هاتفني .. تعال أريدك أن تصحبني في أمر مهم .. وقبل أن أسأل عن السبب .. وصف لي منزله الجديد وقفل الخط ...
بحثت عن منزله .. وكِدت أتوه .. لولا أني تذكرت نهاية وصفه .. حينما أشار إلى وجود حادث إصطدام في طرف الشارع .. لن ينتهي أمره اليوم بكل تأكيد كالعادة !!!
طرقت الباب .. ففتح لي وعاد أدراجه بدون إعطائي فرصة للسلام !!
لم أندهش للوهلة الأولى .. وأناأدخل غرفته .. أعرف بأن لا مكان للترتيب في قاموس حياته !! فقط ذُهلت كيف آن له أن يسكن في غرفة من الواضح بأنها صممت لأن تكون مطبخاً !!
فهاهي آثار المجلى لا تزال قائمة .. وذاك الـخُرم الصغير المليء بباغات يكسوها الغُبار !! يُنبيء عن مجرى لـ لي أحمر أو أسود ينتهي به المطاف إلى الخارج حيث إسطوانه الغاز .. وصفائح هَوّاية لا تزال تُصارع على البقاء بمساعدة خيوط العنكبوت .. وكأنها مُصرة على السقوط بشرط وجود بطانية في الأسفل !!
كم هي كئيبة هذه الغرفه .. زادها سوءاً طَيره المدلل .. والذي تسبب في بعثرة الأوراق هنا وهناك .. شدّتني إحدى قصاصات مُعلقة خلف السخان :
(( إذا لم تكن الطبخة " تستاهل " ولم ترغب تحمّل الحرارة .. فقط أخرج من المطبخ)):p
أعاد الحياة لهاتفه من جديد ..وتركني بعد أن أخذ فوطته على كتفه .. هامّاً بالذهاب لدورة المياه .. وماهي إلا دقائق حتى عاد الرنين .. وفي كل مرّة يزداد إصراراً ..فتطفلت وضغطت زر المُكبر .. مجيباً نعم .. :p
أكلم نادر لو سمحت .. هاه نعم أنا هو .. هل من خدمة ؟
والله ياخي للأسف .. موعدنا اليوم ملغي !! البنت تبي تكمل دراستها !! ثم أُقفل الخط ..
ندمت لإنتحالي شخصيته ..يالها من ورطة !! كيف لي أن أنقل له الخبر .. وقد أكون من ُدعي للوجاهه .. فماهي إلا لحظات حتى خرج من الحمام .. وقد بادر الببغاء بالطيران .. وترديد العبارة بنفس الصوت ((البنت تبي تكمل دراستها .. وزاد من عنده ... هيهي أحسن )) !!!
نظر إليّ .. وللببغاء .. ثم عاد أدراجه لحمّامه !!
لا أظنه إلا وقد فكّر بإعادة جسمه .. لوضعه السابق !! :p
الله يـعـيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــن
ويـصـبــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــر
صـــــــــــــــــومــــــــــــوا تـصـحـــــــــــــــــــــــــــــوا