[align=center]وثيقة تطوير الكرة السعودية[/align]
[align=justify]بالأمس القريب كنا نتفاخر بإنجازاتنا الآسيوية سواء على مستوى المنتخبات أو الأندية نظير ما حققناه من إنجازات طيلة العقدين الماضيين شهدها العالم أجمع ، إنجازات لم يسبقنا إليها أحد على مستوى العالم فلعب منتخبنا على نهائي كأس الأمم الآسيوية خمس مرات متتالية في سابقة تعد الأولى من نوعها . [/align]على مستوى الأندية فلقد حققنا اثني عشر بطولة آسيوية وأصبح نادي الهلال زعيم آسيا الأول بلا منازع وكان يستحق لقب نادي القرن لولا رفض الاتحاد الآسيوي تقديم هذه الجائزة لأسباب غير مقنعة .
[align=justify]أما اليوم فلم تعد لنا تلك الهيبة التي نعتقد ، بدءاً من خسارة الثمانية الألمانية الشهيرة التي ستظل عالقة في الأذهان مرورا بهبوط مستوى الدوري وإخفاقات الأندية على المستوى الآسيوي ، ومروراً بالإخفاق الآسيوي المذل والمهين للكرة السعودية الذي جعلنا نردد كثيرا آآآآآآآه يا الأخضر! فهل يعقل أن يحتل الأخضر المركز الأخير في تلك المجموعة ؟!!!!!!!! انتهاءاً بالإخفاق الخليجي الأخير في دوحة قطر .[/align]
ولو بحثنا وتقصينا عن الأسباب التي أدت إلى انحادر الكرة السعودية فإننا سنجد أن تلك الأسباب تكمن في غياب المنظومة الإحترافية وتتلخص في :
• تكوين الإتحادات الرياضية وخلوها من المفكرين الرياضيين والمتخصصين في هذا المجال إلا من رحم ربي .
• عدم وجود موارد مالية كافية للأندية وغياب الخصخصة .
• نظام المسابقات المحلية الفاشل .
• الصحافة المحلية بنقدها الغير بناء
• الأندية بمجالس إدارتها والعاملين فيها حيث نجد بشكل واضح غياب المتخصصين في هذا المجال .
• اللاعبين وغياب مفهوم الاحتراف لديهم بشكل واضح .
• عدم الاهتمام بالنشء .
وأخيرا أعتقد بأن هذه الأسباب واضحة ولا يمكن تجاهلها .

أما بالنسبة للحلول التي أعتقد من وجهة نظري أنها قد تساهم في رفع مستوى الكرة السعودية فهي تشكيل اتحاد كرة قدم جديد برئاسة الأمير سلطان بن فهد ونائبه الأمير نواف بن فيصل مع إدخال بعض المفكرين الرياضيين مثل الأمير محمد العبد الله الفيصل و الأمير عبد الله بن مساعد و الأستاذ عبد الله العذل والدكتور مدني رحيمي في اللجان العاملة في هذا الاتحاد على الأقل خلال الفترة الحالية لأني أعتقد بأن الكرة السعودية في حاجة لهم لتتمكن من النهوض من أزمتها الحالية لخبرتهم الكبيرة في هذا المجال .
بالنسبة للمسابقات الرياضية المحلية فهي فاشلة تماما وغير مجدية، وأعتقد أنه يجب أن تكون هناك تغييرات جذرية في نظام وتشكيل وطريقة تلك المسابقات ومن هذه التغييرات ما يلي :

أولا : مسابقة كأس دوري خادم الحرمين الشرفيين حفظه الله :
• زيادة عدد الأندية بحيث تصبح على الأقل 14 فريقا .
• تغيير نظام المربع الذهبي ، ولننظر مثلا للدوري الياباني والطريقة التي يتم العمل بها هناك وكيفية تأثيرها على مستوى الكرة اليابانية رغم أن هذا الدوري لم يمضي عليه سوى قرابة العشر سنوات ، وأعتقد بأن الحل لدينا يكمن في استبدال نظام المربع الذهبي الذي ظُلمت فيه كثير من الأندية وأخرها نادي الإتحاد في الموسم الماضي أمام الشباب وذلك باستنساخ نظام الدوري الياباني وتطبيقه لدينا . ففي الدوري الياباني تلعب الأندية الدوري من مرحلتين ( ذهاب وإياب ) ويكون هناك بطل للمرحلة الأولى (مرحلة الذهاب ) والبطل هو المتصدر بالنقاط ، وأيضاً هناك بطل للمرحلة الثانية (مرحلة الإياب ) والبطل هو المتصدر بالنقاط ، فمثلا إذا تصدر الهلال المرحلتين الأولى و الثانية فيكون هو بطل الدوري ، أما إذا تصدر الهلال المرحلة الأولى والإتحاد المرحلة الثانية فيلعبان مباراتين فاصلتين بنظام الذهاب والإياب تحدد هوية بطل الدوري . فهذه الطريقة اعتقد أنها عادلة لتحديد بطل الدوري وليس نظام المربع الذهبي . وأتمنى من المسؤولين الإطلاع عن كثب وقرب عن هذا الدوري ومخاطبة الإتحاد الياباني بهذا الشأن لمعرفة المزيد من التفاصيل .
• أما عدد الفرق الهابطة فيكون أربعة فرق وذلك لزيادة حدة المنافسة بين الفرق .
• تصميم شعار خاص بالدوري مثل الدوريات الأوروبية وأتمنى أن يكون له علاقة بالصقور الخضر وأن يظهر على لباس جميع الفريق .
• إلزام أندية الممتاز بالتعاقد مع إحدى الشركات العالمية في الملابس الرياضية مثل نادي الاتحاد في الموسم الماضي بالإضافة إلى التعاقد مع إحدى الشركات للإعلان على لباس الفريق لمدة موسم كامل أو نصفه على الأقل .

