
23/05/2005, 03:12 PM
|
زعيــم فعــال | | تاريخ التسجيل: 25/05/2004
مشاركات: 242
| |
شاب ؟؟ يفجّر قنبلة بأمه ! .. وُلد وترعرع على الدين .. عُرف عنه الصلاة والفلاح والتقوى منذ نعومة أظفاره ! ..
كان نبراسا ومنهجا لدماثة الخلق .. منبرا ومنهلا للعلم والدين والهدى .. سراجا منيرا لكل من يعرفه وسمع عنه !..
كان طالبا مثاليا .. وحسبما سمعت لم يقبل دون ( ممتاز ) بكل ما تطوي الكلمة ورائها ..
إثناء دراسته بالكلية المتوسطة حصّل في إحدى المواد على درجة ( جيد جدا ) فأعادها من جديد وحصل على ما يريد ..
تولى إمامة مسجد حارته وهو شابا يافعا بالمرحلة الثانوية .. تقدّم على رجالا أكبر منه سنا وأكثر رشدا وأعلى شهادة ومرتبة .. فأجاد ! ..
يصعب ويتعسر على من يجيد الغوص في بحور النفس والمعرفة إن يكتشف في أعماق هذا الشاب غير الدين وسعة الإطلاع .. المبرة والمودة .. المروءة والرحمة .. النزاهة وكل الصفات الحسان ..
لسيرة وسمعة هذا الشاب عبق وشذى .. ولأسمه رنة وصدى ..
لكن .. رغم تلك الحسان وأخرى لا حصر لها .. فقد فجّر هذا الشاب عبر قمر ( الثريا ) قنبلة مدّوية في أذن أمه وصلت شظاياها مسامع كل أقاربه ومعارفه ! ..
القصة .. بدأت قبل شهر .. أرويها لكم باختصار:
غاب ( الإمام ) فجأة عن أهله وجماعته في عطلة نهاية الأسبوع فحسب الجميع أنه في رحلة برية ( قيلة ) كعادته ..
كان والده في انتظار عودته .. وعندما تأخر وبزغ فجر السبت .. شك والده من أمره وتطلعاته .. فراجع في صباح ذلك اليوم إدارة الجوازات .. سأل عنه .. فكانت الصدمة : لقد خرج أبنك من الحدود ( الحديثة ) عند الساعة الرابعة فجرا ! ..
لم يكن أمام الأب من خيار سوى أن يعود لبيته مسرعا ويلقط جوازه وبعض أغراضه ويبلغ أم الولد وبقية أفراد أسرته بأنه مسافرا لسوريا لغرض ما ! ..
حينما وصل الأب سوريا .. ذهب إلى السفارة أولا وسأل .. فأبلغته السفارة أن أبنه حيّا يرزق بسوريا وعليه أن يبحث ! ..
طيلة ثلاثة أيام .. كان الأب يجوب شوارع دمشق من فتدق إلى فندق ومن شقة إلى أخرى بحثا عن أبنه .. فلم يجد أثر ! ..
وفجأة وبلا ميعاد .. أتصل الابن الشاب على أمه عبر قمر ( الثريا ) متوسلا ومسترحما : سامحيني يا أماه وأحليني .. أنا بالفلوجة ! ..
الأم الرءوم التي غذته من رحيق دمها تسعة أشهر ومن شهد صدرها أشهر أكثر .. وأمطرت عليه من جفنيها وابل من الرعاية والحنان طيلة 25عام هي زهرة عمره صعقت وصدمت من هول الصدمة ! ..
لم يكن أمام الأم الرءوم إثناء المكالمة إلا أن تصرخ بكل ما تملك من نبرات الحنان والعطف ولإحساس والوجدان مستجدية ومتوسلة أبنها بأن يعود ! ..
لكن الابن ( البار ) ضَرب بعرض الحائط كل صرخات وويلات أمه وكافة حقوقها ! .. بعد المكالمة أدخلت الأم العناية ! ..
بُلغ الأب بالاتصال وما جرى بعده .. وعلى ضوء شهادة السفارة بأن الابن لا يزال بسوريا .. أستنجد الأب بأسرته فسافر فريقا من بقية أبناءه وأقرباءه للبحث عن الشاب .. فظلت النتيجة كما هي عليه : لا أثر! ..
إن كان الشاب بالفلوجة كما قال ..
فماذا ستفعل بالعراق ! .. هل ستفجر نفسك برتل أمريكي أو تنتحر بطابور من أبناء العراق المتطوعين أو بحشد من المصلين ! .. من جرك وأرسلك واستضاك ودربك وزودك بالسيارات المفخخة ! ..
الأهم .. أين مخابراتنا أمام مثل تلك الهمزات في بلادنا ! ..
لحالة هذا الشاب المسكين إن كان يسمعنا ( وأكيد أنه لا ولن يسمع طالما أنه رفض صرخات وويلات أمه ) فهي رسالة صريحة واضحة لكل من سار أو شجع خطاه ! ..
ماذا دهاكم وحداكم وحل بكم وأصابكم وغرّ بكم ! ..
هل أنتم مسّيرون أو مخّيرون أو محّيرون .. أم أن هناك شبكة خفية غسلت مخكم وأنتم لا تعلمون ! ..
ألم تقرءوا قوله تعالى ( وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياهُ وبالوالدين إحساناً إما يبلغنَّ عندك الكِبَر أحدُهما أو كلاهما فلا تقل لهما أُفٍّ ولا تنهرهما وقل لهما قولاً كريماً .. واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيراً ) " سورة الإسراء آية 23- 24 " ..
هل نسبتم قوله تعالى ( ومن يقتل مؤمناً متعمداً فجزاؤه جهنم خالداً فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذاباً عظيماً ) " سورة النساء آية رقم 93 " ..
فبماذا فسرها أبن لادن أو الظواهري أو الزرقاوي أو من غرر بكم ! ..
وماذا يريد رائدكم المسيّر من قبل الموساد ( دون أن يدري ) من أبنائنا وشبابنا ! ..
لعلمكم .. ففي لقاء أجري مع أبن لادن قبل سنوات .. سئل عم يطمح .. فقال بما معناه ( أريد ما بين السادسة عشرة ومنتصف العشرينيات أن ينظم إلى قافلتي .. فهم أهل الجهاد ! ) ..
هذه طموحاته وحدود رؤيته .. فهل هذا المسّير أهل ليتكلم عن الإسلام ! ..
أم أن مبادئه وطموحاته وتطلعاته استغلت من قبل الصهيونية العالمية ( من حيث لا يدري ) لتلصق تهمة الإرهاب باسم الإسلام بعدما شعرت أن العالم أجمع تشيع ومل ولم يعد يكترث بفكرة تسويق ( معاداة السامية ) ! ..
الموضوع قضية .. وللقصة بقية ..
حسبنا لله وهو نعم الوكيل ! .. والله من وراء القصد . |