المقال منشور اليوم السبت , في جريده الاهرام , تحت عنوان (كلمة حق)

كلمة حق


التهنئة واجبة‏,‏ ومستحقة‏,‏ للشعب السعودي الشقيق ومنتخبه الوطني في كرة القدم‏,‏ بعد تأهله لمونديال‏2006‏ بألمانيا ليصبح أول فريق عربي ينال هذا الشرف‏4‏ مرات‏..‏ وكل التمنيات الطيبة لبقية المنتخبات العربية ــ مصر والمغرب وتونس‏,‏ التي تواصل السعي للحاق بالشقيق السعودي‏.‏

لقد أثبت هذا الإنجاز الكبير نجاح المنظومة الإدارية للكرة السعودية‏,‏ التي تنأي بالمنتخب والاتحاد عن أجواء المنافسة ما بين الأندية وبالتالي عن المناورات الإعلامية والتعصب للألوان‏,‏ حيث يلتف الجماهير والنقاد يدا واحدة تدفع المسيرة للإمام وتشجع وتساند المنتخب في كل الأحوال‏,‏ وتتيح الادارة المستقرة فرصة تصويب الأخطاء ومواصلة الإنطلاق نحو تحقيق الأهداف‏.‏

ولا أخشي علي هذا النجاح المستمر‏,‏ إلا من الديمقراطية والانتخابات في اتحاد الكرة السعودي‏,‏ فقد اكتوينا بنيرانها‏,‏ وإن كانت القيادة الحكيمة لسمو الأمير سلطان بن فهد رئيس الاتحاد ونائبه الأمير نواف بن فيصل‏,‏ تجعلنا نقلل من خشيتنا هذه في المستقبل المنظور علي الأقل‏,‏ وهما أول من يستحق التهنئة علي هذا الانجاز العربي السعودي المشرف‏.‏

إن هذه الصورة الجميلة‏,‏ التي نفرح بها ولها‏,‏ تضم في إطارها بطلا أشعر دائما بالرغبة في إلقاء المزيد من الضوء عليه‏,‏ وهو كابتن المنتخب السعودي ومهاجمه الفذ سامي الجابر‏..‏ هذا اللاعب الموهوب الذي شارك بلاده في النهائيات الثلاثة السابقة لكأس العالم‏,‏ ثم ابتعد عن المنتخب في هدوء ــ أو بالأحري استبعده أحد المدربين في مشوار التأهل الأخير‏,‏ لكن غيابه ترك فراغا ضخما استشعره الجميع‏,‏ فكانت عودته إيذانا بعودة الانتصارات وكانت قيادته للفريق إلي النهائيات الرابعة هي أبلغ دليل علي أن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا‏.‏

سامي الجابر هو النموذج الرفيع للنجم الذي نحب أن نراه دائما في الملاعب العربية ونحب أكثر أن يقتدي به كل الصاعدين‏,‏ ذلك أنه نجم بما تعني الكلمة حقا من امتزاج الموهبة بالاخلاص في العطاء دون حدود‏,‏ مع التواضع الجم والأخلاق الرياضية العالية داخل الملعب وخارجه‏..‏ وعندما يسألوني عن السبب وراء إصراري علي الإشادة به في كل محفل رياضي أو وسيلة إعلامية أتحدث إليها‏,‏ أقول دائما لأنه من تلك النوعية التي يزيدها الثناء تواضعا‏,‏ وربما خوفا من ألا يكون عند مستوي حسن الظن به‏,‏ فيبذل الجهد مضاعفا ليثبت جدارته‏,‏ علي العكس من نوعية أخري ربما يصيبهم الإطراء بالثقة الزائدة إلي حد الغرور وهؤلاء يلزم توخي الحذر في مدحهم‏..‏ لمصلحتهم‏!!‏

وهو إلي ذلك قائد حقيقي لزملائه وليس مجرد كابتن يرتدي الشارة علي ذراعه‏..‏ يحفزهم ويبث فيهم روح الانتماء والعطاء‏,‏ وقد علمتنا التجارب أهمية وجود هذه الشخصية الملهمة في الفرق الكبيرة ودورها في تحقيق الانجازات‏..‏ ولذلك سعدت بعودته لمكانه الطبيعي حتي يتلقي هدية السماء في التوقيت المناسب‏,‏ فيسهم في تأهل منتخب بلاده لنهائيات كأس العالم للمرة الرابعة ثم يقود الفريق في المونديال‏,‏ كأعظم شرف يمكن أن يناله أي لاعب كرة قدم في العالم‏.‏

رأيت أن تكون كلمة الحق هذه خالصة‏,‏ تحمل معني السعادة والفرح لفرحة الأشقاء‏,‏ دون أن يفسدها‏,‏ كعادة البعض‏,‏ المرارة والأنانية والغمز من قناة الفرصة الضيقة لتأهل منتخبنا للمونديال‏,‏ وأن تكون هذه الروح الرياضية السامية هي الدافع أيضا وراء إعطاء سامي الجابر حقه لدي الجماهير المصرية‏,‏ التي سعدت حقا بإنجاز الشقيق السعودي‏.‏

ولعله من قبيل إعطاء الحق لأصحابه أيضا أن أتمني من الله التوفيق لنجم مصري كبير‏,‏ لا يقل في موهبته وعطائه وإخلاصه عن الجابر‏,‏ والأهم أنه ينعم بنفس القدر من الأخلاق الرفيعة والشخصية القيادية‏,‏ وهو هادي خشبة نجم الأهلي والمنتخب الوطني الذي أتمني أن يوفقه الله في العودة هذا الموسم لصفوف فريقه‏,‏ لكي يستفيد من وجوده في ملاعبنا كل الصاعدين‏,‏ كقدوة في السلوك الشخصي والأداء المنضبط والروح الرياضية العالية‏..‏ ودعاء إلي الله أن يكثر من أمثال الجابر وخشبة في ملاعبنا العربية‏.‏

