حبيبي لقد تسرب السهد وانسلاّ .. ومنامي أدبر وتولى .. لا تقل لي كيف ..؟ فعيون الشهبِ تعزيني .. وتُداعب أحلامي الثكلى .. وذلك البدر يُطل علي بإشفاقٍ.. فيرحم حالتي .. يرحم عاشقةً اُبتليت بحبك بلوى ..

إن البدر يطل علي ليخفف عن قلبي الحملَ .. وأنا والصمت وأشباحٌ تتراقص من حولي بلا جدوى .. وخيالي كم يمضي طلقاً .. يروي من آهاتي فصلَ .. فمضيت أكفن أحلاماً حولي تتساقط كالقتلى .. أحلاماً كم بَنَتها طفلةً صغيرةً .. وكبرت الآن ليشيعها قلبي وبها ودعت الأرخص والأغلى ..

يا سهـد ! .. يا أرق ! .. أليس هناك سوايَ تسلبه حسن المضجع ؟! .. فلعلي أسعدُ في ليلي ولعلي من نومي أقنع !.. حبيبي أراك بالقلبِ - لا بالعينِ - قمراً بالنورِ يوسع لي دربي ويهديني .. فحلو لفظك في حزني يُداعبني .. وسؤالك عن حالي يُبهجني .. يُميتني الشوق يا حبي والآمال تُحييني .. أفصح له يا قلب .. أرجوك اعترف وتحدث عن قلبٍ ظامئ يمد يداً للماءِ .. والماءُ عن بعدِ ..

أحنُ إلى لُقياك في كل ليلةٍ حنين طفل لأمه .. ومن عجبٍ أن الليالي طويلةً .. ولم تزلِ الأيامُ تخلف في العهدِ .. فليتَ شهور العامِ تمضي كليلةٍ .. وليتَ أماني القلبِ تُبلغني قصدي .. فصبراً فإن الله لابد جامعٌ قلوباً ستعتادُ اللقاءَ بلا وعدِ .. لَعمرك ما يجدي البكاءُ وإنني .. أظن خيالاً منك إن زارني يجدي ..

حبيبي أي نعيمٍ بعد غيابكَ أرتجيه ؟ وأي حياةٍ بعد ضعنك أدعي ؟! .. أُقسم لك لو صحَّ الفداءُ لوجدتني أُقدم لك روحي دون تروعِ .. أراك أمامي ثم أبكي حسرةً لأني أظنك من قلبي مُحاطاً بأذرعي .. وأبث إليك أسراري وأنت في كتمانهن وسترهن أمينُ .. أنا أعرف أن الحب فيك مع السكوت مجسدٌ .. والصمت فيك عن الوفاءِ مبينُ ..



مع تحيات ،،، العنقـــــاء