ألف دولار لموسم واحد، واعتقد أن الدوخي معذور".
ليس تفاريس والغنام فقط.. الهلال دفع في مطلع الموسم مليوناً ونصف لضم حارس الاتفاق ظافر البيشي بنظام الإعارة لموسم واحد ولم يلعب الحارس مباريات أكثر من أصابع اليد الواحدة، وأيضا مليون ريال لماجد المرشدي لاعب الجبلين والآن اللاعب عاد لناديه بعد فشله مع الهلال.. كما دفع النادي مليون ريال لضم عبدالعزيز الهليل وقبلها لضم عبدالله مضواح و(300) ألف لضم ياسر الياس وكلاهما يلعبان للمرة الأولى في الأندية الكبيرة.. فلماذا توقفت العجلة عند الدوخي؟".
ويقول منصور الأحمد: "لدينا لاعبون كبار ونجوم ستنهي عقودهم قريبا، ولا نستطيع أن ندفع أكثر للدوخي حتى لا نفتح على أنفسنا بابا.. هذه حدودنا ولا نستطيع تجاوزها".
ويقول عبدالعزيز الخالد: "هذا هو عصر الاحتراف، وما حدث طبيعي جدا لأنه جزء من منظومة الاحتراف، ولكن إذا نظرنا للدوخي لابد أن نقول إننا أمام أفضل ظهير أيمن على مستوى العالم العربي ككل، وهو يملك الخبرة والمهارة، وعيبه الفني الوحيد في النواحي الدفاعية فقط، ولكنه فعال جدا في النواحي الهجومية، ويظل أفضل لاعب على المستوى المحلي.. ولكن الهلال قدم له أكثر مما يمكن أن يقدم له، وحتى ولو كانت إمكاناته عالية جدا. الجانب الآخر في الموضوع هو أن الهلال غني بلاعبيه، وقادر على تعويض الدوخي بلاعب آخر، ولكن إلى حين حدوث هذا الشيء سيتأثر فعلا، لأن الدوخي لاعب كبير ومن الصعب تعويضه.. وأكبر ما يخشاه الهلاليون أن يضطروا للانتظار(4) سنوات لتعويض الدوخي كما حدث مع العويران، الذي فقدوه إلى أن ظهر خالد عزيز ليشغل خانته.