جميل جداً أن (تحس) بوجع الألم الذي يسببه (الظلم)، وتعبر عن معاناتك بـ(آهات) تفجر عما في صدرك من قهر، وذلك من أجل الإحساس بمشاعر الآخرين الذين (ظلموا) بسببك أو من أجلك.
* أما إذا أصابك (الغرور) وتماديت في غيك وطغيانك رافضا قبول (عدالة) القانون بعدما انتصر الحق عليك فأنت بذلك تؤكد أن (الظالم) مهما قدمت له الحياة من عبر ودروس لن يتعظ ويعتبر، ولن يتخلص من عيوبه وأخطائه.
* كنت أنوي استخدام هاتين الحالتين المتناقضتين في مواقفهما عقب ما شاهدته واستمعت إليه وقرأته بعد نهاية مباراة (الاتحاد والهلال) الأخيرة، فوجدت أن الحوار (المباشر) يفقد قيمته (الأدبية) وأهدافه الجميلة والنبيلة وقوة تأثيره تجاه المعنيين به إذا لم يدعم بأدلة، تحقق غايات النقد البناء والهادف، ففضلت العودة إلى شريط المباراة من جديد لأبحث عن (تعريف) لمعنى (الظلم) في المفهوم الذي عبر عنه الهلاليون، مقارنة بالحالتين السابقتين المشار إليهما في القفزتين الأولى والثانية.
* بدأت أولا بـ(الاحتكاك) الذي حدث بين الحارس الهلالي والمدافع الاتحادي، فوجدت أنه (التحام) عادي جدا خال تماما من العنف والخشونة، وأن خطورته تكمن في (اندفاع) تكرر من الدعيع في مباراتين، فقد على أثره (توازنه)، فالمرة الأولى كانت في (ذهاب) كأس البطولة العربية، حينما أسقط (المنتشري) بيده وهو مندفع على ظهره، والمرة الثانية اندفاعه في مواجهة الطارقي ومجموعة أخرى من اللاعبين، الذي كاد أن يودي بحياته.
* إعجابي الشديد بقناة (أوربت) حرضني بأن تكون هذه القناة التي عادة ما يستشهد بها الهلاليون إلى استرجاع كافة اللحظات بـ(الحركة البطيئة) متعاطفا مع آهات ناصر الأحمد، وضد (قهقهات) زميله أحمد دياب، ولكن (عنف) الكلمة المستخدمة من المعلق (المتعصب) التي كان لها الزميل (المحايد) أبو أصيل بالمرصاد وضعني في موقف المقارنة بين ادعاءات عضو شرف نادي الهلال الأمير بندر بن محمد وعدالة (المطلق)، فلم أجد أي تساهل بإشهار البطاقات الملونة من قبل حكمنا الدولي تجاه الاتحاديين، فيما عدا لـ( كماشو) الذي استحق الطرد، وعدم تطبيقه نص القانون تجاه اعتراضات رئيس نادي الهلال على غير عادته، وكان من المفترض إبعاده عن دكة الاحتياط.
* أما بالنسبة للوقت الضائع فقد رصدت تفاصيله عبر ورقة وقلم وآلة حاسبة، حيث احتسب المطلق (4) دقائق قبل انتهاء الوقت الأصلي بنصف دقيقة، وقبل انتهاء الدقيقة (90) بثوان أصيب (كماتشو وهريرا) فتوقفت المباراة لمدة دقيقتين واثنين من الثانية، بما يعني أن الوقت الضائع لا يتم احتسابه إلا بعد الدقيقة 92.2.
* كما أن هناك حالة توقف حدثت في الدقيقة 94.30 حتى الدقيقة 95.18 إضافة إلى تعطيل الوقت بشكل متعمد من (معيوف) الهلال استغرق (5) ثوان ثم من (كماتشو) استمر دقيقة واحدة و(48) ثانية.
* بعملية حسابية نجد أن مجموع الوقت الضائع سواء في الزمن الأصلي أو الإضافي هو (ثماني) دقائق وثلاث وستون ثانية، ليصبح موعد انتهاء المباراة في الدقيقة الثامنة والتسعين وثلاث وستين ثانية بالتمام والكمال.
* ضربة الجزاء الاتحادية التي احتسبها المطلق في الدقيقة 52.98 ثانية وكانت صحيحة (100%) جاءت قبل الوقت المقرر لنهاية المباراة بـ(إحدى عشرة) ثانية.
* أكتب هذا التوضيح الموثق بالأرقام (والصورة أيضا لا تكذب) إنصافا للحق ولمن ينادون بالعدالة.. وحسبي أن معادلة (الظالم والمظلوم) المشار إلى مدلولاتها في مقدمة هذه المقالة يستدعي من رئيس نادي الهلال الأمير محمد بن فيصل وبأخلاقيات نثني عليها ونشيد بها، حفاظا على (الصورة) الجميلة التي انطبعت في قلوب وذاكرة جيل هو من يمثله لتقديم اعتذاره لحكم المباراة وللرياضيين عموما.
* أخيرا تهنئة من الأعماق للحكم العادل علي المطلق الذي يستحق درجة 10 على 10 وهو أفضل بمراحل وبكثير عن الحكم الهولندي، رغم أن هناك ضربة جزاء صحيحة لمرزوق العتيبي في الدقيقة (47.28) في إعاقة متعمدة من اللاعب الهلالي رقم (28)، إلا أن الضغوط التي واجهها تفرض علينا احترامه ومنحه تلك الدرجة.
___________________________________________
لكم التعليق على هالمنغولي جستنيه