اختتم الثلاثاء الماضي في القاهرة‏,‏ المؤتمر العربي رفيع المستوي لحماية النشء من التعاطي والإدمان‏,‏ تحت رعاية السيدة سوزان مبارك‏,‏ التي أعلنت في ختام أعماله‏,‏ الاستراتيجية المصرية لحماية النشء والشباب من أخطار المخدرات‏,‏ بتضافر جهود الحكومة مع مؤسسات المجتمع المدني ومنظمات غير الحكومية‏,‏ من خلال منهاج عمل موضوعي وعلمي وواقعي في الوقت نفسه‏,‏ يتعامل مع هذه المشكلة الاجتماعية الخطيرة بما يستحق من الجدية‏.‏

إلا أنه يلفت النظر إلي عدم وجود دور واضح لوزارة الشباب في هذه القضية الحيوية والخطيرة‏,‏ لا أقصد في المؤتمر تحديدا والذي لا أعرف هل شاركت فيه الوزارة أم لا‏,‏ ولكن هذه القضية تمثل خطرا داهما علي الشباب‏,‏ ولا أعرف عن وجود استراتيجية أو حتي مجموعة أفكار لدي الوزارة للتصدي لها‏,‏ ناهيك عن تحرك عملي أو خطة تنفيذية أو ميزانية لمكافحة هذه الآفة في الأندية ومراكز شباب المدن والقري‏.‏

وأرجو من الدكتور البلتاجي أن يولي هذا الموضوع اهتماما يستحقه‏,‏ لأنه من واجبات الوزارة‏,‏ ربما أكثر من شكل مسابقة الدوري الكروي وعضوية الجمعية العمومية‏,‏ وهو أبعد أثرا علي مصلحة الوطن من هذه التفصيلات التي ينبغي ألا تتدخل فيها الحكومة أصلا‏.‏

وفي الموضوع نفسه‏,‏ تابعت الأسبوع الماضي محنة النجم العالمي الأشهر بيليه ملك كرة القدم‏,‏ مع نجله إيدينيو الذي قبض عليه بتهمة تعاطي المخدرات‏..‏ ووصفت الأنباء اللقاء الدرامي لبيليه مع ابنه في السجن وكيف سالت دموع النجم الكبير حزنا وأسفا علي الولد الذي ضاع بين الإدمان والاتجار في المخدرات‏.‏

إن بيليه العظيم الذي يراه البعض رمزا لشعار اللعب النظيف في تاريخ اللعبة‏,‏ وبقدر حرصه علي أن يكون داعية للسلوكيات الرياضية الحميدة‏,‏ بقدر ما كانت فجيعته في ابنه المدمن كارثة هزته بعنف‏..‏ وكم من الآباء تكون مصيبتهم في أبنائهم المدمنين أفدح أحيانا من موتهم‏!‏

تلقيت رسالة رقيقة من القارئ عاطف عبدالمنعم رياث من كفر الشوبك‏-‏ شبين القناطر بمحافظة القليوبية‏,‏ جاء فيها‏:‏

بداية لك سلام وتحية من المصريين الغيورين علي مصلحة وطنهم‏,‏ لما قدمته سواء من باب الصحافة الحرة الشريفة في الأهرام‏,‏ أو ما قدمته أثناء رئاستكم المشرفة للاتحاد المصري لكرة القدم‏.‏ وأقسم لك أن كل الشرفاء الذين لمسوا وطنيتك ونزاهتك لا يبالون بالهجوم عليك‏,‏ لأن الغرض معروف لدينا ونحن نعرف جيدا معادن الرجال‏,‏ ولا نهتم مطلقا لما يتقولون به عليك أو علي الشرفاء الآخرين من زملائك‏.‏

إنهم يا سيدي يحاولون إنهاك قوتك بالهجوم عليك وأنت تحاول الرد عليهم كل يوم‏..‏ لكننا لانريد ذلك منك‏,‏ فالحقيقة واضحة عندنا وضوح الشمس‏,‏ فلا تسأل عنهم ولا تتعب نفسك بالرد علي هؤلاء المزورين للحقيقة والتاريخ‏..‏ فنحن عرفناك قبل ذلك ونعرفك اليوم وغدا بإذن الله‏,‏ وهم أقل كثيرا من الالتفات إليهم‏.‏

‏*‏ أشكر القارئ العزيز علي مشاعره وثقته‏,‏ وربما مواساته لي أيضا علي ما تلقيته وأتلقاه من الزملاء الأعزاء‏..‏ وسوف أعمل بنصيحته‏,‏ حتي في مواجهة الحملة المريبة والمفاجئة التي شنها أخيرا‏,‏ عبدالعزيز الشافعي‏,‏ مستشار وزير الشباب الذي وجدته فجأة يطوف علي الصحف القومية والخاصة‏,‏ التي أفردت له الصفحات لكي يملأها بالافتراءات علي شخصي وزملائي أعـضاء المجلس المعين السابق‏..‏ ومع ذلك فإن نصيحة القارئ العزيز تبدو حكيمة إلي درجة لا يمكن تجاهلها‏,‏ لكني أستأذنه في أن ألجأ إلي القضاء في مواجهة هذا التشهير الذي زاد عن حده‏.

الانصاف لاياتي الا من الخارج

نسخه لجستنيه

يعطيك العافية على النقــل ,,

ويعطيه العافية على الموضوع المنصف لنجم العرب الاول


تحياتي
فيصل