صراع أزلي ومنافسة شديدة. هكذا كانت الحال دائما في سباق أجهزة ألعاب الفيديو بين عمالقة الشركات المصنّعة، والمعركة مستمرة حتى بعد أن خرجت أكبر الفرسان، مثل «سيجا» و«آتاري». وعلى مر السنين يغير الشخص جهازه المفضل كل فترة، فمن «الأتاري» الأسود إلى «الغيم بوي» إلى الـ «سوبر نينتندو» إلى الـ «ثري دو أو» وصولا إلى الـ «غيم كيوب» والـ «بلاي ستايشن» والـ «اكس بوكس»، والتطوير مستمر من أجل الجولة المقبلة. وبعـد بضـــعة أشـــــهر سنجد أنفسنا في نفس الدوامة مجددا حيث صممت مايكروسوفت وســـــوني وننتيندو على أن الوقت قد اقترب لطرح الجيل الجديد من أجهزة ألعاب الفيديو. طبعا ستكون ردة فعل المستهلك الفوريّة: أي جهاز يستحق الشراء؟ أيهم الأفضل؟ ما الأسعار؟ هنالك عدة عوامل لتقرير مصير وجود أي جهاز في منزلك، ويجب أن تجتمع العوامل التالية كلها لينجح جهاز ما: عامل تقنيّ، مادّيّ، وفرة ونوعيّة الألعاب وقت الطرح، تزأمن الطرح مع موسم الأعياد والهدايا وعوامل أخرى متعددة. فلنتعرف الآن على المتسابقين:
*
بلاي ستيشن 3
* سوني ستطرح جهاز Playstation 3 البلاي ستيشن3 في ربيع عام 2006، وسيكون «سوبر كومبيوتر» أو كومبيوتر خارقاً بالنسبة للمقاييس الحاليّة (أقوى بـ35 مرة من قوة البلاي ستيشن2). قلبه يتكون من معالج اسمه «الخلية» بسرعة 3.2 ميجاهيرتز (طوّر كمشروع بين سوني وتوشيبا وآي بي إم) مع 512 كيلوبايت من ذاكرة الكاش و512 ميجابايت من الذاكرة مقسمة بين 256 ميجابايت إكس دي آر بسرعة 3.2 جيجاهيرتز و256 ميجابايت جي دي دي آر3 في رام بسرعة 700 ميجاهيرتز.
معالج الرسومات من صنع شركة إن فيديا العملاقة ويسمّى «مصنّع الحقيقة» بسرعة 550 ميجاهيرتز وهو قادر على المعالجة بدقة 128 بت، وبوضوح P1080 على ذاكرة مقدارها 512 ميجابايت بقدرة مائة مليار عملية تظليل و51 بليون عملية رسم على مستوى النقطة في الثانية (مواصفات معالج الرسومات هذا تضاهي معالجي ان فيديا من طراز 6800 الترا فيديو الموجودة حاليا في الأسواق مجتمعين معا، بسعر 1000 دولار أميركي). وسيستطيع الجهاز قراءة أقراص دي في دي باستعمال تقنية أشعة الليزر الأزرق (بي دي روم ثنائيّ الطبقات) التي تستطيع أن تقرأ من أقراص سعتها 12 ضعف سعة أقراص الـ دي في دي الحالية (ما يقارب 54 جيجابايت من المعلومات).
