[align=center]ليس ثمة ما يدفعنا إلى السخط والتبرم بعد خسارة الهلال وخروجه من مسابقة دوري أبطال العرب .. حتى وإن تلاشى الطموح الذي كان يغمرنا بتحقيق جميع بطولات هذه الموسم .. لأن هذا الطموح كان يصب في خانة التفاؤل الجماهيري المفرط .. لكن في الواقع هناك أمور وأحداث قد تعيق أي عمل يسعى إلى الكمال وتحقيق المعجزات ..

الإصابات والإيقافات والإهمال والأخطاء الإدارية والفنية والتحكيمية حتماً كانت ستلعب دور مهم في ضياع بطولة أو بطولتين ..

تبقى بطولة أبطال العرب بطولة ثانوية في الحسابات الهلالية .. ويجب أن نعي بأنه كان بين سطور تصاريح رئيس الهلال والمدرب اتجاه لعدم إعطاء هذه البطولة أهمية كبيرة .. يكفي تصريح الأمير محمد بأن الستة ملايين ريال جائزة المركز الأول ستوزع كمكافأة على اللاعبين في حال تحقيق البطولة .. ويكفي من باكيتا تصرفه بإراحة سبعة لاعبين مؤثرين من تشكيلة الهلال في مباراة الذهاب مع الإتحاد .. كانت رسالة سرية بأن الهلال يطمح إلى ما هو أكبر وأفضل وأن بطولة أبطال العرب لو تحققت سينسب فضلها للاعبين فقط ..

فريق الهلال كان موسمه هذا موسم عامر بالمباريات .. ثري بالبطولات والمشاركات .. ومعظم لاعبي الهلال كانوا بالإضافة إلى مشاركتهم مع الفريق يلعبون مع المنتخب في عدة بطولات مهمة ( كأس الخليج , تصفيات كأس العالم , بطولة التضامن ) ..

إذاً هناك مجهود عظيم قُدم وتضحيات كبيرة قدمت وعمل خارق قدمه الجميع .. فليس هناك أدنى مبرر للسخط والتبرم واللوم الذي يمارسه بعض الجمهور في كتاباتهم أو مناقشاتهم .. فالمرء لا يلام بعد اجتهاده ..

ومع أن التعب والإرهاق بعد نهائي كأس ولي العهد كان من المتوقع أن يكون حاضراً في مباراة الهلال والإتحاد .. إلا أن نجوم الهلال استطاعوا تقديم مستوى مقنع إلى حد كبير .. كان الهلال الأفضل وأضاع فرص عديدة ولم يخسر إلا بأخطاء ( لم يكن يجب أن تناولها بهذا الشكل الكبير جداً ) ..

قد يكون الدوخي قدم مستوى أقل من المتوقع .. لكن من المشين في حقنا أن ننعته بالمتخاذل أو كمن يود خطبة ود الإتحاد ..

قد يكون ديسلفا عالة على الفريق .. لكن يجب أن نختار الوقت والأسلوب الراقي لنقد الإدارة .. لأنه حسب تصريحات الإدارة لن يتم البت في موضوع ديسلفا إلا في نهاية الموسم .. أصبحت أسطوانة الحديث عن ديسلفا مملة جداً جداً فأتركونها منها ..

قد يكون المتوقع من العنبر أن يلعب بشكل أفضل وأن يقاتل على الكرة .. لكن هذا اللاعب بحاجة للنقد الهادف والتشجيع أكثر من اللوم والتقريع .. فعمر اللاعب صغير وقد يتأثر بالنقد السلبي سلباً كما سيتأثر بالنقد الإيجابي إيجاباً .. ثم أن مساهمته في حسم بطولتين تجعل من التناول الجارح في حقه محل إستياء من الجميع ..

قد يكون حسن العتيبي أخطأ ويتحمل الأهداف .. لكن يجب علينا عدم نسف مجهوده وإبداعه هذا الموسم من أجل هفوة .. لا حظوا صالح الصقري كيف تعامل معه إعلام الإتحاد وجمهوره وإدارته رغم خطأه الأعظم من خطأ العتيبي .. لا حظوا كيف تم دعمه باللافتات المشجعة والكلمات المحفزة .. ومنحه شارة قيادة الفريق في ظل وجود لاعبين أكبر وأقدم .. يجب أن نتعلم من غيرنا كيف نعفو عن نجومنا .. فالفريق مقبل على مشاركة أهم و نجوم الهلال أمامهم مشاركة وطنية هامة ..

وبعد , الهلال هذا الموسم حقق ما يُطمح إليه .. ثلاث بطولات غالية سيخلدها التاريخ وستكون شاهدة على أن رجال موسم 1425-1426هـ كانوا رجالاً بحق .. تحملوا المسئولية وقدموا أعمال عظيمة .. بدايةً من الرئيس الرائع الأمير محمد بن فيصل الذي أجاد رسم خطة محترفة لإعادة هيبة الفريق , لإعادة نجوم الفريق إلى مستوياتهم المعروفة , ولإعادة الجمهور العظيم إلى المدرجات .. الشكر لا يفي أبو سلطان حقه فما قدمه من جزيل العطاء وعظيم الجهد أكبر من كل شكر ..

أيضاً السيد باكيتا .. يستحق الشكر والثناء على ما قدمه من جهد .. هذا المدرب يحمل فكر مختلف ويُعتبر ضالة الهلال التدريبية .. باكيتا مدرب عبقري وأجزم أن ما قدمه هذا الموسم من كرة رائعة وفكر جميل يُعد رسالة مختصرة عن الذي سيقدمه في الأسابيع القادمة وما سيقدمه الموسم القادم .. صحيح أنه يبقى له هفواته .. لكن هل هناك عمل بلا تقصير !!! ..

وإذا كان الرئيس والمدرب يعدان ضلعان مهمان في الهرم الأزرق فأن نجوم الزعيم هم الضلع الثالث والأهم .. ويكفي هذا الزعيم وجود نخبة رائعة من النجوم .. على رأسهم النجم الأسطوري , العلامة الفارقة في كل إنجاز هلالي , حجر الزاوية في الهلال , وكاتب التاريخ الهلالي الحديث سامي بن عبد الله الجابر .. الذي يمثل وجوده ثقل فني ومعنوي وجماهيري كبير ساهم في عودة الهلال وتحقيق طموحاته ..

لا أنسى دور الإعلام الهلالي والجمهور الهلالي العاشق في ما قدمه الفريق من إنجازات ومستويات باهرة هذا الموسم ..

أخيراً .. استمتعوا بما حققه الهلال هذا الموسم , تناسوا بطولة أبطال العرب , وتفاءلوا بالقادم ..[/align]