القادسية.. أكبر ناد جماهيري سعودي
وليد الفراج
16/05/2005
[email protected]
لأول مرة يتحول نادي القادسية الى واحد من اكبر الأندية السعودية "جماهيرية" لكنها جماهيرية تمتع بها لمدة ساعتين فقط ثم اختفت حيث صبت بدل صرخات التشجيع وتأوهات الإعجاب الى شتائم تنهمر على رأسه من ملايين المشاهدين الذي تابعوا نهائي كأس ولي العهد بسبب عدم قدرته على الصمود لمدة ثلاث وسبعين دقيقة والمحافظة على تقدمه بتسديدة البرازيلي "سوزا" التي باغتت حسن العتيبي ودخلت مرمى الهلال.
لا افهم سرّ هذه الشعبية القدساوية المفاجئة والتي ظهرت بسبب انه يقابل الهلال.. وكأن فوز الهلال او عودته الى حصد البطولات السعودية الكبرى قد تحول الى "كابوس" مزعج لبعض الشارع الرياضي السعودي!!
هل تذكرون ايام المدرسة عندما كان الطالب المجتهد في الفصل يستفزنا بقدرته على الاستحواذ على اعجاب الأستاذ من خلال اجاباته الجاهزة على كل سؤال.. وكأن الأستاذ يقول لنا ان هذا الطالب هو الوحيد الذي يستذكر دروسه في المنزل ويطالبنا ان نفعل مثله.. كان هذا استفزازا لنا بسبب عدم قدرتنا على ان نفعل مثله.. ولكن في احدى الفترات تعرض هذا الطالب المجتهد الى ظروف قاهرة في منزله نتج عنها ان اصبح يذاكر بشكل اقل ولم يعد الطالب الذي يجيب على كل سؤال.. ولهذا عندما اخطأ في احدى اجاباته ووبخه الأستاذ على فعلته.. شهد الفصل حالة من الفرح لا مثيل لها بسبب انه اصبح مثلنا.. طالب غير مجتهد !!.. انها الطبيعة الإنسانية التي تحس بالغيرة من المتميز لكن "المنطق" كان يفرض علينا الاجتهاد مثله للتفوق عليه وليس ترقب اول خطأ له حتى نصاب بالفرح من اخفاقه!!.
ان الهلال مثل هذا الطالب المجتهد الذكي.. الذي تستفز الجميع انتصاراته.. لأنه اذا فاز فإنه لا يفوز مثل غيره.. يتحول الى قضية ليست رياضية فقط.. بل الى قضية عامة.. يتحدث فيها الناس في مدرج الجامعة وفي المحاكم وفي مراكز الشرطة وفي المدارس وفي الملاعب والأسواق وحتى في طوابير البنوك عند شراء الأسهم او في خيام المساهمات العقارية.
وعندما كان الهلال يخفق.. كانت اخفاقاته تتحول الى قضية رأي عام في هذا البلد.. هناك من هو سعيد بالطالب الذي أخطأ.. وهناك من هو حزين على عثرات هذا النادي الجماهيري الكبير والذي واصل تأكيد جماهيرته العريقة في مباراة النهائي الكبير على كأس ولي العهد.
من هو النادي الذي يستطيع ان يتحمل مسؤولية ملء مدرجات ملعب الملك فهد الدولي بالجماهير؟.. فالقادسية الذي حضر لأجله اقل من الف متفرج لم يكن قادرا على تقديم مدرجات مزدحمة لولا ان الهلال هو من يشاركه المباراة النهائية.. ومن هو النادي الذي يستطيع التصدي لمثل هذا التحدي دون اطلاق اي تصريح يحث فيه الجماهير على الحضور.. غير الهلال الذي يملك جماهيرا هي السرّ الحقيقي في انتصاراته.. وهي الكابوس المرعب للاعبيه عند الإخفاق.. فهو جمهور لا يعرف حلولا وسط.. إما انتصار مرعب أو غضب أكثر رعبا!!
مبروك البطولة للهلال.. ومبروك الهلال للبطولة.. والكل يترقب المباراة الكبرى الأربعاء المقبل التي ستجمع الهلال مع الاتحاد في دوري ابطال العرب.. لأنها تحد من العيار الثقيل للفريقين.. سيجمع بطل آخر لقب سعودي محلي مع حامل لقب بطولة آسيا.. والرابط بينهما لقب الجماهيرية الأكبر في السعودية.. من يتحدى على أنها ستكون مباراة الموسم؟
مقال اكثر من رائع لوليد الفراج..القادسية.. أكبر ناد جماهيري سعودي!! 
الوضع العادي
