في ليلة اثبتت فيها الجماهير الهلالية تميزها وعالميتها ..
في ليلة اثبت فيها الهلاليون أن الفرح صناعة زرقاء ..
في ليلة شاهدت السعادة تغمر وجه السعد أبوسلطان .. فغدى كالقمر المنير ..
في ليلة كاد أن يأتي فيها باكيتا بالعيد في الوقت الخطير ..
في ليلة كان العريس فيها أحمد الصويلح ..
في ليلة زرقاء .. قطع الهلال نصف المشوار .. لن اقول بكل اقتدار ..
فلقاء الاياب صعب .. وسيبحث فيها الاتحاد عن رد الاعتبار ..
ولكن دعونا نفرح الآن ... فما أجمل ليالي الانتصار .

بدا باكيتا المباراة بتشكيلة شبه متوقعة ...
كان عنصر المفاجأة الوحيد فيها هو وجود مشعل الموري ..
وكان يعيبها عدم وجود مهاجم أخر .. فالهلال يلعب على أرضه ويجب أن يفوز لكي يرتاح في الاياب ..
في المقابل كانت العناصر الاتحادية المهمة موجودة .. والاخبار التي ذكرت قبل اللقاء عن غياب بعض العناصر كانت للمناورة فقط ..
ولكن على مين تلعبها .. على مين يا ابن الناس ..
هذا الازرق يا اتي .. يهزمكم في الدوري أو في الكأس ..!!

شوط أول هلالي بحت .. من فوق لتحت ...!!
خشونة اتحادية غير مستغربة .. ضرب على المفاصل .. ولكن مع ذلك الابداع الازرق يتواصل ..
مراقبة لصيقة لسامي ... آآآآه يا سامي لقد أصبتهم بالعقدة .. ويبدوا ان الخوف من تكرار مباراة فتح الشوارع والمسحب البلدي لا تزال عالقة في اذهان مدافعي الاتحاد ..
بس ما ألومهم فاللي سواه سامي ذاك اليوم موب هين ..!!

الشوط الاول أنتهى بالتعادل السلبي ..
كان بأمكان الهلال الخروج بهدف أو هدفين .. بل حتى بثلاثة ..
المسئلة كانت استعجال وعدم توفيق .. والا المفروض ثلاثة تشعل مرماهم حريق ..!!
في المقابل هجمات اتحادية خجولة .. تصدى لها الدفاع والدعيع بسهولة ..
وكالعادة يتقوقع الاتحاد ولا يظهر .. امام الزعيم بهي المنظر .

قبل بداية الشوط الثاني بدقيقتين تقريباً أقترب من المدرجات رجل ولا كل الرجال ..
وقف كالشامخ أمام المدرجات ..
نظر اليهم نظرة أعجاب ..
رفع كلتا يديه ..
بمنتهى الحماس وبمنتهى الروعة يطلب من الجماهير المساندة والتشجيع ..
كان المنظر بديع ..
لا داعي ان أذكركم ان هذا الرجل هو محمد بن فيصل ...

بدأ الشوط الثاني .. الازرق يهاجم والاتي يعاني ..
والجمهور يسطر بتشجيعه أروع المعاني ..
مؤازرة وتصفيق وترديد لأجمل الاهازيج والأغاني ..
التفاؤل يزداد .. وتشتعل الاماني ..
الجمهور ينتظر الهدف وتبادل التهاني ..
ولكن الدقائق تمر .. والهدف لم يأتي ..
هجوم هلالي .. واغلاق من الآتي .

باكيتا يخرج الشلهوب ويدخل دي سلفا ..
علامات الاستغراب لاحظتها على وجيه الاغلبية ..
الشلهوب كان من أبرز نجوم اللقاء ..
ولكن لكل مدرب قناعته ..
بعدها بقليل احمد الصويلح مكان سامي .. والياس مكان الموري ..
ما هذا يا باكيتا ..
سامي والشلهوب مرة واحدة ..
ولكن ايضاً لكل مدرب قناعاته ..

اقل من عشر دقائق تفصلنا على نهاية اللقاء ..
الحماس الجماهيري بلغ الذروة ..
ضربة زاوية للهلال ..
هذه المرة الدوخي يتقدم لها ..
الدوخي كان النجم الابرز في اللقاء ..
الدوخي بكل حرفنة يرف الكرة بالمقاس على رأس أحمد الصويلح ..
أحمد الصويلح بأسلوب الكبار يرتقي للكرة ..
بأسلوب المبدعين يلعبها برأسه ..
وأذا أجتمع أسلوب الكبار والمبدعين فالنتيجة الحتمية هي :
GOOOOOOOOOOOOOOOOOOOL
ما اروعك يا أحمد الصويلح ..
ليست المرة الاولى ولا الثانية ولن تكون الأخيرة التي تحسم فيها لقائات كبيرة بأهداف حاسم ..
احمد اصويلح أسمح لي أن أطلق عليك ( الحاسم ) ..

حاول الاتحاديين بعدها .. ولكن أنى لهم ذلك ..
هذا الهلال يا شاطر أنت وياه ..
هذا الهلال اللي لا تحلمون بأي بطولة اذا كان في طريقكم الهلال ..
أستعرض الهلاليون في الدقائق الأخيرة ..
وايقن الاتحاديون بالهزيمة المريرة ..
ولكن عفواً فلن تكون هذه الآخيرة ..
فتسشاهدون المزيد من الحزن في القادم من الايام ..!!

ثالث لقاء على التوالي نكسب الاتحاد فيه ..
في الدوري أكتسحناه برباعية .. في لقاء المسحب المشهور ..!!
في نهائي الارهاب قتلناه بهدفين ..
في كاس ولي العهد اذقناه مرارة الهزيمة بهدف ..
ثلاث بطولات بثلاث هزائم ..
وتبقى نصيب البطولة العربية ..
ولكنه ليس بالبعيد ..
وتجهزر من الآن يا عميد .

نقاط سريعة :
* هذه المرة عدت على خير يا باكيتا
* جمهور هلالي اقل ما يقال عنه عالمي
* الدوخي النجم الاول في اللقاء
* الصويلح يمارس هوايته في الانقاذ في اللحظات الحاسمة
* خالد عزيز يجب أن اشيد به في لقاء الليلة
* سامي ما قصر .. والشلهوب كان مبدع للغاية
* كماتشو قدم لنا بعضاً من لمساته الساحرة
* روح وحماس واخلاص غير مستغرب من جميع لاعبي الهلال
* الحكم كان موفقاً للغاية

موقف حصري
شاء الله أن يكون بجواري في الملعب الأخ العزيز طلال الصويلح ( الشقيق الأكبر لأحمد الصويلح ) ..
عندما نزل أحمد الصويلح للملعب ماذا فعل طلال ..
أخرج جواله وأرسل الرسالة التالية :
( يا أمي دعواتك بالتوفيق لأحمد في الدقائق اللي بيلعبها ) ..
هل اقول أنها دعوات أم أحمد التي أنقذت الهلال ..
أم ماذا أقول ..
الموقف كان أكبر من كل الكلام ..
ولكن باختصار :
يا طلال .. أخاك اليوم انقذ الهلال ..
وكلنا اليوم ردد : عشت لنا يا احمد