وسوف يستطيع أيضا تشغيل كل أقراص البلاي ستيشن والـ «بلاي ستيشن2» (آلاف الألعاب) وكل أفلام الدي في دي. وسيتقبّل وحدات التخزين الإصبعية والمضغوطة و6 مآخذ لـ «ليو إس بي 2» وقرصا صلبا بقطر 2.5 بوصة، يمكن فصله و نقله لأجهزة أخرى لتبادل المعلومات. أيضا يمكن تبادل المعلومات عن طريق 3 مآخذ إيثرنت 10 و 100 و 1000 BASE-T/BASE-TX وواي فاي و بلو توث وبلوتوث2 . أمّا بالنسبة لأذرع التحكم فإنها لاسلكية عن طريق البلو توث (7 أذرع في آن واحد) تشبه هراوة الرجل الوطواط، أو باستعمال أذرع سلكية عن طريق اليو أس بي، أو عن طريق الوصل على شبكة، أو عن طريق الواي فاي (وصل جهاز البلاي ستيشن الجوالPSP لاستخدامه إمّا كذراع أو كشاشة إضافية). ويمكنه تجسيم الصوت بمقاييس دولبي 5.1 ودي تي إس و«إل بي سي إم»
. وله مآخذ لإخراج الصورة لتلفازين عاليي الدقة. ويستطيع تشغيل ملفات صوتية و صورية ودردشة مع الصورة على الإنترنت. شكله الخارجي أملس محدب. يمكن وضعه أفقيّا أو عموديّا، وسيطرح مبدئيّا بثلاثة اختيارات للون: أسود، فضي أو أبيض. اسم الجهاز مكتوب بخط يشابه الخط المستخدم في عنوان فيلم الرجل العنكبوت 2. وستعتمد سوني على وصل الجهاز بالإنترنت للعب والمنافسة بين الأصدقاء. وبحسب تحاليل شركة ويدبراش مورغان، فإن سعر الجهاز الكامل (مع كل الزيادات مثل القرص الصلب وتسجيل البرامج التلفزيونيّة على أقراص ال دي في دي...) سيكون في إطار الـ500 إلى 700 دولار أميركي وسيكون محور صالة المنزل، أمّا الجهاز البسيط المعدّ للألعاب فقط، فإنّ سعره سيكون بحدود الـ 250 إلى 300 دولار أميركي.
*
إكس بوكس 360
* مايكروسوفت بدورها ستصنع ماردا أنيقا اسمه Xbox 360 إكس بوكس 360 ليحتفل في موسم الأعياد في نهاية عام 2005 وسوف يكون أقوى بـ15 مرة من جهاز الإكس بوكس الحالي. معالجه من صنع «آي بي إم» مكون من ثلاثة معالجات متطابقة بسرعة 3.2 جيجاهيرتز مع 1024 كيلوبايت من ذاكرة الكاش و512 ميجابايت من ذاكرة «جي دي دي آر3» رام بسرعة 700 ميجاهيرتز. معالج الرسومات من صنع شركة إيه تي آي بقدرة 48 مليار عملية تظليل في الثانية بوضوح p720 أو 1080p مع قدرة منع تكسّر الخطوط المائلة. أمّا بالنسبة لأذرع التحكم فإنها لاسلكية (4 أذرع في آن واحد) وتستطيع اختيار درجة الاهتزاز وزر للانتقال بين ملفات الصوت والصورة والإنترنت والأفلام. ومن المؤكد أن يكون به 3 مآخذ «يو أس بي 2»، ومأخذان لوحدات ذاكرة. الصوت سيكون مجسما
باستعمال 256 قناة صوتيّة و320 قناة فك ضغط منفصلة بقوة 32 بت، مع الدعم للصوت بتردد 48 كيلوهيرتز بقوة 16 بت. محرّك الأقراص دي في دي ثنائيّ الطبقات بسرعة 12 يستطيع تشغيل كل أقراص الإكس بوكس الحاليّة (مئات الألعاب) وكل أفلام الـ «دي في دي» والأغاني (العاديّة والمضغوطة بنظامي إم بي3 أو دبليو إم إيه) وملفات الصور الرقمية والكاميرات الرقميّة وأجهزة الموسيقة الجوالة والاتصال مع أي جهاز كومبيوتر يعمل على نظام ويندوز إكس بي، وضغط الأغاني على القرص الصلب. له مأخذ إيثرنت وواي فاي. وسيتقبّل وحدتيّ تخزين ابتداء من سعة 64 ميجابايت. يمكن وضعه أفقيّا أو عموديّا. يمكن تركيب أغطية مختلفة له لتلائم مختلف الأذواق أو الغرفة الموضوع بها. وستطلق معه أداة للتحكم عن بعد (للأفلام ومشاهدة التلفاز وسماع الموسيقى
ومشاهدة الصور الرقميّة) وكاميرا (للدردشة بالصورة بقوة 1.3 ميجابيكسل بوضوح 640 في 480 بمعدل 30 صورة في الثانية، مجهزة بمايكروفون يشبك باليد، ويمكنها تصويرك ووضع صورتك في الألعاب) وسماعة للرأس (مجهزة بمايكروفون يشبك باليد). القرص الصلب يبدأ من 20 جيجابايت و يمكن فصله ونقله لأجهزة أخرى لتبادل المعلومات. وستعتمد مايكروسوفت إعلاميّا بشكل أكبر من نظيرتها سوني على وصل الجهاز بالإنترنت للعب والمنافسة بين الأصدقاء. وبحسب تحاليل توني جيكاس من شركة بايبر جيفري فإن سعر الجهاز الكامل (مع كل الزيادات مثل القرص الصلب
والكاميرا...) سيكون في إطار الـ 350 إلى 400 دولار أميركي وسيكون محور صالة المنزل، أمّا الجهاز البسيط المعدّ للألعاب فقط، فإنّ سعره سيكون فوق ال300 دولار أميركي. الطريف (أو لربما من الذكاء) في الموضوع أن مايكروسوفت لم تسمّ الجهاز إكس بوكس 2، بل اختارت إكس بوكس 360 ليكون رقم جهازها أعلى من رقم الأجهزة المنافسة. أمّا بالنسبة للمستهلك، فإن الرقم 360 قد يكون عدد الدولارات التي سيطلق سراحها ليحصل على هذا الجهاز. ومن المقرر أن تطلق لعبة «هالو 3» على الإكس بوكس 360 المترقّبة بشغف شديد لمحبي هذه اللعبة في فترة إطلاق الـ «بلاي ستيشن3»، وستطلق حوالي 40 لعبة يوم طرح الجهاز في الأسواق.