ثانيا : مسابقة كأس ولي العهد حفظه الله :
• تلعب مباريات هذه المسابقة خلال الفترة التي تفصل بين المرحلتين الأولى والثانية من الدوري بشكله الجديد .
• أن تلعب مباريات الكأس بطريقة الذهاب والإياب .
• أن تعطى الفرق صاحبة المراكز من الأول إلى الثامن من ترتيب الفرق خلال المرحلة الأولى ميزة التأهل المباشر لدور الستة عشر من مسابقة الكأس بالإضافة إلى مبالغ رمزية .
• أما بقية فرق الدوري الممتاز فتخوض التصفيات الأولية .

ثالثا : مسابقة كأس السوبر super cup :
استحداث مباراة كأس السوبر بين بطل الدوري وبطل الكأس وتلعب هذه المباراة في الأسبوع الذي يسبق انطلاق الدوري لتشعل المنافسات منذ البداية كما نشاهد في الدوريات الأوربية .

رابعا : مسابقة كأس فيصل بن فهد رحمه الله :
إبقاء هذه المسابقة على وضعها الحالي أي تكون هذه المسابقة للفرق الأولمبية فقط على أن يبدأ الموسم الرياضي بهذه المسابقة .

خامسا : مسابقة كأس دوري الدرجة الأولى :
• أن يكون عدد الفرق 14 فريقا .
• تأهل أول أربعة فرق إلى دوري كأس خادم الحرمين الشرفيين .
• هبوط آخر أربعة فرق إلى الدرجة الثانية .
• تطبيق نظام المربع الذهبي لتحديد بطل دوري الدرجة الأولى .

سادسا : مسابقة كأس دوري الدرجة الثانية :
• زيادة عدد الفرق إلى 14 فريقا .
• تأهل أول أربعة فرق إلى دوري الدرجة الأولى .
• هبوط آخر أربعة فرق إلى تصفيات المناطق .
• تطبيق نظام المربع الذهبي لتحديد بطل دوري الدرجة الثانية .

سابعا : المشاركات الخارجية للأندية :
• يجب إعطاء بطل الدوري ووصيفه حق المشاركة في دوري أبطال آسيا.
• أما بطل الكأس ووصيفه وصاحب المركز الثالث في الدوري فلهم حق المشاركة في دوري أبطال العرب
• أما صاحب المركز الرابع في بطولة الدوري فيشارك في البطولة الخليجية .

ثامنا : الأيام التي ستلعب فيه المباريات :
حيث كانت تشكل عائق للاتحاد فكان يقوم بتأجيل العديد من المباريات ، فبالنسبة لتلك الأندية التي لا تشارك خارجيا فتلعب مباريات الدوري أيام الأربعاء والخميس والجمعة بمعدل مباراة واحدة في الأسبوع ، أما الأندية التي لديها مشاركات خارجية فالبطولة الآسيوية مريحة لأنها تلعب يومي الثلاثاء والأربعاء وبالتالي فان الفريق المشارك في هذه البطولة يلعب مباراته في الدوري يوم السبت أو الأحد كما هو معمول به في الدوريات الأوروبية ، أما البطولة العربية فهي المشكلة وأتمنى مناقشة المسؤولين عنها وأن تلعب مبارياتها يومي الثلاثاء والأربعاء كما يحدث في جميع البطولات القارية للأندية . وبهذه الطريقة ليس هناك داعي لتأجيل مباريات تلك الفرق كما يحدث في العادة .

تاسعا : النقل التلفزيوني :
بالنسبة لمشاكل الأندية المالية فمن الممكن أن يكون أحد الحلول هو النقل التلفزيوني بحيث تباع حقوق النقل التلفزيوني إلى إحدى الشركات الراعية أو إلى إحدى القنوات التلفزيونية التي تقوم بالنقل والإخراج والتصوير لكافة المباريات( 7 مباريات ) - لأن مستوى النقل التلفزيوني لمباريات الدوري حاليا رديء من إخراج وتعليق وغير ذلك مع احترامي وتقديري لهم - وأن تقوم الشركة بعمل برنامج Round Up عقب كل جولة مع إلزام جميع الفرق بإجراء تصاريح مع هذه الشركة عقب المباراة وهم المدرب أو مساعده مع لاعبين آخرين كما هو معمول به في الدوري الإنجليزي (وأعتقد أن هذه النقطة مفيدة فيما يتعلق بلباقة اللاعب السعودي خصوصا في المحافل الدولية) وبرنامج آخر يتحدث عن استعداد الفرق للجولة القادمة ، على أن ينقل التلفزيون السعودي مباراتين فقط من كل جولة وأن يكون النقل عن طريق هذه القناة أو الشركة .

