خواطر: جلسة سمر !!
.. تخيلوا معي لو قامت احدى الصحف او المجلات الغربية بنشر «كاريكاتير» يصور فتاة خليجية ترتدي نقاباً وتضع على رأسها «كاباً» فوق النقاب،
ليس هذا فحسب بل تقف لتهز وسطها امام مجموعة من الرجال... ترى ماذا سيحدث؟! .. دون ادنى شك سنكيل الاتهامات للصحيفة والكاريكاريست، ونتهمهم بالتجني علينا. وسننعتهم بالحاقدين الذين لا يهمهم سوى تشويه صورة الفتاة العربية، والمجتمع الخليجي المحافظ.. هذا لو تخيلنا ان الموضوع مجرد كاريكاتير، اذن ماذا سنفعل لو اتضح ان الامر حقيقة واقعة شاهدها آلاف ان لم نقل مئات الآلاف من البشر على قناة «وطنية»، ومن دون تدخل او ايعاز من اي امبريالي حاقد او اجنبي يريد تشويه الحقائق!! .. وبكل اسف فان ما تم و«سيتم» عرضه الليلة ايضاً، يفوق مخيلة كل من أراد الطعن في هذا المجتمع والنيل منه.
.. وهو بلا شك ينقل صورة سيئة للغاية عن المجتمع الخليجي بشكل عام.. ولكن جديد هذه المرة ان الاساءة دمغت بختم كتب عليه «بأيد وطنية»!! .. مناظر يندى لها الجبين.. حركات تعكس منتهى قلة الذوق و«التفاهة».. إساءة وإذلال للزي الخليجي التقليدي، واسقاط واضح لهيبة الحجاب والنقاب..
وقبل هذا وذاك انتقاص واضح من رجولة الرجال، وحشمة المرأة الخليجية..والاهم من هذا كله التخلى عن القيم الاسلاميه باسلوب سافل فالاسلام يدعوا المراة ان تقر في بيتها ولا تتبرج تبرج الجاهلية الاولى وهولاء لا يرضيهم الا ان تخرج المراة من بيتها وينقص من قدرها على انها سلعه
رخيصة يتلاعب بها من لايفكر الا ب...... وكل ذلك وللأسف في وسيلة اعلام يفترض فيها نقل الصورة الحضارية التي تمر بها الدولة، لنلقم اعداءنا والذين يتصيدون لنا حجراً نسكتهم به، ولكن يبدو ان الحجر اخطأ الرمية!! .. لا شك في ان كل من تابعوا تلك «الجلسة» اصيبوا بدهشة، بل صدمة شديدة جراء ما يفعله الجمهور «الكريم»، الذي اعتبره المذيع «المبسوط جداً» دليلاً على نجاح برنامجه، واطلق عليه لقب النجم رقم واحد، متصدراً النجوم الذين سهروا معه حتى ساعات الصباح الاولى في جو الانس والطرب والرقص و«السمر»..
.. ولعل اسوأ منظر نقلته الكاميرا هو ذلك المنظر لفتاة خليجية «تتمخطر» على مدرجات المسرح جيئة وذهاباً وهي تهز رأسها وجسدها. وترتدي وبكل اسف ــ العباءة والنقاب، وكمزيد من الاذلال لهذا الزي وضعت على رأسها «كاب» فوق النقاب مع ان جلسة السمر هذه ليلية ولا مبرر لوجود الكاب اصلاً!! فتيات اخريات «شلهن الهوى»، ولم يستطعن مقاومة الطبل، فاصطففن امام الحضور و«هات يا رقص» وبكل ما اوتين من قوة.. بصراحة «ما قصرن»!! احداهن ايضاً قامت لترقص فليس من «هزن» افضل منها، وللأسف قابلتها «الكاميرا» وهي ترفع يديها، لينكشف ما تحت العباءة من ملابس ضيقة جداً تستحي اي ممثلة اجنبية من ارتدائها.. وكمزيد من الاذلال ايضاً كان النقاب موجوداً!! فتيات أخريات كن اكثر احتراماً من اللواتي وقفن للرقص على المدرجات، ففضلن الجلوس ولكن مع تحريك الرقبة واليدين في حركات متشابهة بشكل متقن، يبدو انهن تدربن عليها بشكل جيد قبل الحفلة!! وفي جو «موبوء» مثل هذا، لم يكن الرجال اقل حظاً من النساء فالجميع في «الهوى سوا» والامر سهل جداً، لا يتطلب سوى الوقوف و«التلثيم» بالغترة ومن ثم الرقص حتى.. الثمالة!! احدهم لم يرحم شيبته، ولا الشعر الابيض الذي غزا لحيته وشاريه، فوقف يحمل «مسباحه» في يد وطرف «الكندورة» في يده الاخرى و.. عينك ما تشوف الا النور.. اعتقد انه «يهز» افضل من فيفي عبده!! وبما ان شر البلية ما يضحك، فان المفارقة العجيبة كانت عند اولئك الذين يطلق عليهم «الكورال»، او المرددين الذين يرددون الاغنية مع المطرب.. فهم هنا في هذا البرنامج يجمعون بين عدة ادوار، فهم كورال، وفي الوقت نفسه مهرجون، وايضاً راقصون والمفارقة حدثت عندما غنى احد المطربين اغنية وطنية، ولا ادري بالضبط لماذا اختارها في جو «انس» مثل هذا الجو البعيد تماماً عن الوطنية. المهم جاءت الكاميرا على هؤلاء «المهرجين» وهم يترنحون يميناً ويساراً ويهزون اكتافهم و«يجولعون» برقابهم في الوقت الذي يرددون فيه جملة «حنا رجال في وقت الشدايد»!! اعوذ بالله من يصدق ذلك!! .. هذا جزء قليل، وقليل جداً من السخافات التي حدثت في هذه الجلسة لان الكاميرات بكل تأكيد لم ينقلن سوى 10% من الصورة الحقيقية، فاذا كان ما تم بثه على الهواء مباشرة.. اذن الله العالم ماذا حدث خلف الكواليس!!
بقلم: سامي الريامي
عن موقع
http://www.islamtoday.net/
الذي ننصح الجميع بزيارته