*
«ثورة» ننتيندو
* أما ننتيندو فإنها ستطلق جهازها المسمى بـ Revolution أو الثورة في موعد غير معلن عنه في عام 2006، وسيكون أقوى بـ3 مرات من جهازها الحالي الجيم كيوب. أرتفاعه حوالي 3 علب دي في دي (ملقاة على جانبها) و بعرض علبة واحدة تقريبا. معالجه (اسمه برود ويه) يتكوّن من 4 معالجات من صنع آي بي إم بسرعة 2.5 جيجاهيرتز من طراز جي5 المعدّلة، مع 128 كيلوبايت من ذاكرة الكاش القريبة من المعالج و512 كيلوبايت من ذاكرة الكاش الأبعد قليلا. معالج الرسومات من
صنع شركة إيه تي آي (اسمه هولي ود) من نوع آر إن 520 مع 16 ميجابايت من الذاكرة من نوع إي دي رام المؤقتة لرسم الصورة. محرّك الأقراص سيشّغل أقراصا بقطر 12 سنتيمتراً وأقراص الجيم كيوب الصغيرة (مئات الألعاب)، و من الممكن شراء قطعة إضافيّة لتشغيل أفلام الـ «دي في دي». ألأقراص تدخل في فتحة المحرك، مثل مسجلات السي دي في السيّارات. لديه 512 ميجابايت من الذاكرة ومأخذ لتكبير الذاكرة من نوع إس دي، ومأخذان يو أس بي 2 واي فاي. الجهاز لا توجد به أزرار بارزة، ويدا التحكم لاسلكيتان. ومن الممكن تحميل العاب ننتيندو السابقة (من أجهزة الننتيندو 64 والسوبر ننتيندو وحتى الننتيندو القديم) الى الجهاز وللعب بها. وتعتمد ننتيندو أيضا على وصل
الجهاز بالإنترنت للعب والمنافسة بين الأصدقاء. ننتيندو تقول انّ قوّة الجهاز مهمة، و لكن الأهم هو نوعيّة الألعاب التي ستصنعها، وطريقة التفاعل معها.
الصراع حامي الوطيس، فسوني لديها ترسانة من الألعاب التي ستعمل فورا على جهازها الجديد القويّ، أمّا مايكروسوفت ستشبك جهازها مع أجهزة الحاسب الآلي التي تعمل بنظام ويندوز إكس بي وستكسب عامل الوقت، وننتيندو ستغير نوعية الألعاب و طريقة التفاعل معها. الألعاب التي ستوجد وقت طرح الأجهزة سيكون لها التأثير الأكبر في إدهاش المستهلك وإقناعه بشراء جهاز ما. الأسعار متقاربة، والأجهزة الجديدة متطورة جدا، والشركات تعد بألعاب لا تستطيع التمييز بينها وبين أفضل الأفلام التي تستعمل تقنيّة الحاسب الآلي، الإعلانات والحملات الإعلامية بدأت بالفعل... والقرار لك في النهاية.
المصدر 
الجيل الجديد من أجهزة ألعاب الفيديو 
الوضع العادي