عاشرا : انتقالات اللاعبين :
• أن يكون عدد اللاعبين الأجانب فقط لاعبين اثنين على مستوى عالي مثل شيكو لاعب الاتحاد في الموسم الماضي بدلا من ثلاثة لاعبين مستواهم ضعيف لعدم قدرة الأندية لدفع مبالغ مالية كبيرة .
• أن يكون للنادي الحق في جلب ثلاثة أو أربعة لاعبين محليين في الموسم الواحد وأن يكون هذا هو السقف الأعلى لانتقالات اللاعبين المحليين لكل نادي .


دور الرئاسة العامة لرعاية الشباب
يتحتم على الرئاسة العامة لرعاية الشباب تفعيل دورها وأن تقوم بتخصيص جزء من ميزانيتها لإنشاء مراكز رياضية لتعليم مبادئ كرة القدم للناشئين وصغار السن في مدن المملكة الكبرى والتعاقد مع مدربين على مستوى عالي لهذه المهمة ممن عرف عنهم بأنهم مدربي فئات سنية وإرسال صفوة هؤلاء اللاعبين في نهاية كل موسم خلال فترة الصيف إلى إحدى المدارس الكروية المتخصصة في البرازيل كما تفعل اليابان التي استفادت كثيرا من ذلك ومن ثم بيع هؤلاء اللاعبين على الأندية سواء محلية أو خارجية ، ومن الممكن إشراك القطاع الخاص في هذا الأمر بحيث يكون لهم الحق في بيع اللاعب و الاستفادة من أموال انتقاله .
أن تقوم الرئاسة العامة لرعاية الشباب بإقرار تدريبات صباحية ومسائية على جميع الأندية وذلك مساهمة منها في إرساء مبادئ الاحتراف للأندية واللاعبين ، وأن يتم فرض عقوبات على الأندية التي لا تتقيد بذلك على أن تكون التدريبات الصباحية في صالات أو ملاعب مغلقة ومكيفة من الساعة الثامنة إلى الساعة الثانية عشرة وتشمل تمارين لياقية عامة على الأجهزة الرياضية مثل الدراجة وغيرها وسباحة وتطوير مهارات اللاعبين في التسديد المباشر على المرمى و تسديد الضربات الثابتة ( التي يفتقدها لاعبونا بشكل واضح مما أثر على منتخبنا في البطولة الآسيوية لأنه لا يوجد لاعب يجيد تنفيذ الكرات الثابتة فكانت تلك الضربات الثابتة تضيع هباء منثوراً ) والقفز والضربات الرأسية والتمرير وغيرها ثم يتناول طعام الغداء في النادي تحت إشراف طبيب النادي . أما التدريبات المسائية فتبدأ من الساعة الخامسة إلى الساعة التاسعة وتشمل التدريبات التكتيكية والخطط الفنية وغير ذلك .
وفي ختام هذا الموضوع الذي آمل أن يلقى آذان صاغية من المسوؤلين عن الكرة السعودية وعلى رأسهم صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن فهد ونائبه صاحب السمو الملكي الأمير نواف بن فيصل اللذان يقبلان الأفكار التي يطرحها الجمهور الرياضي بصدر رحب ، وقد يتصور البعض من الرياضيين أو الجماهير بأن هذه الاقتراحات مبالغ فيها ومن الصعب تطبيقها وقد تكون مستحيلة وأنا أقول بأن المستقبل يعتمد على ما نفعله في الحاضر وأني قد أكون أخطأت في بعض هذه الاقتراحات ولكن يبقى الاختلاف في وجهات النظر لا يفسد للود قضية . كما أحب أن أؤكد بأن الكرة السعودية قادرة على العودة إلى أمجادها وإيجاد أجيال ذهبية أخرى كتلك التي مضت ، متى أدرك المسؤولون عنها هذه المقولة ( ما فات مات وكل ما هو آت آت) و أنه حان وقت التغيير الآن فنحن الآن في زمن جديد وعصر جديد فالمنافسة على المسابقات الآسيوية أصبحت شرسة وستكون أشرس وأقوى مع انضمام الاتحاد الأسترالي إلى القارة الصفراء ، فنحن لا ننكر تلك النجاحات التي حققنها في وقت سابق أما الآن فإنه كما أسلفت زمن جديد نحتاج فيه إلى إعادة النظر في منظومتنا الاحترافية ومسابقاتنا المحلية وغير ذلك لأن المستقبل يعتمد على ما نفعله في الحاضر والعالم من حولنا يتطور بشكل رهيب كما نشاهد وأعني اليابان وكوريا بالإضافة إلى البحرين وعمان .

كلامك صح 100 %